اقرأ في هذا المقال
- الخليفة المُستكفي بالله عبد الله بن علي المُكتفي
- إمارة الأمويين في الأندلس
- إمارة العبيدية
- الدولة الإخشيدية
- الدولة الحمدانية
- الدولة السامانية
الخليفة المُستكفي بالله عبد الله بن علي المُكتفي:
هو عبد الله بن علي المكتفي، ولد عام (292 هجري)، أُمه أم ولد تُدعى (أملح الناس)، وقد تم مُبايعته للخلافة بعد خلع ابن عمه المُتقي، وكان عُمره أربعين سنة أو يزيد قليلاً. مات (توزون)، أمير الأمراء فأصبح كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد سيد الموقف، فطمع وبدأ يعمل لنفسه، وقد خشيه الخليفة فقرّبه وقدّمه.
دخل أحمد بن بويه بغداد فاختفى أبو جعفر بن شيرزاد، وقرّبه الخليفة وقد سمّاه بـ (مُعز الدولة)، كما سمّا أخوه علي بـ (عماد الدولة)، وأخوه الثاني وهو الحسن وسُمي بـ (ركن الدولة)، وقام المستكفي بتسمية نفسه بـ (إمام الحق)، ثم إن مُعز الدولة قوي أمره فحجز على الخليفة، وقدّر له نفقةً يوميةً قدرُها خمسة آلاف درهم. وشغل الناس بالسباحة والمصارعة، وانهمك الشباب فيهما بشكل كبير.
وفي جمادى الآخرة من عام (334 هجري)، تخيّل مُعز الدولة من المستكفي شيئاً فدخل على الخليفة وانتزعه بعض جنود معز الدولة من سريره وجرّوه، ثم نهب الجُند دار الخلافة حتى لم يبق فيها شيء، وسار معز الدولة إلى منزله راكباً، وساقوا المُستكفي ماشياً إليه، ثم خلع وسملت عيناه، ثم أحضر الفضل بن المقتدر، وبويع بالخلافة باسم المُطيع، وبايعه ابن عمه الخليفة المخلوع المستكفي، وقد شهد على نفسه بالخلع، ثم سجن إلى أن مات سنة (338 هجري). وأما الإمارات في عهده:
إمارة الأمويين في الأندلس:
خضعت الأندلس لعبد الرحمن الثالث الناصر، وانقادت الولايات لحكمه، وكان خطر النصارى يتهدده من الشمال، كما كان خطر العبيديين من الجنوب، واستفاد عبد الرحمن من الصقالبة الذين يجلبهم الإغريق والبنادقة فيشتريهم، ويُربيهم تربية إسلامية، ويُدربهم على الجندية. خلع محمد بن هاشم التجيبي أمير سرقسطة طاعة عبد الرحمن الناصر فسار إليه وأخضعه، ثم سار إلى إمارة (نافار)، النصرانية التي دعمت التجيبي فانتصر عليها. بنى الناصر أُسطولاً مؤلفاً من مئتي سفينة، وتسابقت رسل دول فرنسا، وإلمانيا، وإيطاليا، إلى مقرّ حُكمه تقدّم له الاحترام.
إمارة العبيدية:
توفي عبيد الله المهدي عام (322 هجري)، وخلفه ابنه نزار أبو القاسم القائم، وتم في عهده فتح جنوه عام (323 هجري)، مروراً بجزيرة سردينيا. وفي جزيرة صقلية ثار الناس على عامل العبيديين فأرسل إليهم جيشاً أخضعهم. وثار الخوارج الأباضيون في طرابلس على العبيديين غير أن حركتهم قد اقتصرت على أباضية (هوارة)، لذا كانت ضعيفةً، وأرسل القائم قوةً بحريةً حاصرت أهل طرابلس من البحر، وقطعت عنهم المؤن.
فاضطروا إلى الاستسلام مُقابل دفع مبلغ من المال وتسليم ثلاثة من رؤسائهم حملوا إلى (رقادة) حيث قتلوا هناك وذلك عام (330 هجري). وقامت ثورة أخرى للخوارج الأباضية تُعدّ أهم الثورات التي واجهت العبيديين، وقد قادها أبو يزيد مخلد بن كيداد، وقد ظهر منذ عام (316 هجري)، في جبال أوراس، وقوي أمره عام (325 هجري).
إذ اجتمعت معه الأباضية بكافة الفِرَق التي لديها كما اجتمعت معه أهل السنة ضد العبيديين الذين أساءوا إلى الإسلام وانتهكوا حُرماته، وأرسل القائم إلى عامله على (قسطيلة)، ليحمل إليه أبا يزيد فاعتقله أبو يزيد، فأرسل القائم عندئذٍ جيشاً قوياً حاصر منطقة الأوراس غير أن أبا يزيد قد تمكن من فكّ الحصار، وانضمّت إليه بعض القبائل فأحرز نصراً على جيوش العبيديين وتتبعهم، وبدأت المدن تسقط أمامه حتى دخل (رقادة) ثم (القيروان) عام (333 هجري).
واتجه نحو (المهدية) فخندق القائم حولها، وكاد ينتهي أمر العبيديين لولا استنهاض همة كتامة وصنهاجة وخندقة القائم حول المهدية، وأرسل القائم الجيوش للقاء أبي يزيد لكنها هُزمت وتشتّت شملها، ولم يتابع أبو يزيد فلولها، وقوي بعدئذ أمر القائم. أما أبو يزيد فقد أخبر عبد الرحمن الناصر بالانتصارات التي أحرزها، وفرح المسلمون إذ توقّعوا انتهاء أمر العبيديين.
وكما ثار الأباضيون من الخوارج فقد ثارت الصفرية أيضاً ضد العبيديين إذ انتهز محمد بن الفتح بن ميمون فرصة ضعف ابن عمه سمكو بن محمد أبي المنتصر واشتعال ثورة الأباضيين فدعا لنفسه وخلع طاعة العبيديين، وتلقّب بالشاكر لله، وأظهر تأييده للعباسيين لكسب أهل السنة إلى جانبه، وكان حُسن السيرة، وهذا ما جعل بعضهم يقول: إنه كان من أهل السنة.
الدولة الإخشيدية:
الإخشيد كلمة يُلفّبِ بها ملوك فرغانة، وقد جاء (جفّ)، جد الإخشيد إلى الخليفة المعتصم فأكرمه، ثم اتصل بالخليفتين الواثق والمتوكل، وتوفي في العام الذي توفي فيه المتوكل (247 هجري)، بل وفي الليلة نفسها التي مات فيها المتوكل، وبرز ابنه طغج في أيام الطولونيين، وقتال الروم، ولمّا دخل الجيش العباسي مصر.
استقبل طغج بن جف الحاكم العباسي محمد بن سليمان بالعباسة، ومعه كبار القادة، ثم سار بمن بقي من الطولونيين وقادتهم إلى بغداد، ولما لم يترجّل للوزير العباسي فقد أوغر صدر الخليفة عليه فسجنه وابنيه محمد وعبيد الله وذلك عام (292 هجري)، وتوفي طغج في السجن عام (294 هجري).
وأطلق الخليفة ابنيه فدخلا في خدمة الخلافة، ولمّا حانت لهما فرصة الثأر من الوزير العباس بن الحسن لم يتركاها وذلك عندما ضربه الحسين بن حمدان بالسيف فوقع عن جواده فأسرعا وأجهزا عليه، وهرب بعدئذٍ محمد بن طغج إلى ديار ربيعة، وفرَّ عبيد الله إلى شيراز، ثم رجع إلى بغداد، واتصل بالخليفة المُقتدر وعلا شأنه.
اتصل محمد بن طغج بعامل الشام ابن بسطام، ولمّا أُعطي ولاية مصر انتقل محمد معه، وتوفي ابن بسطام عام (297 هجري)، فاتصل بابنه أبي القاسم علي بن بسطام، وحارب تحت إمرة (تكين) الذي التقى بالعبيديين بإمرة حباسة بن يوسف الكتامي وقد أبلى يومها بلاءً حسناً، وقد تولى إمرة الأردن نيابةً عن (تكين)، عام (306 هجري)، ثم الإسكندرية عام (307 – 309 هجري).
وحارب العبيديين الذين دخلوا مصر وغزوها، وعندما تمكّن منهم عام (321 – 324 هجري)، أمر الخليفة إضافة اسم الإخشيد عليه، وقام بتوليه على إمارة مصر والشام، فانتشر النظام، وصالح العبيديين. وفي (328 هجري)، غضب الخليفة على الإخشيد، وأرسل محمد بن رائق والياً على مصر، فسار إلى حمص فدخلها، وانطلق إلى دمشق وبها بدر بن عبد الله الإخشيد والياً عليها للإخشيد فأخرجه ابن رائق منها، ودخلها، وسار منها إلى الرملة فأخذها.
ثم اتجه إلى عريش مصر، فوجد الإخشيد محمد بن طغج فهُزِمَ الإخشيد وشغل أصحاب ابن رائق بالأسلاب فخرج عليهم كمين للإخشيد فهزمهم وتفرّقوا، فأعمل جند الإخشيد فيهم قتلاً ولكن نجا ابن رائق مع سبعين من رجاله، ورجع إلى دمشق، فسيّر إليهم الإخشيد أخاه عبيد الله أبا نصر في جيش كثيفٍ فالتقى مع جيش ابن رائق بـ (اللجون)، وانتصر ابن رائق انتصاراً كبيراً.
وقُتل أبو نصر عبيد الله بن طغخج أخو الإخشيد، فأخذه ابن رائق وكفّنه وأرسله إلى أخيه مع ابنه مزاحم بن محمد بن رائق واعتذر إليه، فكانت النتيجة أن اصطلحا على أن تكون الرملة الحدود بين الطرفين. وقُتِلَ ابن رائق عام (330 هجري)، فأصبحت بلاد الشام كُلها للإخشيد وقد دخلها دون حرب، كما تبعته الحجاز.
كما أن الخليفة المتقي قد طلب منه دعمه فسار إليه والتقى به بالرقة، ورجاه أن يسير معه إلى مصر فلم يوافق الخليفة فرجع الإخشيد إلى مصر. وفي عام (332 هجري)، استولى الحمدانيون على قنسرين فولّاها ناصر الدولة إلى ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان (أخي أبي فراس)، كما استولى سيد الدولة على حلب عام (333 هجري)، وقاتل الإخشيديين الذين اضطروا إلى دفع الجزية له.
الدولة الحمدانية:
قتل ناصر الدولة عمه سعيد أبا العلاء والد أبي فراس عندما أراد أن ينتزع منه الموصل عام (323 هجري)، وكان ناصر الدولة وأخوه سيف الدولة بجانب الخليفة حتى جاء البويهيون فوقعوا في صدام معهم ثم تصالحوا لكن عادوا فاختلفوا. كما حاربوا البريديين الذين كانّوا في الأهواز، ودخلوا مدينة واسط، وتغلّب توزون على بغداد، وأصبح أمير الأمراء.
سيطرَ ناصر الدولة على قنسرين عام (332 هجري)، من الإخشيد وأعطى إمرتها لابن عمه الحسين بن سعيد الحمداني أخي أبي فراس، كما سيطرَ سيف الدولة على حلب عام (333 هجري)، وتولى أمرها. ومات توزون عام (334 هجري)، وأصبح ابن شيرزاد أميراً للأمراء، ودخل بنو بويه بغداد، وحاولوا الحد من نفوذ الحمدانيين.
واستطاع ابن شيرزاد أن يغزو بغداد وأن يُسيطر عليها باسم ناصر الدولة الحمداني، ويأتي ناصر الدولة إليها ويخطب باسم المتقي، غير أن البويهيين يدخلون بغداد بعد أربعة أشهر، ويعود ناصر الدولة الحمداني إلى الموصل، ثم يعقد الصُلح بين الطرفين في أوائل عام (335 هجري)، غير أنه لم يستمر طويلاً ويقع الخلاف.
الدولة السامانية:
هجمَ أبو علي محمد بن إلياس على نصر بن أحمد الساماني وقد سيطرَ على كرمان، فبعثَ له نصر جيشاً كبيراً هَزِمَ أبا علي محمد بن إلياس ودخل كرمان وحكمها باسم السامانيين عام (332 هجري). وتوفي نصر بن أحمد عام (331 هجري)، وكان حليماً، كريماً، عاقلاً، وقيل: إنه أخذ مبادئ الإسماعيلية، وراسل عبيد الله المهدي فدبّر القواد مؤامرة لاغتياله.
وأدرك نصر الخطر فتنازل عن الحكم لابنه نوح غير أن هذا التصرف لم ينجه فقضي عليه عام (331 هجري). عفا نوح بن نصر عن بعض الأُمراء المُخالفين له ليؤلّف بين القلوب،
ووقع الخلاف بين البويهيين ونوح بن نصر فهُزِمَ نوح، ثم جهز نفسه ثانية وتمكن من استرداد الريّ ودخول الجبل أيضاً عام (333 هجري).