الشروط الضرورية للعلم المستقل في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الشروط الضرورية للعلم المستقل في علم الاجتماع:

يعتبر علم الاجتماع هو أحد العلوم الاجتماعية، فقد حدد العلماء الشروط الضرورية للعلم المستقل في ثلاثة شروط أساسية هي:

أولاً: وجود طائفة متميزة من الظواهر، يتخذها العلم موضوعاً للدراسة والبحث.

ثانياً: خضوع هذه الطائفة من الظواهر لمنهج بحث علمي.

ثالثاً: إمكانية تعميم النتائج، والوصول إلى مجموعة من القوانين والنظريات الخاصة بهذا العلم.

ولو قمنا بتطبيق هذه الشروط الثلاث على الاجتماع الإنساني لوصلنا إلى تقرير أنه علم مستقل بذاته تتوافر فيه هذه الشروط كلها.

فالشرط الأول نجده كامن في علم الاجتماع حيث حدد علماؤه مجال دراسته في الظواهر الاجتماعية فقد سماها ابن خلدون الواقعات الاجتماعية، ومثل لها في كتاباته، وإن كان لم يحدد خصائصها، ومن بعده دعا أوجست كونت إلى دراسة الظواهر الاجتماعية، ولكنه أيضاً لم يهتم بتحديدها ولم يعرفها كما عرف الظواهر الطبيعية والكيميائية والبيولوجية، وذلك ﻷنّ علم الاجتماع في نظره يدرس كل الظواهر التي تدرسها العلوم السابقة على علم الاجتماع.

وأنّه من العبث تحديد الظاهرة الاجتماعية ﻷنّ جميع الظواهر الإنسانية بما فيها علم النفس هي ظواهر اجتماعية، ثم جاء دور كايم وفي عهده تم تحديد الظاهرة الاجتماعية تحديداً واضحاً وجلياً، وهذه الظواهر الاجتماعية هي التي يستأثر علم الاجتماع ببحثها، ويتخذها مجالاً للدراسة.

تمتاز هذه الظواهر بخصائص تميزها عن غيرها من ظواهر العلوم الأخرى وأهم هذه الخصائص ما يلي:

أولا: تعرف الظاهرة الاجتماعية بأنها عبارة عن حصيلة فرد أو جماعة أو مجتمع على فرد آخر، وينطوي هذا التأثير على كل نماذج الأداء الذي يحدث بين المواطنين سواء كان فيزيقياً أو نظامياً، وعلى كافة المواقف الاجتماعية، وتعتبر الظواهر الاجتماعية بمثابة الحقائق الأمبريقية التي يمكن ملاحظتها في الحياة الاجتماعية، فهي عبارة عن قوالب وأساليب للتفكير والعمل الإنساني.

ثانيا: أنّها موجودة خارج شعور الأفراد، بمعنى أنها أشياء خارجية تستلزم دراستها دراسة موضوعية لا على أساس تحليل شعور الفرد في الزمان والمكان.

ثالثاً: أنها تمثل جانباً جديداً في حياة الإنسان، فإذا كان الإنسان بمقتضى طبيعته النفسية، يشعر ويحس ويتألم ويتلذذ ويتخيل، وإذا كان بمقتضى طبيعته الحيوية أو البيولوجية يأكل ويشرب ويتنقل من مكان ﻵخر، فإن طبيعته الاجتماعية الجديدة تفرض عليه أن يعيش في مجتمع ويتعامل مع أفراده ويتفاعل معهم، ويخضع للأوضاع السياسية والاقتصادية والتربوية واللغوية الكائنة بالمجتمع.


شارك المقالة: