جميع الثقافات مهيأة بطبيعتها للتغيير، وفي نفس الوقت لمقاومة التغيير. وهناك عمليات ديناميكية تعمل على تشجيع قبول الأفكار الجديدة والأشياء، بينما هناك أشياء أخرى تشجع على الاستقرار الدائم.
العملية الثقافية في الأنثروبولوجيا:
من المحتمل أن فوضى اجتماعية ونفسية كانت ستحدث لو لم تكن هناك قوى محافظة ومقاومة للتغيير، حيث أن هناك ثلاثة مصادر عامة للتأثير أو الضغط مسؤولة عن كليهما التغيير والمقاومة وهي: القوى العاملة داخل المجتمع والتغيرات في البيئة الطبيعية والاتصال بين المجتمعات.
حيث أن هناك تعريف واضح ويعتبر تعريف سيكولوجي للثقافة في الأنثروبولوجيا مفاده أنها الجزء الذي يكتسب للأجيال عن طريق التعلم، فبذلك نفهم أن البشر يتعلمون ثقافاتهم اليوم بوسيلة جوهرية وفعَّالة، حيث أن البعض يستحدم كلمة تربية للدلالة على التعلم بشكل مباشر، عل الرغم أن الكثير من صور الثقافة الاجتماعية لدى الإنسان، تكتسب عن طريق الاعتياد أو التقليد الملاحظ، ومن الأفضل أن نطلق عليها أسم التشريط اللاشعوري.
حيث أنه قد يختلف ويتطور مع تغير الأحداث التي تفرض عليه إعادة التأقلم والتكيف من جديد، حيث تعطي اللغة أمثلة متعددة لا حصر لها عن عملية التشريط اللاشعوري الدقيق من الحديث (كتنوع اللهجات في مصر على سبيل المثال) بالإضافة لأمثلة ثانية متنوعة تتعلق بعادات والتقاليد التي تبين كيف أن المجتمع يقوم بكامل دوره في عملية الثقافة العامة التي لا يكون لها معنى إلا لدى المؤمنين بها.