ما هي الفتنة الثالثة؟
الفتنة الثالثة وهي مجموعة من الحروب الأهلية والتمردات التي شنها الخوارج ضد الخلافة الأموية وكانت بعد وفاة هشام بن عبد الملك، وكانت من أجل إسقاط حكم الخليفة الوليد الثاني عام (744) وانتهت بانتصار الخلافة الأموية.
في عهد الخليفة مروان الثاني تم السيطرة على مختلف المتمردين والمطالبين بالخلافة الإسلامية عام (747)، ومع ذلك، لم تتم استرجاع السلطة الأموية الكاملة في عهد مروان الثاني، كما وتدفقت الحرب الأهلية في الثورة العباسية وذلك من عامي (745-749) التي بلغت ذروتها بالتغلب على الأمويين و قيام الخلافة العباسية في عام (749/50)، نتيجة لذلك فإنّ التحديد الزمني الواضح لهذا الصراع غير ممكن.
خلف هشام الوليد الثاني (743-44)، ابن يزيد الثاني، يُقال إن الوليد كان أكثر اهتمامًا بالأمور السياسية وربطها بالعقيدة الإسلامية من أجل حسن اتخاذ القرارات، ونرى ذلك واضحًا من خلال زخرفة ما يسمى بـ “قصور الصحراء” (بما في ذلك قصير عمرة وخربة المفجر) التي بُنيت في عهده.
وسرعان ما اجتذب هذا الأمر عداوة الكثيرين من المعارضين، ونتيجة لذلك قام المعارضين بإعدام عدد ممن عارضوا انضمامه واضطهاد القادرية وهي مذهب صوفي سني ينسب لعبد القادر الجيلاني، في عام (744) تم تنصيب يزيد الثالث، ابن الوليد الأول، خليفة دمشق بعد أنّ قام بانقلاب على ابن عمه وقام بقتل الوليد الثاني في قصره.
انقلاب الخليفة مروان الثاني:
كان الخليفة يزيد الثالث يحظى بالكثير من التقدير لأنّه كان يمتلك سمعة أنه كان كثير التقوى وربما كان متعاطفًا مع القادرية، كان الخليفة يزيد الثالث قد مات بعد ستة أشهر فقط من توليه الحكم، قام يزيد بتعيين شقيقه إبراهيم خلفًا له، لكن مروان الثاني (744-50)، حفيد الخليفة مروان الأول (مروان بن عبد الملك)، قاد جيشًا من الحدود الشمالية وقام بدخول عاصمة الخلافة الإسلامية دمشق في ديسمبر من عام (745)، حيث تم تنصيبه كخليفة للمسلمين.
قام الخليفة مروان بنقل العاصمة شمالًا إلى حران، والتي تقع في تركيا، سرعان ما اندلع تمرد في سوريا، وذلك بسبب الاستياء من نقل العاصمة من دمشق إلى حران، نتيجة لذلك في عام (745) قام مروان الثاني بهدم جدران مدن حمص ودمشق انتقاما.
واجه الخليفة مروان الثاني أيضًا الكثير من المعارضة من الخوارج في منطقتي العراق وبلاد فارس، الذين قاموا بتقديم العديد من الرجال منهم الضحاك بن قيس أولاً ثم أبو دولاف كخلفاء متنافسين، في عام (746)، تمكن مروان الثاني من استعادة سيطرته على منطقة العراق، ولكن بحلول هذا الوقت ظهر تمرد أخطر ضد الخليفة مروان الثاني في منطقتي بلاد فارس وخراسان.
