اقرأ في هذا المقال
- تفسير نظرية الإجهاد لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
- تفسير نظرية التحكم الاجتماعي لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
- تفسير الارتباط التفاضلي لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
- العمر وعلاقته بالمشاركة الإجرامية
- دور العمر في الاختلاف بأسباب الجريمة
تم استخدام التقاليد النظرية الرئيسية في علم الجريمة (أي الإجهاد والرقابة الاجتماعية ونظريات التعلم الاجتماعي)، لتقديم تفسيرات للتنوع في السلوك الإجرامي على مدى الحياة وعلاقته بالعمر بالرغم من النقد الذي وجهه هيرشي وجوتفريدسون، فعلى سبيل المثال تجادل نظرية الإجهاد بأنّ المراهقين والشباب يعانون من المزيد من الإحباط والتوتر وهو ما يخفف مع دخول مرحلة البلوغ والعمل الشرعي، ويتراجع الحرمان النسبي الذي يعاني منه الشباب مع دخول سوق العمل الشرعي للبالغين.
تفسير نظرية الإجهاد لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
قام المنظرون أيضًا بدمج بعض عناصر نظرية الإجهاد عند النظر في منظور إيسترلين حول الحجم النسبي للفوج، وجادل إيسترلين بأنّ الأتراب الأكبر (على سبيل المثال كثيري الإنجاب) يواجهون عيوبًا معينة، مثل التنافس على الموارد النادرة التي تؤدي إلى مستويات أعلى من الحرمان الاقتصادي لتلك المجموعة.
على الرغم من أنّ إيسترلين سلط الضوء على الظروف الاقتصادية السلبية المتوافقة مع منظور الإجهاد، إلّا أنّه اقترح أيضًا أنّ مجموعات كبيرة قد تطغى على المؤسسات الاجتماعية، مما يعرض أعضاء المجموعة لظروف اجتماعية إجرامية إضافية مثل انخفاض الإشراف وضعف التنشئة الاجتماعية وانخفاض مستويات السيطرة الاجتماعية، وثبت أنّ هذه الظروف هي الأكثر ضررًا للمراهقين والشباب، وقد تكون مسؤولة عن زيادة معدلات الجريمة عندما تدخل هذه المجموعات الكبيرة في السنوات الأكثر عرضة للجريمة (أي المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر).
تفسير نظرية التحكم الاجتماعي لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
كما اقترح إيسترلين وجرينبرغ قد تقدم نظرية التحكم الاجتماعي أيضًا حجة لتغيير معدلات الجريمة حسب العمر، وأشار سامبسون ولوب إلى أنّ تأثير كل من الضوابط الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية يختلف حسب العمر، وتجادل هذه النظرية بأنّ الروابط الاجتماعية تضعف خلال فترة المراهقة مما يحرر الفرد من انتهاك الأعراف الاجتماعية، وبالتالي فإنّ المراهقة تمثل وقتًا يتم فيه تقليل التعلق بالآخرين التقليديين وخاصة الوالدين والالتزام بالمؤسسات التقليدية.
قد يتم إعادة تكوين الروابط الاجتماعية في مرحلة البلوغ، حيث يقوم الأفراد بتجميع الروابط التقليدية للوظائف والبدء في بناء أسرهم من خلال الزواج والأبوة، بالإضافة إلى ذلك تصبح عواقب الجريمة أكثر خطورة مع تقدم العمر وتعمل باعتبارها أكثر من سيطرة على السلوك، حيث يكتسب الأفراد حصة أكبر في الامتثال.
تفسير الارتباط التفاضلي لعلاقة العمر بارتكاب الجريمة
يتوقع الارتباط التفاضلي أنّ التورط المتزايد في الجريمة خلال سنوات المراهقة يرجع إلى الاختلاف في الخبرات مع الأقران الجانحين، ولدعم هذا المنظور استخدم وار (Warr) بيانات من المسح الوطني للشباب لإثبات التغيرات المرتبطة بالعمر في التعرض للأقران الجانحين، بما في ذلك النسبة المئوية للأصدقاء الجانحين والوقت الذي يقضيه مع أقرانهم وأهمية الإبلاغ الذاتي عن الأقران التي تتوافق مع منحنى العمر والجريمة.
خلال فترات لاحقة من المراهقة أفاد الأفراد في استطلاع الشباب الوطني عن وجود عدد أكبر من الأصدقاء الجانحين وقضاء المزيد من الوقت مع هؤلاء الأصدقاء وزيادة أهمية الأقران في حياتهم، وفي النماذج متعددة المتغيرات تم إضعاف العلاقة بين العمر والجريمة عند تضمين متغيرات الأقران، وبالتالي يقترح بحث وار أنّ العلاقة بين العمر والجريمة يمكن تفسيرها جزئيًا على الأقل من خلال التغييرات في الروابط بين الأقران.
العمر وعلاقته بالمشاركة الإجرامية
قام ستولزنبرج ودي أليسيو مؤخرًا بفحص الآثار المترتبة على ارتباط الأقران بطريقة مختلفة، وتناول ما إذا كانت التغييرات في الجرم المشترك تفسر الاختلافات المرتبطة بالعمر في المشاركة الإجرامية، ولاحظ الباحثون باستمرار أنّ السلوك الإجرامي خلال فترة المراهقة هو إلى حد كبير ظاهرة جماعية، وقد يفسر هذا النمط من الجرم المشترك معدلات الانتشار المتزايدة خلال فترة المراهقة التي تظهر في منحنى السن والجريمة الإجمالي.
قد طرح ستولزنبرغ وداليسيو حجة تضمنت بإنّ الانتشار الأكبر للاعتداء المشترك بين الأحداث الناجم إلى حد كبير عن تأثير الأقران الذين يميلون إلى الإجرام، يفسر بدوره سبب ارتفاع مستويات الجريمة خلال فترة المراهقة ثم تبدأ في الانخفاض في بداية مرحلة البلوغ بعد التخرج من المدرسة الثانوية، وإذا كان هذا المنظور صحيحًا فيجب أن تكون العلاقة بين السن والجريمة أكثر وضوحًا عندما يفكر المرء في الجرائم التي تنطوي على الجرم المشترك ولكن يجب أن تختفي عند أخذ الجرم المشترك في الاعتبار.
أهم نتائج الدراسة
بعبارة أخرى يجب أن يكون منحنى العمر والجريمة للمخالف الفردي مسطحًا، بينما يجب أن يوضح منحنى الجريمة المشتركة النمط المنحني النموذجي، وباستخدام بيانات النظام الوطني للإبلاغ عن الحوادث وجد ستولزنبرج ودي أليسيو نتيجتين مثيرتين للاهتمام وهما:
1- أولاً على عكس الكثير من النقاش الدائر حول الإساءة إلى المراهقين فإنّ الجرائم المشتركة ليست هي النمط الأكثر شيوعًا، بل وبدلاً من ذلك فإنّ الجرم الفردي أكثر شيوعًا لجميع الفئات العمرية بما في ذلك الأحداث.
2- ثانيًا يظهر منحنى العمر والجريمة لكل من الجاني المنفرد والمتشارك في الجريمة، مما يشير إلى أنّ المحاسبة عن الجرم المشترك لا تضعف العلاقة النموذجية بين العمر والجريمة، وبالتالي لا يبدو أنّ أنماط المشاركة في ارتكاب الجرائم هي المسؤولة عن منحنى العمر والجريمة.
دور العمر في الاختلاف بأسباب الجريمة
هناك سؤال واحد متبقي من النظريات التقليدية وطريقة الحياة أو النظريات التنموية وهو ما إذا كانت أسباب الجريمة هي نفسها بغض النظر عن العمر، كما هو متوقع جادل هيرشي وجوتفريدسون بأنّ أسباب الجريمة هي نفسها في جميع الأعمار.
بمعنى آخر لا تتفاعل العوامل الاجتماعية مع العمر لإنتاج سلوك إجرامي، ويقترح منظرين آخرين أنّ أسباب المخالفة قد تختلف حسب العمر، فعلى سبيل المثال أشار موفيت إلى مجموعة متنوعة من العوامل النظرية التي قد تؤثر على المخالف في مختلف الأعمار، بما في ذلك العجز النفسي العصبي المبكر وتأثيرات الأبوة والأقران والجمعيات السلبية للأقران في مرحلة المراهقة وآليات الرقابة الاجتماعية في مرحلة المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر.
قام تيتل وجراسميك بفحص أطروحة التفاعل ووجدوا أي دليل على أنّ العمر يتفاعل مع القوى الإجرامية لإنتاج السلوك الإجرامي، ومرة أخرى واجهوا صعوبة في استبعاد تأكيدات هيرشي وجوتفريدسون، ومع ذلك تظل هذه القضية مفتوحة للنقاش والتحقيق التجريبي.
ولكن من الجدير بالذكر بأنّه قد تختلف قابلية التعرض للإيذاء بالجرائم العنيفة عبر الطيف العمري، فيزداد معدل الإيذاء خلال سنوات المراهقة ويبلغ ذروته عند حوالي 20 عامًا، وينخفض بشكل مطرد خلال السنوات المتبقية، وهذا النمط مع بعض الاستثناءات موجود في جميع الأعراق والجنس والمجموعات العرقية، ومرحلة البلوغ هي فترة تنموية مميزة في النضج المعرفي، حيث يستمر تطور الدماغ والقدرة على تقدير وتقييم التكاليف والمكافآت المحتملة للسلوك حتى منتصف العشرينات من القرن الماضي، وقد يساهم النضج المعرفي المقترن بالعوامل الاجتماعية مثل بداية المسؤوليات الإضافية وضغوط العيش المستقل في التورط الإجرامي.