الرعاية الاجتماعية على أساس وظيفي

اقرأ في هذا المقال


إذا نظرنا إلى الرعاية الاجتماعية كشبكة من البرامج والخدمات والتشريعات يمكن تقسيمها على أساس وظيفي إلى ثلاث مجالات: الإمدادات الاجتماعيَّة، الخدمات الاجتماعيَّة، العمل الاجتماعي.

ما هي الإمدادات الاجتماعية

الهدف من البرامج هو تحقيق الأمن الاجتماعي والعدالة الاجتماعية للناس في المجتمع ومن ثمّ فهي ليست موجهة بالضرورة نحو تغيير الناس أو تهذيب طباعهم أو نمو شعور المواطنة الصَّالحة لديهم بصفة عامة وإن ساهمت بذلك بشكل مباشر، ولكنَّها تضمن للأفراد كحق لهم مقرَّر من قِبَل الدولة كل ما هو ضروري للوصول بهم إلى مستوى معيشي معيَّن، وعلى ذلك تُمثل هذه البرامج الوظيفة الاقتصادية للرعاية الاجتماعية ومثال على ذلك المساعدات العامَّة والتأمينات الاجتماعيَّة والإسكان والعلاج الطبيِّ فبعض هذه البرامج مؤقَّت كالمساعدات العامَّة وبعضها إنمائي كالتأمينات الاجتماعية.

ما هي الخدمات الاجتماعية

هذه الخدمات تُساند أو تُكمل أو تحل محلّ الأنظمة المعنيَّة بالتنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي وخاصَّة الأسرة والمدرسة، ومن ثُمَّ فهي مؤسَّسات تُعنى بتغيير الناس عن طريق تزويد الأفراد والجماعات بالموارد والإمكانيات اللازمة للأداء الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية الفعَّالة أو ضبط سلوك الفئات التي يُعتَبر سلوكها تهديداً للمجتمع.

وإذا كان المفهوم المؤقت يهتم بجانب الضَّبط الاجتماعي لسلوك الأفراد فإنَّ المفهوم الإنمائي يؤكِّد على توفير الموارد الاجتماعية وتجارب الحياة اللازمة لتنمية وتحسين الأداء الاجتماعي، والواقع أنَّ الأسرة والمدرسة تُشَكّل اللبِنات الأساسيَّة لذلك الجهاز الذي يقوم على التنشئة والذي يتضمَّن خدمات إنمائيَّة مثل المدرسة وخدمات علاجيَّة مثل مراكز العلاج الخارجي وتنظيم الأسرة والتوعية الأسريَّة وخدمات بديلة مثل الأُسَر البديلة.

ما هو العمل الاجتماعي

فالعمل الاجتماعي إذن يهدف لتغيير النُّظم والمؤسّسات داخل المجتمع أو تغيير المجتمع ذاته، ويتمُّ ذلك من خلال مشاركة المواطنين في الجهود المُنَظّمَة للوصول إلى هذا الهدف.

على الرغم من أنَّ الفواصل ليست واضحة تماماً بين الخدمات الاجتماعية والعمل الاجتماعي إلا أنَّه يمكن القول بصفة عامَّة أنَّ الأولى تستهدف تغيير الناس بينما العمل الاجتماعي بتغيير النُّظم، فإذا كانت الخدمات تُعنى بالدرجة الأولى بمساعدة الناس على أداء أدوارهم في إطار النُظم القائمة، فإنَّ العمل الاجتماعي يهتم بتغيير مضمون هذه النُظم والذي يتَّصل بتوزيع الأدوار والقوى داخل المجتمع وتوفير الفرص وإثراء حياة الناس الأمر الذي يجعل الصِّلَة وثيقة بين الاثنين.

الرعاية الاجتماعية على أساس وظيفي: تحقيق التوازن في المجتمع

تعتبر الرعاية الاجتماعية على أساس وظيفي من الأركان الأساسية في بناء المجتمعات المستدامة والمتوازنة. يقوم النظام الاجتماعي بتحديد وتوجيه الجهود نحو تحقيق العدالة والرعاية لأفراده. في هذا السياق، يأتي الدور الوظيفي للرعاية الاجتماعية لتلبية احتياجات الأفراد والمجتمع بشكل شامل.

1. توفير الحماية والأمان: تعمل الرعاية الاجتماعية كوسيلة لتوفير الحماية والأمان للفئات الضعيفة والمحتاجة في المجتمع. من خلال تقديم الدعم المالي، والرعاية الصحية، والإسكان، يتم تحقيق توازن وحماية لهؤلاء الأفراد وتمكينهم من المشاركة الكاملة في الحياة.

2. تعزيز العدالة الاجتماعية: تسعى الرعاية الاجتماعية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توفير فرص متساوية لجميع أفراد المجتمع. توجيه الدعم والموارد نحو الفئات المحرومة يعزز المساواة ويقلل من الفجوات الاجتماعية.

3. إدارة التحديات الاجتماعية: تعمل الرعاية الاجتماعية على إدارة وحل التحديات والأزمات الاجتماعية، مثل البطالة، والفقر، والأوضاع الصحية. يتم توجيه الجهود نحو تحسين ظروف الحياة وتوفير الدعم في مواجهة المصاعب.

4. تعزيز التكافل الاجتماعي: تعمل الرعاية الاجتماعية على تعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. يُشجع على تبادل الدعم والرعاية بين الأفراد والجماعات، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتعزيز التضامن.

5. توجيه الخدمات التعليمية والتدريبية: تسعى الرعاية الاجتماعية إلى تحقيق التوازن في فرص التعليم والتدريب. من خلال تقديم برامج تعليمية وفرص تدريب، يتم تعزيز تطوير الفرد وزيادة فرص الانخراط الاقتصادي.

6. التصدي للظواهر الاجتماعية السلبية: تعمل الرعاية الاجتماعية على التصدي للظواهر الاجتماعية السلبية مثل الإدمان، والجريمة، والانعزال الاجتماعي. يتم توجيه الجهود نحو الوقاية والتدخل لتقليل تأثير هذه الظواهر على المجتمع.

7. دعم الأسرة والطفولة: تشدد الرعاية الاجتماعية على دعم الأسرة والطفولة، مما يساهم في بناء أساس قوي للمجتمع. يتضمن ذلك توفير خدمات الحضانة، والتعليم المبكر، والدعم للأسر في التغلب على التحديات.

باختصار، تعتبر الرعاية الاجتماعية على أساس وظيفي ركيزة أساسية في بناء مجتمع متوازن ومستدام. من خلال توجيه الجهود نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية احتياجات الأفراد، يمكن تحقيق التوازن والاستقرار في الحياة الاجتماعية.


شارك المقالة: