العلاقات العنصرية في علم الاجتماع:
العنصر السلالي مسألة بيولوجية أصلاً، إلّا أنّ اتصال هذا الموضوع اتصالاً وثيقاً بالتفاعل الاجتماعي حتى في أرقى المجتمعات، وأكثرها تمدنا كالولايات المتحدة الأمريكية وبالرغم من ىأنّ معظم علماء دراسة الإنسان كاﻷنثروبولوجيا، والبولوجيا والثنولوجيا والاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي، قد أثبتوا عدم تفوق جنس بشري أو سلالي على آخر، إلّا أنّ هذه الفكرة لا يزال لها تأثيرها الكبير في حياة معظم المجتمعات وبفضل تأثير هذه الفكرة تحدث التفرقة والتمايز في المعاملة، وفي الحقوق المدنية، وغيرها من العقبات الاجتماعية الناجمة عن التفرقة العنصرية للجنس أو اللون أو الدين.
والحقيقة أنّه لا يوجد في عالم اليوم سلالة أو جنس نقي، وأصبح الحديث الآن عن ذلك حديث خرافة، ولا يميل إلى الواقع الكائن بصلة يستند إليها، فاشتراك الناس في اللغة أو الدين وأسلوب الحضارة، ونمط الحياة يكفل وحدة في فكرهم، وفي الوعاء المتضمن لهذا الفكر، ومن جهة أخرى فإن الاختلاط بين البشر وعلى أوسع نطاق بحكم تقدم المواصلات والهجرات والمصاهرة.
وهنا يبرز سؤال، ما هو إذن السبب في تجسيد رابطة الجنس أو السلالة طالما أنّها خرافة؟ والإجابة تتلخص في أنّ العنصرية توجد لدى الجماعات الإنسانية التي بينها متشابهات يمكن أن تجمع بينهم، وأن من ليس مشابهاً لها فهو خارج عنها، وهذه المتشابهات ليست سمات جسمية فحسب كلون البشرة، أو شكل الشعر أو الأنف، وإنّما هي بالإضافة إلى ذلك شعور بالنوع قد تمتد لتشمل آية سمات أو رابطة مشتركة كالقرية والدين والأصل الجغرافي واللغة.
ويضاف إلى هذا السبب التشابه والشعور بالنوع سبباً آخر، يعتبر علماء الاجتماع الآن أساساً للتجمع البشري خصوصاً في المجتمعات الحديثة ذات الجماعات المختلفة كالنقابات، والاتحادات والأحزاب، والتي تجمع بين أنواع من الناس لا تشابه بينهم هذا السبب الآخر هو تبادل المنافع، وتوافق المصالح، وعظم الإنجازات تلك الأمور التي لا تتحقق إلّا في التجمعات الإنسانية.
ونظراً للخطورة التي تنطوي عليها التفرقة والتمايز العنصري، وما تلعبه في التفاعل الاجتماعي، والعمليات الاجتماعية، فقد اهتم كثير من علماء الاجتماع بالعلاقات العنصرية داخل المجتمع سواء في داخل الجماعة الواحدة، أو بين مختلف الجماعات التي يتكون منها المجتمع الأكبر بمنظماته وهيئاته.