الرمز في السيميولوجيا

اقرأ في هذا المقال


بالرموز وبدونها لا يمكن التقدم بسرعة في قراءة الصورة والتواصل، وتقترح السيميولوجيا من حيث المبدأ دراسة جميع الجوانب المتعلقة بحياة البشر التي اللغة والرموز مهمة بها، وتستخدم السيميولوجيا التواصلية في هذا البحث للنظر في العلامة خارج نطاق التواصل اللفظي.

الرمز في السيميولوجيا

السيميولوجيا بشكل فضفاض هي دراسة العلامات حيث لا تشكل هذه العلامات فهماً بسيطاً بما فيه الكفاية، مما يصبح صعبًا هو تحديد ماهية العلامة في الواقع، وعندما يتم التفكير في العلامات يتم التفكير في الأشياء الموجودة عليها كالرموز، ويتم التفكير في شيء مرئي مثل لافتة، لكن الإشارات تتكون من العديد من المكونات المختلفة كالكلمات والأصوات ولغة الجسد والرموز والسياق وكلها تتحد لتكوين لغة بصرية تساعد على فهم شيء ما، سواء كان ذلك الطريق إلى الشاطئ، أو إذا لم يفعل ذلك أحد.

وهذه الدراسة حول الرمز في السيميولوجيا ليست دراسة ضيقة بل يتم الخوض في عمق كبير حول هذا الموضوع لأنه مجال عميق، ففي خلال الأشهر القليلة الماضية تم التحدث في العديد من الدراسات حول استخدام الرموز في السيميولوجيا في هندسة المعلومات وتعيين الطريق وتصميم الأيقونات للويب، وإنه موضوع كبير.

لذا من المحتمل أن يكون هذا  الشيء سيتم تغطيته بمزيد من التعمق من قبل علماء الاجتماع وعلماء اللغة وعلماء السيميولوجيا والعديد من العلماء الذين يقومون حاليًا بتقديم المزيد عن هذا الموضوع المفيد في مختلف التخصصات والمجالات.

ولقد تم أثبات أن السيميولوجيا هي دراسة العلامات، ويمكن أن تتكون الإشارات من جميع أنواع الأشياء مثل اللغة والصور ولغة الجسد وما إلى ذلك ولكن ماذا يعني كل هذا بالمعنى العملي؟ قد تساعد معرفة الرموز في علم السيميولوجيا أن تعطي نظرة عامة موجزة عن مجال السيميولوجيا والنظريات التي تساعد في تكوين جوهره، وعلماء السيميولوجيا في العصر الحديث لا يدرسون فقط العلامات والرموز بل يتعمقون أكثر من ذلك بكثير حيث إنهم يدرسون كيفية تكوين المعنى، كما إنهم يدرسون كيف يفسر الناس أولاً وقبل كل شيء الرمز.

وكيف يستفيدون بعد ذلك من التجربة الثقافية أو الشخصية لفهم العلامة، وبهذا المعنى فإن السيميولوجيا تدور حول التواصل وأوجه التشابه مع التصميم، وهناك مجالات رئيسية للسيميولوجيا، والرموز نفسها طريقة تنظيمها في الأنظمة والسياق الذي تظهر فيه.

وتشارلز ساندرز بيرس فيلسوف أمريكي معروف بأنه مؤسس علم السيميولوجيا الحديث، وكان تشارلز بيرس مهتمًا بكيفية فهم البشر للعالم من حولهم، وبهذا المعنى لم يكن مهتمًا بالجانب اللغوي للسيميولوجيا التي ابتكرها في أوائل القرن العشرين أستاذ اللسانيات السويسري، فرديناند دو سوسور.

واقترح تشارلز بيرس إنه يمكن تعريف العلامات في السيميولوجيا على أنها ثلاث فئات، الأيقونة والفهرس والرمز:

أ- الأيقونة: علامة الأيقونة هي علامة تشبه شيئًا ما، مثل صور الأشخاص، ويمكن أن تكون الأيقونة أيضًا توضيحية أو تخطيطية، على سبيل المثال علامة ممنوع التدخين.

ب- الفهرس: علامات الفهرس هي علامة حيث يوجد ارتباط مباشر بين الإشارة والكائن، وغالبية إشارات المرور هي إشارات فهرسة لأنها تمثل معلومات تتعلق بموقع على سبيل المثال، علامة سطح طريق زلق موضوعة على طريق معرض للفيضانات.

ج- الرموز: ليس للرمز معنى منطقي بينه وبين الكائن، ولسوء الحظ تمتلئ شبكة الويب بأمثلة سيئة لهذا النوع من العلامات، ولكن هناك أمثلة جيدة حيث أيقونة الصفحة الرئيسية التي تمثل منزلًا على سبيل المثال، والرموز الأخرى الموجودة خارج الشاشة والتي قد تساعد في تفسير الفرق هي الأعلام، والأعلام هي رموز تمثل البلدان أو المنظمات، ومرة أخرى يظهر التقاطع بين التصميم والعلامة التجارية بشكل واضح في هذه العلامات.

ومع ذلك اقترح دو سوسور بنية أبسط لماهية العلامة: الدال والدلالة، والدال الشكل الذي تتخذه العلامة، والمدلول أو الدلالة هو المفهوم الذي يمثله، وبالنسبة إلى دو سوسور العلامة هي مزيج من الاثنين، ولكن ماذا يعني كل هذا فيما يتعلق برموز الويب؟

السيميائية والويب

الويب مليء بالعلامات والرموز، فعند التفكير في الأمر، يرغب معظم المستخدمين في تجميع مهمة على موقع ويب، ومن أجل القيام بذلك يتعين عليهم الانتقال إلى المكان الصحيح، ومن أجل القيام بذلك، عليهم اتباع الإشارات، وليس فقط العلامات والرموز المرئية بل في هندسة المعلومات وهو مجال تطوير الويب ويهتم بتنظيم المعلومات، وهذا الوصف هو ما يجعل مستخدميه متحمسون لعملهم، إذ يقومون بوضع قوائم ثم بعمل قوائم ضمن القوائم وهذا يبدو مثيراً، وواصل دو سوسور مناقشة الكلمات وكيف تؤثر على ما تفعله.

حيث أشار إلى أن الكلمات مهمة، وربما أكثر من أي شيء آخر، ويمكن أن يكون لدى المرء تصميم سيء، ولكن إذا كانت الكلمات صحيحة وفي المكان المناسب، فسيجد المستخدم عمومًا ما يحتاج إليه، وكان الاستنتاج من هذه المناقشة أن الكلمات هي أيضًا رموز على الويب، والكلمة الصحيحة في المكان المناسب أليس هذا هو كل ما يتعلق بالتصميم وسياق الكلام.

ومن ثم انتقل دو سوسور إلى شيء أكثر بصرية، وأخذ مثال تصميم نظام أيقونات لتطبيق عبر الإنترنت، حيث إن أوجه التشابه مع تصميم البرنامج واضحة وتحتوي واجهات المستخدم الرسومية المصممة جيدًا على إشارات جيدة جدًا.

أو يجب أن يقول رموز، إذن ما الذي يجب عليه فعله لجعل هذه الرموز يفهمها المستخدم؟ يجب أن يكون واضحاً وأن يكن جريئاً، حيثا أن ترك الإبداع للمصممين السيئين ليس هذا هو المكان المناسب لعمل شيء مختلف، وفي حالة وجود اتفاقية يجب استخدمها، كما يجب أن يكون الموقع في المكان الصحيح.

وهناك المزيد ولكن هذه هي الثلاثة الأوائل لإنشاء لافتات ناجحة كما لا يجب أن ينسى أن الرموز الموجودة على الويب عبارة عن لافتات وعند تصميمها فأنه يقوم بتصميم نظام لافتات، سواء أعجبه ذلك أم لا، إذن ماذا عن أنظمة اللافتات؟ يشير دو سوسور إلى أن أنظمة اللافتات لا تقل أهمية عن العلامات الفردية، بحيث أن المعنى الجماعي والارتباط العام هما العناصر التي تجعل أنظمة اللافتات تعمل.

ولقد استخدم التحليل السيميائي في هذا البحث كأحد الأساليب التي تمكنت من فرض نفسها في النقد لسنوات عديدة في جميع جوانبه، لا سيما فيما يتعلق بمعنى الصورة والآثار المحتملة لهيمنتها على الواقع والحياة اليومية.

وإذا كانت العلامات وأنماطها مؤشرًا مهمًا في دراسات السيميائية، تعكس حياة العلامات من منظور التحليل السيميائي مطابقة العلامة، وتصبح الصورة نمطًا يحمل معنى والأهمية والتواصل، وينقل الرسائل مما يفترض وجود الرموز التي تنتج تلك الرسائل، يتطلب فك رموز هذه الرسائل معرفة هذه الدراسة.


شارك المقالة: