يتم التعرف على السمات والخصائص العامة للجريمة بما في ذلك الفعل الإجرامي والقصد الجنائي والموافقة، ثم استكشاف السمات الأخرى للجريمة مثل السببية والضرر والشرعية والظروف المصاحبة والعقاب، فما هي الخصائص القانونية للجريمة حتى تسمى جريمة؟
ما هي الخصائص القانونية للجريمة
لوقوع جريمة من الضروري إثبات أنّ الفرد في الواقع:
1- ارتكاب الجريمة الفعلية والتي تعرف باسم الفعل الإجرامي.
2- أنّ الفعل كان مقصودًا وهادفًا وهو ما يُعرف بالقصد الجنائي.
3- التوافق بين العنصران السابقان -الفعل الإجرامي والنية الإجرامية-.
الفعل الإجرامي
الفعل الإجرامي هو الفعل الطوعي المتعمد الفعلي للجريمة، ويشير الفعل الإجرامي إلى الفعل أو الإغفال الذي يشتمل على العناصر المادية للجريمة كما هو مطلوب بموجب القانون، والفعل الإيجابي يشمل فقط الفعل الإيجابي الطوعي أو الإغفال (عدم التصرف) مما يتسبب في نتيجة محظورة جنائياً، فعلى سبيل المثال إذا دفع لص مسدسًا في جانب الضحية وقال: “أموالك أو حياتك” فإنّ دفع البندقية هو الفعل الإجرامي، والفعل غير الطوعي لا يفي بشرط الفعل الإجباري.
يشمل الفعل الإيجابي فقط الحركات الجسدية الطوعية لا سيما الحركات التي يهتم المجتمع بمنعها، وبالتالي إذا تصرف المدعى عليه بناءً على رد فعل فإنّ سلوك المدعى عليه لا يفي بشرط الفعل الإجباري، ويقارن هذا بالقصد الجنائي الذي يشير إلى عنصر النية الإجرامية للجريمة، وبالتناوب يمكن أيضًا استيفاء شرط الفعل الإيجابي عن طريق الإغفال أو عدم التصرف، وهذا صحيح فقط عندما يكون على الفرد واجب التصرف وفشل في التصرف، وبشكل عام لأغراض المسؤولية الجنائية قد يقع على الفرد واجب التصرف إذا:
- يتطلب القانون من الشخص أن يتصرف بطريقة معينة.
- يتطلب العقد من الشخص التصرف بطريقة معينة.
- توجد بعض علاقات الوضع الخاص التي تخلق واجبًا للتصرف بطريقة معينة (أي المسؤوليات الأبوية).
- يؤدي الافتراض الطوعي للرعاية إلى واجب التصرف بطريقة معينة.
- خلق الفرد الخطر.
النية والقصد الإجرامي
النية الإجرامية أو القصد الجنائي هو الجزء المتعمد والمقصود والمدروس والمراد من الفعل الذي يُعرف أحيانًا بالنية الإجرامية، وعندما تُترجم من اللاتينية فإنّ النية الجرمية تعني العقل المذنب، ويشير القصد الجنائي إلى الحالة الذهنية المطلوبة قانونًا لإدانة متهم معين بجريمة معينة.
عادة ما يكون إثبات النية الجنائية للجاني ضروريًا لإثبات الجرم في محاكمة جنائية، ويجب أن يثبت الادعاء بشكل نموذجي بما لا يدع مجالاً للشك أنّ المدعى عليه ارتكب الجريمة بحالة ذهنية مذنبة، وقد قام القاضي هولمز في شرح بشكل مشهور مفهوم النية عندما قال: “حتى الكلب يعرف الفرق بين التعثر والركل”.
يستند شرط النية الجنائية إلى فكرة أنّه يجب أن يمتلك المرء حالة ذهنية مذنبة وأن يكون على دراية بسوء سلوكه، ومع ذلك لا يحتاج المدعى عليه إلى معرفة أن سلوكه غير قانوني ليكون مذنبًا بارتكاب جريمة، بل بدلاً من ذلك يجب أن يكون المدعى عليه مدركًا للحقائق التي تجعل سلوكه مناسبًا لتعريف الجريمة.
أنواع جناة النية الإجرامية
هناك أربعة أنواع مختلفة من النية الإجرامية وهؤلاء هم:
- متعمد: النية الجرمية المتعمدة تعني أنّ الجاني قد اتخذ إجراءات هادفة لتحقيق هدفه.
- معرفة: معرفة النية الجنائية يعني أنّ الجاني يتخذ إجراءً مع العلم أن النشاط الإجرامي سيكون نتيجة أفعاله.
- متهور: النوع التالي من النية الجرمية هو النية الجرمية المتهورة، حيث تحدث النية الجرمية الطائشة عندما يتخذ الجاني قرارًا بالانخراط في سلوك على الرغم من إدراكه للمخاطر التي ينطوي عليها الأمر.
- متهاون: أخيرًا هناك مجرمون ذو نية إجرامية مهملة، وتحت القصد الجنائي المتخلف والذي يُطلق عليه أحيانًا الإهمال الجنائي ويفشل الشخص ببساطة في تقدير مخاطر الضرر، وعند استخدام هذا المعيار ستسأل المحكمة عما إذا كان الشخص العاقل في نفس الموقف سيتصرف بشكل مختلف، على سبيل المثال إذا ترك القائم برعاية الطفل بمفرده في حديقة ومات الطفل بعد سقوطه من قضبان الحديقة فقد يشكل ذلك إهمالًا جنائيًا.
تطبيق النية الإجرامية
إذا حدد القانون حالة عقلية أو جريمة معينة فعادة ما تطبق المحاكم الحالة العقلية المطلوبة لكل عنصر من عناصر الجريمة، وعلاوة على ذلك حتى إذا امتنع القانون عن ذكر حالة عقلية فعادة ما تطلب المحاكم من الحكومة أن تثبت أن المتهم كان لديه حالة ذهنية مذنبة أثناء ارتكاب الجريمة، وعادة ما يتم تنظيم الحالات العقلية بشكل هرمي من خلال حالة اللوم لدى الجاني، وبشكل عام استحقاق اللوم للحالة العقلية للممثل يتوافق مع خطورة الجريمة، وعادة ما ترتبط المستويات الأعلى من اللوم بمسؤولية أشد وأحكام أشد.
تاريخيًا صنفت الدول الحالات العقلية إلى جرائم تتطلب نية عامة ونية محددة، ومع ذلك وبسبب الارتباك الذي أعقب كيفية وصف النية، فإنّ معظم الدول الآن إما تستخدم التصنيف الرباعي المستويات لقانون العقوبات النموذجي (Model Penal Code-MPC) أو التمييز الخبيث.
قانون العقوبات النموذجي
تستخدم معظم الدول تصنيف قانون العقوبات النموذجي للعديد من التوجيهات الحقيقية، حيث تنظم لجنة السياسة النقدية وتحدد الحالات الذهنية المذنبة إلى أربع فئات هرمية:
1- يتصرف عمدًا: يكون لدى المجرم كائن واعٍ أساسي للتصرف.
2- التصرف عن علم: المجرم متأكد عمليا من أنّ السلوك سيؤدي إلى نتيجة معينة.
3- التصرف بتهور: تجاهل المجرم بوعي خطرًا جوهريًا وغير مبرر.
4- التصرف بإهمال: لم يكن المجرم على علم بالمخاطر ولكن كان يجب أن يكون على دراية بالمخاطر.
وبالتالي فإنّ الجريمة المرتكبة عمدًا ستعاقب عليها المجرم بعقوبة أشد مما لو تصرف الجاني عن علم أو بتهور أو إهمال، وأثرت لجنة السياسة النقدية بشكل كبير على القوانين الجنائية لعدد من الدول ولا تزال مؤثرة في تعزيز الخطاب حول القصد الجنائي.
جريمة المسؤولية الصارمة
قام البعض بتوسيع تصنيف قانون العقوبات النموذجي ليشمل حالة ذهنية خامسة: وهي المسؤولية الصارمة، فلا تتطلب جرائم المسؤولية الصارمة حالة ذهنية مذنبة، ومجرد حقيقة أنّ الجاني قد ارتكب الجريمة كافية لإتمام أي تحقيق في الحالة العقلية للمجرم، وهذا الافتقار إلى العقل المذنب سيكون بمثابة الحالة العقلية الخامسة والأقل إلحاحًا للحالات العقلية المحتملة.
بالنسبة لجريمة المسؤولية الصارمة يكفي أن يثبت الادعاء أنّ المجرم ارتكب الفعل غير المشروع بغض النظر عن الحالة العقلية للمجرم، ولذلك فإنّ الحالة الذهنية المذنبة لا علاقة لها بجريمة المسؤولية الصارمة، وغالبًا ما تشمل أمثلة جرائم المسؤولية الصارمة في القانون الجنائي الحيازة، وينتقد العديد من المعلقين إدانة المتهمين تحت مسؤولية صارمة بسبب الافتقار إلى القصد الجنائي.
تمييز الخبث
أقلية من الدول ترفض نهج قانون العقوبات النموذجي وبدلاً من ذلك فإنّهم يطبقون مستويين من تعمد الأذى، من أجل التأكد من المسؤولية المناسبة لتطبيقها على أولئك الذين يرتكبون أعمالاً إجرامية وهما:
- التعبير عن التعمد الأذى: أي ارتكاب جريمة بقصد إلحاق الضرر بالضحية.
- التعمد الأذى الضمني: أي اللامبالاة بالأذى الذي قد تعاني منه الضحية بسبب إهمال الجاني أو قلة انتباهه.