كيف كان شكل الرعاية عند الإغريق
انتشرت المدن اليونانية في مناطق جبلية اشتهرت بقلَّة الإنتاج ممّا أدَّى إلى هجرة كثير من السكان خارج بلادهم واتخاذ الحرب وسيلة لكسب الرِّزق واحتراف القرصنة.
وقدّ حتَّمت الظروف الطبيعية على اليوناني القديم الاقتصاد التّام في حياته اليوميَّة فهو لا يأكل اللحم إلّا في الأعياد وكانت وجبته عادةً تتكوَّن من الخبز وبعض الفاكهة المجفَّفة والسَّمك.
وكانت لكل مدينة فلسفة وسياسة خاصَّة فقد كان اتجاه (أسبرطة) مثلاً يؤكِّد على أنَّه ينبغي أنْ يمتلك كل مواطن قطعة من الأرض تَسدّ حاجته حتى يستطيع القيام بواجباته كمواطن.
تربية الأطفال في الحضارة اليونانية
كان لتربية الأطفال منذ ولادتهم إلى أن يصيروا جنوداً للدولة نظاماً مُتَّبعاً فعندما يولد الطفل يتعيَّن أن يرسلوا خبراً لولاة الأمور فيؤخذ الطفل أمام جماعة من الشيوخ وهم يقرِّرون مصير الطِّفل، فإذا كان صحيح الجسم أُعطِيَ لوالدته لتربيته وتنشئته حتى سنّ السابعة، أمّا إذا كان ضعيف الجسم أمَرَ الشيوخ بتعريض الطِّفل للبرد والجوع حتَّى الموت، وعندما يبلغ الطفل السليم سنّ السَّابعة يُؤخَذ من والديه ويوضع في أماكن مُعَدّة لأمثاله وهناك يُدَرّب الأطفال على الجري والقفز والمصارعة والحركات العسكريَّة، ونتيجة هذه التربية ينشأ الأفراد أقوياء الجسم يصبرون على الجوع ويتحمَّلون المشاق والشدائد.
طبقات الشعب اليوناني
كان الشعب اليوناني يتكوَّن من طبقات كان أعلاها طبقة النبلاء اللذين كانوا يملكون الأراضي، كما كان يرجع لهم أمر إقامة الشَّعائر الدينية وإدارة أعمال الدولة، ثمَّ طبقة الفلاحين وطبقة العمال.
وكان النُّبلاء يحكمون في القضايا التي تُعْرضُ عليهم وفقاً لمجموعة من الأحكام يتناقلونها شفاهةً فتَظلِم العامَّة من النبلاء اللذين يحكمون عليهم وفق أهوائهم الشخصية، وفي صالح أفراد طبقتهم دائماً وكان أكثر ما يشكونه العامة هو قانون الديون، فقد كان الفلاحون يقترضون من الأغنياء ما يحتاجون إليه من مال بأرباح فاحشة، وللحصول على القرض كانوا يرهنون ما يملكون من أرض لضمان السداد وكانت العادة في مثل هذه الحالات أن تُقام أعمدة حول قطعة الأرض المرهونة لتكون شاهداً على أنَّ المالك مَدين، وكانت قيمة الدَّين واسم الدَّائن تُحفَر على تلك الأعمدة ، ولمَّا كان الربح فاحشاً كان مبلغ الدين يزداد كل سنة الأمر الذي جعل الفلَّاح يفقد الأمل في قدرته على السداد ويصبح مركزه في أرضه أجيراً فيها بعد ما كان مالكاً لها.
ومن ناحيةٍ أخرى كان المدين الذي لا يملك أرضاً ولم يكن في استطاعته تسديد ما عليه من ديون في حالة أو أكثر سواءً لأنَّه يصبح في الواقع عبداً لدائنه الذي منحه القانون الحقّ في بيعه وبيع نسائه وأطفاله ونتيجةً لذلك كان الفلاحون على وشك الانقراض فبعضهم كان يُباع في أسواق النخاسة في الخارج وبعضهم كان عليه العمل في الحقول كالعبيد أو الكفاح ضدّ الفقر والعَوَز.
أوجه الرعاية في الحضارة اليونانية
بالرُّغم من الحالة السيئة التي كان يعيشها الشَّعب اليوناني القديم إلا أنَّه قدّ ظهرت بعض أوجه الرعاية الاجتماعيَّة التي كانت تنصب على مساعدة المحرومين ومساعدة أفراد المجتمع خاصَّة في أوقات الطوارىء والكوارث بدافع العطف والإحسان.
ي الحضارة اليونانية القديمة، لم تكن مصطلحات “الرعاية الاجتماعية” مستخدمة بالشكل الحديث الذي نعرفه اليوم، ولكن كان هناك بعض الجوانب في المجتمع اليوناني ترتبط بالعناية بأفراده. تركزت العناية في المجتمع اليوناني القديم على الأسرة والمجتمع بشكل عام، وكانت تتم من خلال مجموعة من العادات والقيم.
الأسرة:
كانت الأسرة وحدة أساسية في المجتمع اليوناني القديم. كانت العناية بالأفراد ضمن نطاق الأسرة ومسؤولية الأفراد نحو بعضهم البعض.
الفقراء والمحتاجين:
كان هناك بعض الرعاية الموجهة نحو الفقراء والمحتاجين. كانت الأعمال الخيرية والتبرعات تتم بواسطة الأفراد الثريين والمؤسسات الدينية لمساعدة الفئات الضعيفة في المجتمع.
الديانة والطقوس الدينية:
كان للديانة دور كبير في الحياة الاجتماعية، وكانت هناك بعض الطقوس الدينية التي تشمل الرعاية الروحية والاهتمام بالفرد والمجتمع.
الصداقة والتضامن:
كانت الصداقة والتضامن الاجتماعي تلعب دورًا هامًا. كان الأفراد يعتمدون على بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، وكانت الصداقة تُعَد أحد أهم القيم في المجتمع اليوناني.
الرعاية الطبية:
كان هناك اهتمام بالرعاية الطبية، وكانت هناك بعض المراكز الصحية والأطباء الذين كانوا يقدمون العلاج والرعاية للمرضى.
يجدر بالذكر أن هذه الجوانب تعتمد على مصادر متنوعة وتفاصيل محددة قد تختلف باختلاف الفترات والمناطق داخل الحضارة اليونانية.