الخصائص الاجتماعية والثقافية للمستوطنات العشوائية الحضرية

اقرأ في هذا المقال


إنَّ المجتمعات في المستوطنات العشوائية الحضرية تتمتع بمجموعة من الخصائص والسمات التي تميزها عن غيرها من المجتمعات.

خصائص السكان في المستوطنات العشوائية الحضرية:

يُعَد النمو الحضري المتزايد وما يعكس هذا النمو من مشكلات حضارية معقدة ومتشابكة يمثل ظاهرة عالمية، ولكن هناك فروق واختلافات بين البلدان المتقدمة صناعياً والبلدان النامية، في ما يتعلق بحجم هذه المشكلات ومعدلاتها والعوامل التي تقوم عليها ومدى تأثيرها على هذه المستوطنات.
كما تُعَدّ تلك الاختلافات ويمكن تفسيرها في ضوء تباين واختلاف معدلات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية من جانب وخصوصية عمليات التحضر وما تعكسه هذه سياسات واستراتيجيات من أجل تنفيذ حكومات البلدان النامية من أجل الحد من هذه الظاهرة وما تعكسه من مشكلات اجتماعية وحضارية وثقافية.
والتي أصبحت تمثل تحدي هام وكبير يواجه المدن الرئيسية في البلدان النامية من جهة أخرى كما يجب فهم هذه المشكلات في إطار السياق المجتمعي الذي توجد فيه، ويضع في عين الاعتبار الظروف البنائية التاريخية التي قامت بإفراز هذه المشكلات الحضرية والمراحل التي مرت بها والتي ساهمت في ازدياد معدلها وتأثيرها السلبي في المراحل الأخرى.
كما قامت التحليلات البيانات الإحصائية والتحليلات النوعية التي تتوافر عن المستوطنات العشوائية الحضارية على المستوى العالمي والمستوى الإقليمي وعلى المستوى المحلي، أنّ المشكلات أصبحت تمثل تحدي خطير في وجه الحكومة والمسؤولين عن التخطيط و التنميه الحضريه ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ولكن أيضاً على الصعيد السياسي والأمني، ومدى تأثيرها على الأوضاع البيئية كما بينت البيانات والتحليلات أنّ هناك مجموعة من الخصائص والسمات العامة التي تشترك بها المستوطنات العشوائية على الرغم من اختلاف مسمياتها من مجتمع إلى آخر.
وهذه الخصائص تمثلت في النشأة غير القانونية وافتقار العديد من المرافق والخدمات الأساسية بالإضافة إلى ارتباطها بالكثير من المشكلات الحضرية الأخرى، مثل الفقر الحضري ومشكلات الإسكان الحضري والتباين الطبقي والأمية والبطالة والكثير من المشكلات الأخرى التي تعد انعكاس عن النمو المتزايد في المستوطنات العشوائية الحضرية، مثل انتشار الجريمة وأنماط السلوك الانحرافي.
وهذا بالإضافة إلى المشكلات البيئية بشكل عام الأمر الذي أدى بالضرورة إلى فهم تلك المشكلات من منظور شامل يضع في الاعتبار جوانب المشكلة وأبعادها المختلفة، المشكلة هي عبارة عن ناتج مجموعة من العوامل التي تعكس العديد من المشكلات الحضرية الأخرى، التي أصبحت تشكل خطورة على البنية الاجتماعية الحضارية في البلدان والمجتمعات النامية بشكل عام.
وعلى الرغم من خطورة مشكلة النمو المتزايد المستوطنات العشوائية الحضرية على المستوى الإقليمي وعلى المستوى المحلي، إلّا أنّ مواجهة هذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها تختلف في طبيعتها من مجتمع إلى آخر، كما أنّ عدد من العوامل وظروف منها اختلاف طبيعة البنية الاجتماعية والنظم السياسية والتوجهات الأيديولوجية في كل دولة والإمكانيات والموارد المتاحة في المجتمعات.
كما أن نوعية السياسات والبرامج والخطط الحضارية التي يمكن من خلالها الحد من عدد الفقر الحضري ومواجهة مشكلة الإسكان الحضري وضرورة وضع السياسات التي تضمن في الواقع وقف تيار الهجرة الريفية في المناطق الحضرية، وذلك من خلال إيجاد مجتمعات عمرانية جديدة أو الاهتمام والعمل على تطوير وتنمية القطاعات الريفية.
والعمل على خلق فرص عمل جديدة من أجل الريفيين أو تقلل من توجههم للمدينة وخاصة العواصم في المجتمعات في البلدان النامية أو من خلال التشجيع على الهجرة العكسية الحضرية الريفية والتي بدأت تظهر ملامحها في بعض البلدان النامية خلال الفترة الأخيرة، على رغم أنها لم تصل الى المستوى المطلوب وذلك بسبب وجود فجوة واسعة بين المجتمعات الريفية والمجتمعات الحضرية وبشكل خاص في العواصم والمدن الكبرى.
كما بينت التحليلات الميدانية إن إحدى السمات العامة التي تشترك فيها المستوطنات العشوائية الحضرية أنّ أغلبهم ينتمون إلى أصول ريفية وأقلية ينتمون إلى مدن أخرى وتم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال الدراسات والبحوث التي تناولت عدد كبير من المستوطنات العشوائية الحضرية، على الصعيد الإقليمي و الصعيد المحلي.
وفي ما يتعلق بدور الهجرة الريفية الحضرية في نمو هذه المناطق وتشكل مناطق جذب للسكان الفقراء سواء القادمين من الريف أو من الأحياء الحضرية الأخرى داخل المدينة ذاتها أو خارجها، وبالتالي فإن المناطق الريفية ليست وحدها مناطق قدوم الفقراء الريفيين.
ولكن أيضاً تمثل الأحياء الحضرية الفقيرة مناطق طرد أيضاً للفقراء الحضريين الذين لم تتلاءم مع ظروفهم وإمكانياتهم المادية وطبيعة المستوطنات العشوائية الفقيرة، كما أنّ طبيعة المسكن و نوعه وأنماطه تختلف من مكان إلى آخر.


شارك المقالة: