غير المسلمين في الدولة الأموية:
كانت الجماعات غير المسلمة الموجودة في الخلافة الأموية، والتي كانت تضم المسيحيين واليهود وأصحاب الديانة الزرادتشية والوثنيين، تسمى أهل الذمة، لقد تم منحهم وضعًا محميًا قانونيًا كأنهم مواطنين من الدرجة الثانية طالما قبلوا واعترفوا بالتفوق السياسي للمسلمين الحاكمين، أي قبولهم لدفع الضريبة، التي يتُعرف باسم الجزية، لم يكن المسلمون مضطرون إلى دفعها، وبدلاً من ذلك دفعوا ضريبة الزكاة.
إذا اعتنقوا الإسلام فسوف يتوقفون عن دفع الجزية وبدلاً من ذلك يدفعون الزكاة، على الرغم من أن الأمويين كانوا شديد وقساة القلب عندما تعلق الأمر بهزيمة خصومهم الزرادشتية، إلا أن الأمويون كانوا يقدمون الحماية وكانوا متسامحين دينيًا وهذا جعل الزرادشتيين يقبلوا سلطتهم.
في واقع الأمر، ورد أن الخليفة عمر بن عبد العزيز قال في إحدى رسائله ووصاياه إنه يأمر بعدم القيام “تدمير كنيس أو كنيسة أو معبد لعبادة النار (أي المعابد الخاصة الزرادشتيين) طالما أنهم تصالحوا واتفقوا مع المسلمون “.
يقول الكاتب فريد دونر إن الزرادشتيين في الشمال الشرقي من منطقة إيران لم يستطع المسلمين السيطرة عليهم وفتح مدنهم، وقاموا بالحصول على حكم ثانوي كامل تقريبًا مقابل الجزية، ويضيف الكاتب الأمريكي دونر أن “الزرادشتيين استمروا في الوجود بأعداد كبيرة في شمال وغرب خراسان وبلاد فارس وأماكن أخرى لقرون بعد ظهور ديانة الإسلام، وفي الواقع، تم وضع وكتابة الكثير من النصوص الدينية الزرادشتية خلال الفترة الإسلامية.”
المسيحيين واليهود في الدولة الأموية:
استمر المسيحيون واليهود في تخريج مفكرين لاهوتيين عظماء داخل مجتمعاتهم، ولكن مع مرور الوقت، تحول العديد من المفكرين إلى الإسلام، مما أدى إلى نقص المفكرين العظام في المجتمعات غير المسلمة.
ومن الكتاب المسيحيين المهمين من العصر الأموي عالم اللاهوت يوحنا الدمشقي، والمطران كوزماس من ميوما، والبابا بنيامين الأول ملك الإسكندرية وإسحاق نينوى، على الرغم من عدم تمكن غير المسلمين من تولي أعلى المناصب العامة في الإمبراطورية، إلا أنهم شغلوا العديد من المناصب البيروقراطية داخل الحكومة.
من الأمثلة الهامة على توظيف المسيحيين في الوظائف الأموية هو سرجون بن منصور، كان مسؤولا مسيحيا في الحكومة الأموية في الخلافة الأموية المبكرة، وكان ابن صاحب منصب بيزنطي بارز في دمشق، وكان المسؤول المفضل لدى الخلفاء الأمويين الأوائل منهم الخليفة معاوية بن أبي سفيان وابنه ويزيد الأول، وقام سرجون بن منصور بالعمل في منصب رئيس إدارة الوزارة المالية في العاصمة الأموية مشق في سوريا من منتصف القرن السابع حتى عام (700)، عندما قام الخليفة عبد الملك بن مروان بنفيه كجزء من جهوده لتعريب إدارة الخلافة.