الغازي أرطغرل

اقرأ في هذا المقال



كان والد عثمان الأول، وفقًا للتقاليد العثمانيّة، وهو ابن سليمان شاه، زعيم قبيلة كايي من أغوز تركس، وبعد وفاة سليمان شاه قام أرطغرل الذي ولد في أصعب الأوقات، قام بقيادة من تبقى من عشيرته واتّجهوا إلى الشمال حتى وصل إلى منطقة تسمى إيريز نجام.

لقد فرّوا من غرب آسيا الوسطى إلى الأناضول هربًا من الفتوحات المغوليّة، وفي روايات أُخرى ربما كان ابن غوندوز ألب، وفقًا لهذه الأسطورة، بعد وفاة والده دخل أرطغرل وأتباعه خدمة السلاجقة عند الروم، والتي تمّت مكافأتها بالسيطرة على بلدة Söğüt على الحدود مع الإمبراطوريّة البيزنطيّة.
أدّى ذلك إلى إطلاق سلسلة الأحداث التي ستؤدي في النهاية إلى تأسيس الإمبراطوريّة العثمانيّة، غالبًا ما يُشار إلى أرطغرل، مثل ابنه عثمان وأحفاده باسم الغازي ويعني البطل المُقاتل من أجل قضيّة الإسلام.


لا يوجد شيء معروف على وجه اليقين حول حياة أرطغرل بخلاف أنّه كان والد عثمان ؛ وهكذا يضطر المؤرخون إلى الاعتماد على القصص التي كتبها عنه العثمانيون بعد أكثر من قرن، وهي ذات دقة مشكوك فيها، تُشير عملة غير مؤرخة، من المُفترض أنّ تكون من زمن عثمان، مع النص “سكها عثمان ابن أرطغرل” ، إلى أنّ أرطغرل كان شخصية تاريخيّة، ويوجد عملة أُخرى مكتوب عليها “عثمان بن إرطغرل بن غوندوز ألب”.

في أحد الأيام عام (1230) للميلاد، بينما كان أرطغرل رئيس قبيلة كايي لأوغوز تركس، ينتقل بعشيرته البدويّة الصغيرة في مناطق الأناضول، رأى اشتباكات بين جيشين كبيرين، فتقدم بفرسانه الأربعمائة لمساعدة الجيش الذي كان على وشك الهزيمة، كانت تلك اللحظة تاريخيّة وغيّرت مجرى التاريخ.


ومقابل هذا الدّعم للسلاجقة ضد البيزنطيين، حصل أرطغرل على أراض في كاراكا دايت، وهي منطقة جبليّة بالقرب من أنجورا (الآن أنقرة) من قبل علاء الدين كاي قوباد الأول، السلجوقي سلطان الروم، تُشير إحدى الروايات إلى أنّ الأساس المنطقي لزعيم السلاجقة لمنح أرض لأرطغرل كان لصد أيّ توغل مُعادي من البيزنطيين أو خصم آخر.
في وقت لاحق حصل على قرية Söğüt التي غزاها مع الأراضي المُحيطة، أصبحت تلك القرية في وقت لاحق العاصمة العثمانيّة تحت حكم ابنه عثمان الأول، المؤرخون العثمانيون لديهم آراء مُختلفة حول ما إذا كان لدى أرطغرل ولدان أو ربما ثلاثة أبناء آخرين بالإضافة إلى عثمان: Gündüz Bey، و Saru Batu Savcı Bey أو Saru Batu و Savcı Bey.

ربما لم يتمكن أرطغرل من تحقيق ذلك الحلم الذي سعى إليه في حياته، ولكنه كان يعلم أن حلم الإنسان لا ينبغي أن ينتهي مع موته، فدّرب أفراد قبيلته ومن معهم من المتطوعين الأبطال وجهزهم، واهتّم بتربية أولاده تربية صالحة، وعلّمهم أنّ الظروف الصعبة التي مر بها في حياته، ستصنع منه بطلًا عظيماً يُمكنه تغيير مجرى التاريخ من بعده.
وعام 1280 للميلاد، توفي الغازي أرطغرل بن سليمان شاه، ولكنه لم يعرف أنّه ترك وراءه ولدًا وفقه الله هو وذريّته وحكموا لما يزيد عن ستمائة عام.


شارك المقالة: