الفروق الريفية الحضرية

اقرأ في هذا المقال


كان سكان المناطق الريفية يعتمدون على أنفسهم في أغلب احتياجاتهم من الأكل والشراب، وفي بعض الأنواع من الملابس والأواني والمواصلات. ولكن في الوقت الحالي حدثت تغيرات كبيرة في حياة أهل الريف بسبب الاتصال والاختلاط بين سكان الريف والمدينة، وذلك أدى إلى زيادة أعداد المهاجرين من الريف إلى المدينة وحدوث تطورات كبيرة في الحياة الريفية.
وباعتبار أنَّ التغير يُعَدّ عملية مستمرة في جميع أنواع المجتمعات البشرية بشكل عام، سواء كانت مجتمعات حضرية أو مجتمعات ريفية، ولكن التغير في المجتمعات الحضرية يحدث بشكل أسرع، ويعتبر وقت قصير نسبياً، في حين أنَّ التغير في المجتمعات الريفية يحتاج وقت أطول.

أسس التفرقة بين الريف والمدينة:

لاحظ علماء الاجتماع أنَّه يوجد اختلاف واضح بين السكان في المناطق الحضرية، والسكان في المناطق الريفية وبشكل خاص الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، التي تميز كل مجتمع عن الآخر.

التقسيمات الثنائية للتفرقة بين الفروقات الحضرية:

1- ثنائية عبدالرحمن بن خلدون: حيث فرق بين المجتمع البدوي والمجتمع الريفي والمجتمع الحضري، حيث يرى ابن خلدون أنَّ المجتمع البدوي يتميز بالبساطة في طريقة الحياة والترابط في العلاقات الاجتماعية ويعرف سكان المجتمع البدوي أو المجتمع الريفي بالكرم والشجاعة والاعتماد على النفس، والمهنة الرئيسية للسكان الريف هي الزراعة والرعي، بينما سكان المجتمع الحضري يعتمدون على العمل الذهني والأنشطة الاقتصادية وفي مجال الخدمات.
2- تصنيف فرديناند تونيز: حيث يرى أنَّ المجتمع يتكون من قطبين أحد هذه الأقطاب هو المجتم الريفي الذي يسود فيه العلاقات الأولية والقرابية، بينما القطب الآخر هو المجتمع الحضري وتسود فيه العلاقات الثانوية بين الأفراد.
3- تصنيف إميل دوركايم: حيث فرَّق دوركايم بين نوعين من المجتمعات المجتمع الأول وهو مجتمع آلي وهو المجتمع الريفي ومعروف عن هذا المجتمع التماسك الاجتماعي بين أفراده، المجتمع الثاني ويعرف بمجتمع التضامن العضوي، ويعتمد بعضهم على بعض مثل أعضاء الجسد الواحد.
4- تصنيف ماكس فيبر: ويفرق فيبر بين نوعين من النماذج التقليدية التي تمثل في المجتمع الريفي والنماذج العقلية والتي تعبر عن المجتمع الحضري.
5-تصنيف سوركين: يميز سوركين بين نوعين من المجتمع ويعتبر أن المجتمع الريفي ويشتهر بالنموذج العائلي في حين أنَّ المجتمع الحضري بالنموذج التعاقدي والقانوني.
6- تصنيف هوارد بيكر: يميز بيكر بين نوعين وهو النموذج المقدس والذي يمثل المجتمعات الريفية، وفي المقابل النموذج العلماني الذي يتمثل في في المجتمعات الحضرية.
7- تصنيف روبرت ردفيلد: ميز ريدفيلد بين المجتمع الشعبي والذي يتمثل في المجتمع الريفي، وفي المقابل المجتمع الحضري وهو مجتمع المدينة.
8- تصنيف هنري مين: وميز بين المجتمع الريفي القائم على أساس المكانة الاجتماعية، في مقابل المجتمع المتحضر الذي يقوم على مبدأ التعاقد بين الأفراد.

المصدر: سعيد ناصف، علم الاجتماع الحضري، 2006صابر عبدالباقي،علم الاجتماع الحضري،2010ابراهيم عثمان، مقدمة في دراسة علم الاجتماع،2018


شارك المقالة: