الفرضيات العلمية والعضوية لسبب اضطراب التوحد:
1- الفرضيات البيولوجية:
بينت أغلب صور الأشعة المتطورة، ومنها تصوير التردد المغناطيسي (MRI وPET) تواجد جزء من العلامات غير الطبيعية في تكوين الدماغ، مع ظهور فرق واضحة في المخيخ، ومنها اختلاف في حجم الدماغ، وكذلك في عدد نوع معين من الخلايا التي يطلق عليها خلايا بيركنجي.
وبناءً إلى أن العامل الجيني هو المرشح الأساسي، لأن يكون السبب المباشر لاضطراب الأوتيزم، ويتصور بعض القائمين على حماية طفل الأوتيزم، وأن معظم الأطفال الأوتيزمين يعانون من تلف دماغي سواء كان معروفاً أو فرضية، حيث لم يكتشف إلا نسبة بسيطة من هذا التلف، وذلك بسبب القصور في الأجهزة والأدوات الطبية الحالية.
2- الفرضيات الوراثية:
يوضح الأفراد القائمون على حماية طفل الأوتيزم إلى دور الوراثة في الإصابة بالأوتيزم، فقد بين سجل الوراثة أن لها دورا في (30- 50%) من حالت الاصابة الأوتيزم والاضطرابات النمائية المختلفة، إلا أن الاستعداد الوراثي لا يتمكن تحديد طريقة انتقال الجينات، وما هو الموروث تحديداً إذ يتم تفاعل أكثر من (20) جين متنوع.
3- الفرضيات الجينية:
لم يصل البحث العلمي حول اضطراب الأوتيزم إلى نتيجة نهائية حول السبب الأساسي للأوتيزم، رغم أن أغلب الأبحاث تستند إلى وجود عامل وراثي له أثر مباشر في الإصابة، حيث أن مستوى الإصابة بين التوائم المتطابقة يزيد (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم غير متطابقين(من بيضتين مختلفتين).
ومن المتعارف عليه أن التوأمين المتطابقين يوجد بينهما اشتراك في نفس التركيبة الجينية، ويتحدث الأشخاص القائمون على حماية طفل الأوتيزم، إن الاضطراب في الكروموسومات والجينات في عمر باكر من عمر الجنين، قد تسبب للإصابة بالأوتيزم ويمكن الاستدلال على ذلك عن طريق مرافقة اضطراب الأوتيزم إلى العديد من الاضطرابات الجينية والتي أهمها متلازمة انجلمان ومتلازمة الكروموسوم الهش.
وأيضاً ومتلازمة كورينلادي لانج ومتلازمة داون، ومتلازمة كلينفتر، ومتلازمة ريت، ومتلازمة وليم، والتصلب الدرني(الحدبي) والأمراض العصبية الليفية، وتعود أسباب الأوتيزم إلى العديد من العوامل الجينية والوراثية حيث يكون لدى الفرد من خلال جيناته فرصة للإصابة بالأوتيزم، وما تزال العديد من الأبحاث قائمة في مجال الجينات بشكل كبير، ومن أحدث الأبحاث التي ترتبط بالجينات، وتبين من خلال دراسة أبحاث الأوتيزم في أحدى الدول إلى عدم فعالية بروتين معين، وهو بروتين (الميتالوثيونين) الذي يعتبر المسؤول عن نسبة الزنك والنحاس في الجسم.
4- الفرضيات البيوكيميائية:
يعتقد العديد من العلماء أن بعض العوامل التي تؤدي الى تلف بالمخ قبل عملية الولادة أو أثنائها أو بعدها تعطي فرصة لحدوث هذا المرض، مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية، والحالات غير المعالجة من مرض الفينيل كيتونوريا، وكذلك التصلب الحدبي ونقص الأكسجين أثناء عملية الولادة وتشنجات الرضع واضطراب ريت وبالإضافة إلى التهاب الدماغ.
فقد أوضحت الدراسات أن المضاعفات التي تحصل ما قبل عملية الولادة أكثر لدى الأطفال الذاتويين من غيرهم من الأسوياء، وأوضحت الدراسات إلى وجود عزل في خلايا الدماغ عند بعض الأفراد الأوتيزميين أكثر من الشكل الطبيعي، إضافة إلى وجود الخلل في توازن بعض النواقل العصبية.
5- فرضيات الفيروسات والتطعيم:
يرى الأشخاص القائمون على رعاية فرد الأوتيزم إلى القدرة على مهاجمة فيروسات الدماغ للطفل، في مرحلة الحمل أو في مرحلة الطفولة المبكرة وحصول تشوهات فيه؛ مما يسبب ظهور الأعراض الأوتيزمية، ومما يبين وجهة نظرهم في إصابة الطفل بالأوتيزم، وذلك في فترة الحمل أو في فترة الطفولة المبكرة والدمج لبعض من العلماء بين الإصابة بالأوتيزم، ومطعوم أبو دغيم والمطعوم الثلاثي، وبالإضافة إلى مطعوم الحصبة ومطعوم الحصبة الألمانية.
ونظراً إلى معاناة نسبة من الأطفال من وجود مشكلة مبكرة في الجهاز المناعي لدى الطفل، حيث لا تتمكن كريات الدم البيضاء المسؤولة عن جهاز المناعة من مهاجمة الفيروسات والالتهابات، ولا تتمكن من إنتاج المضادات الكافية للقضاء على فيروسات اللقاح، وبذلك تبقى هذه الفيروسات وتتلفها، وكذلك فقد اتفق الباحثون على أن حدوث الالتهابات الفيروسية للأم في الأشهر الأخيرة من مرحلة الحمل أي الشهر(7- 8- 9)، قد تكون من أبرز العوامل المسببة للأوتيزم، إضافة إلى أن مشكلة نقص الأوكسجين خلال عملية الولادة، وأيضاً كان لماده الكوكايين أثر لدى ظهور بعض خصائص الأوتيزم لدى الطفل إذا كانت الأم قد تناولتها فترة الحمل.
6- فرضية التلوث البيئي:
والمقصود هنا العوامل الخارجية أي تلوث البيئة، ويرجع السبب الى المعادن السامة مثل الزئبق والرصاص واستخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر، أو تعرض للالتهابات أو الفيروسات وغيرها، وقد يتعرض الفرد للتلوث البيئي أثناء فترات مهمة من مراحل تطور الفرد، مما يسبب ظهور الكثير من المشكلات التي قد تؤثر على القدرات المختلفة للطفل مثل قدرة الطفل على المشي أو النطق.
وبالإضافة إلى بعض أشكال السلوك الأوتيزمي، ومن هذه الملوثات الزئبق وضع البعض إلى أن التسمم بمادة الزئبق؛ قد يسبب تخلف عقلي وعدم توازن عضلي وعصبي وظهور بعض أعراض الأوتيزم، الرصاص يؤدي التسمم بالرصاص إلى العديد من التأثيرات السلبية على النمو؛ ويسبب ظهور مشكلات سلوكية مختلفة.
مادة (Thiromersal) وتعد مادة حافظة للمطاعيم حيث يرى الأفراد القائمون على رعاية طفل الأوتيزم، أن الإصابة بالأوتيزم لا يرجع إلى المطاعيم نفسها وإنما يرجع إلى هذه المادة، والتسمم بأول أوكسيد الكربون يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية بالإضافة إلى موت في خلايا الدماغ ووفاة الطفل، وكذلك اضطرابات في الحركة سواء كانت خلال مرحلة الحمل أو في المراحل النمائية الأولى من العمر.
7- فرضية الأدوية والعقاقير:
يعد تناول الأم للأدوية والعقاقير أمراً غير مرغوب فيه بصورة عامة، حيث تسبب الكثير من المخاطر، ومنها تلف خلايا الدماغ أو الإصابة بالأوتيزم، ومن أبرز هذة الأدوية دواء (Thalidomise)، ويظهر اضطراب الأوتيزم بصورة واضحة في السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، ويمكن تعريف الأوتيزم بأنه عجز يعيق تطوير اللعب التخيلي والإبداعي والمهارات الاجتماعية وغيرها من وسائل التواصل.
كما أنها ناتجة عن اضطراب عصبي يؤثر على الأسلوب الذي يتم من خلاله جمع المعلومات، ومعالجتها عن طريق الدماغ وينتج عنها مشكلات في المهارات الاجتماعية، تتمثل في عدم القدرة على الربط وخلق العلاقات مع الآخرين، وعدم القدرة على اللعب واستغلال وقت الفراغ، وعدم الإمكانية من التصور البناء والمناسبة التخيلية.
أما فيما يخص مهارات التواصل فهي تتباين في عدم الإمكانية من التعبير عن الذات بصورة تلقائية، وبطريقة وظيفية مناسبة، وعدم التمكن من فهم ما يقوله الأفراد الآخرون، وكذلك عدم القدرة على استعمال مهارات أخرى، بالإضافة الى المهارات اللفظية لمساعدة الطفل في القدرة على التواصل.