الرضا عن الحياة لدى المسنين

اقرأ في هذا المقال


ينظر البعض أن الرضا عن الحياة دائم إلى حد معين من خلال مراحل الحياة غير أن المسببات التي تؤثر فيه هي التي تتحول عبر الزمن، كما تؤثر الأحداث على تقييم الشخص لدرجة رضاه سلبياً أو إيجابياً، وللطريقة المعرفية عند الفرد وكيفية تحليله للأحداث دور كبير في الإحساس بالرضا.

الرضا عن الحياة لدى المسنين

هناك مسببات خارجية كالبيئة والظروف الاجتماعية والاقتصادية ومسببات داخلية مثل الصفات الشخصية والمسببات المعرفية ووسائل العزو الذاتية تؤثر في مدى ثبات الرضا عن الحياة مع تقدم الشخص في العمر، وعلى الرغم من الأهمية بالعامل الاقتصادي إلا أنه لا يقصد بصورة أوتوماتيكية زيادة الرضا، ويكمن مفتاح الرضا في معايير الحكم عند الشخص، وهناك مسببات أخرى مثل المكانة الاجتماعية والتحكم والشعور بالإنجاز التي تؤدي جميعها إلى ما أطلق عليها ماسلو تحقيق الاحتياجات العليا.

يستند مفهوم الرضا عن الحياة على هرمية ماسلو في اكتفاء الاحتياجات متدرجاً من الاحتياجات الفيزيولوجية الدنيا إلى الاحتياجات العليا المتضمنة في تحقيق الذات عندما تلبي للفرد متطلبات الأمن والاستقلال والانتماء وتقدير الذات، ويستند تحقيق المتطلبات العليا على المسببات الخارجية التي تحيط بالشخص (العائلة والمجتمع والجوانب الاقتصادية)، وبالتالي تنقسم أهداف الشخص إلى جزئين:

1- أهداف قيمة عالية مثل قبول الذات والانتماء، وهي تعكس وجهة النظر الإنسانية للرضا.

2- أهداف خارجية وهي التي يمتلك الأشخاص من خلالها على الشعور بالرضا بالكمال من خلال أفراد آخرين مثل الشهرة والجاذبية، وهي تسلط الضوء على وجهة النظر السلوكية والمعرفية للرضا.

إن محاولة تحسين مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين عملية ترتبط بحرية الانتقاء عند الشخص وانفراديته وكرامته، فالرضا عن الحياة يتمثل عناصر ذاتية وشخصية ترتبط بالمسن نفسه، وأخرى تنتج عن الظروف والخيارات المتوفرة أمام عينه.

وإن مصادر الرضا عن الحياة عند المسن تتباين عن مصادر الرضا عند الفئات الأقل سناً، فأحياناً ما يكون هاجس الصحة والسلامة ووجود من يهتم بالمسن في وقت المآزق، ووجود دخل يكفي ورفقة حسنة من أبرز ما ينظر إليه المسن كي يحسّ بدرجة جيدة من الرضا عن الحياة.

هذا مع التأكيد أنه لا توجد ارتباط مباشرة بين التقدم في العمر والرضا عن الحياة، إلا أنه بصورة عامة يقل تواتر الأحداث السارة في حياة المسن نتيجة تلاشي التواصل الاجتماعي وعملية الانسحاب الاجتماعي.


شارك المقالة: