الصراع من العمليات الاجتماعية في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الصراع من العمليات الاجتماعية في علم الاجتماع:

الصراع هو تصادم بين القوى الاجتماعية، وهو تعبير عن نضالها، ويحدث في المجتمع نتيجة تحول المنافسة من سوية انشائية إلى مظهر متطرف هدّام، وعندئذ يقوم المتنافسون بكل ما في حوزتهم من قوى وإمكانات للقضاء على غريمهم، ويتبعون في ذلك أهوائهم الجامحة، ويحكمهم مبدأ تنازع البقاء، والبقاء للأقوى، وغني عن البيان أن المجتمعات في هذا المجال تخسر قسطاً كبيراً من الطاقة الإنسانية والمادية نتيجة هذه الصراعات.

ومظاهر الصراع كثيرة، فقد يحدث بين فردين أو بين جماعتين أو بين طبقتين، وقد يكبر حدّه فيقوم الصراع بين الدول والشعوب، وقد يكون الصراع مباشراً، ووجهاً للدسائس والمؤامرات، ويوجد الصراع كذلك في مختلف شؤون الحياة الاجتماعية، حيث نجده في الاقتصاد والسياسة والدين والمعايير الأخلاقية والطبقات الاجتماعية والمهنية.

ويرى ماكيفر وبيج، أن جوهر الصراع نشاط الشخص نحو الآخر أكثر منه نحو الهدف، فالصراع ينشأ عادة نتيجة لتعارض المصالح، ولتأصل الأنانية والذاتية وتغليبها على الغيريّة، وبالرغم من أن المجتمعات الحديثة تخلصت من صور الصراع الهمجية والبربرية التي تعوق حركة نموها وتقدمها، إلا أن كثيراً من صور هذا الصراع لا تزال توجد وأن حدث لها اعتلاء في الثقافات كالتقاضي أمام المحاكم، الحروب، المنافسة الاقتصادية غير المتعادلة، الجدل والمناقشة الساخنة والدعاية الرخيصة.

أقسام الصراع في المجتمعات عند ماكيفر وبيج:

ينقسم الصراع عند ماكيفر وبيج إلى مباشر، كاعتداء الأفراد بعضهم على بعض إلى حد استخدام العنف والقوة، ومنع الخصم من الوصول إلى تحقيق غايته أو هدفه، وغير مباشر يتمثل في سعي كل فرد أو فريق إلى تحقيق مصلحته، وإعاقة تحقق مصلحة الآخرين، خصوصاً إذا كان الهدف واحد لكلا الطرفين كالحصول على جائزة مالية أو وظيفة أو ممارسة تجارية.

وينتهي الصراع عادة بالتعاون إذا كان بين قوتين متعادلتين؛ ﻷن كل منهما يسأم من استمرار فترة الصراع، ولا يستسيغ الخسائر التي يتكبدها منه فترة طويلة، فتكون النتيجة إمكانية الوصول إلى حلول وسطى، وتقريب وجهات النظر بين المتصارعين، أما إذا كان الصراع بين طرفين غير متكافئين فإن النصر سيكون في صالح الأقوى.

وقد تؤدي صراعات الحروب بين الدول إلى تقوية النظم الداخلية لكل منها، وتماسك الأفراد والجماعات وتضامنهم بصورة أقوى مما كان عليه الحال قبل الحرب؛ وذلك ﻷن نصرة دولتهم ستكون هدفاً مشتركاً تلتقي عندها اتجاهات الناس وآرائهم، وضرورة تعاونهم وتكتلهم لمواجهة أخطار الحرب، والتصدي لما تحدثه من آثار تدميرية.


شارك المقالة: