الفكر السكاني عند ابن خلدون

اقرأ في هذا المقال


يرى ابن خلدون أن المجتمعات الإنسانية تمر بمجموعة من المراحل المتطورة خلال فترة مسيرتها، والتي تؤثر في العادة على عدد ومستويات المواليد والوفيات في كل مرحلة من المراحل.

الفكر السكاني عند ابن خلدون:

حيث أن ابن خلدون يرى أن المجتمعات الإنسانية تمر بمجموعة من المراحل إذ أن المجتمع يمر ويشهد في المرحلة الأولى في تطوره ازدياد في عدد ومعدلات المواليد، أو نقصان في عدد الوفيات، وبالتالي يؤثر على نمو السكان وزيادة في عددهم.

وفي المرحلة الثانية ينتقل المجتمع إلى المرحلة الأخيرة من التطور، حيث أن المجتمع يعيش حالة من الظروف الديموغرافية التي تختلف بشكل كامل عن الظروف الديموغرافية التي تعيشها المرحلة الأولى حيث أنه في هذه المرحلة يقل معدل الخصوبة ويرتفع عدد الوفيات.

كما قام ابن خلدون بتوضيح تأثير ودور كل مرحلة من المراحل على تطور ونضوج المجتمعات الإنسانية وعلى معدلات ونسب الخصوبة ومعدلات الوفيات، وبحسب ابن خلدون فإن المرحلة الأولى من الخصوبة المرتفعة والخصوبة العالية ترجع إلى النشاط السكاني وثقتهم في قدرة السكان العالية، بينما في المرحلة الأخيرة يرجع ذلك إلى الأوبئة والأمراض مما أدى إلى ارتفاع في عدد السكان كما أن معدلات الوفيات والثورات وأعمال الشغب التي أدت إلى انخفاض النشاط السكاني.

قام ابن خلدون بالربط بين تطور وتحديث النظام الاقتصادي وتطوره وازدهاره بارتفاع عدد السكان وأما قلة عدد السكان فترجع إلى أسباب مباشرة إلى تدهور النظام الاقتصادي.

رأي ابن خلدون في علم السكان:

ومن أهم الآراء التي جاء بها ابن خلدون في موضوع السكان أن المجتمعات الإنسانية السكانية التي تتمتع بالاستقرار تحظى في ارتفاع في معدلات ومستويات المعيشية للأفراد، وذلك بسبب كبر الحجم السكاني الذي يسمح فيه بتقسيم العمل والتخصص فيه.

كما أن تخصيص العمل يساعد على رفع الاستثمار وجعله أكثر فعالية وأكثر جدوى للموارد المتوفرة في داخل المجتمع، كما يساعد على توفير قاعدة من أجل قيام أمن اقتصادي وتوفير أمن سياسي واجتماعي أفضل.

كما قرر ابن خلدون أن الدولة لها مراحل عمرية طبيعية مثل الأشخاص تماماً، وأن عمر أي دولة لا يتعدى ثلاثة أجيال وهذه الأجيال هي:

1- جيل البداوة وهذا الجيل يتمتع ويتميز بالخشونة والقوة والبسالة.

2- جيل الحضارة وهذا الجيل يتميز بالترف والرفاهية ومظاهر رغد العيش.

3- الجيل الذي يبلغ فيه الترف وفي هذا الجيل يصل الناس إلى حد يصبح فيه الفرد عالة على الدولة ويفقدون العصبية.

إن الجيل الثالث هو المؤشر من أجل زوال الدولة وانقراضها من وجهة نظر ابن خلدون، كما قدر ابن خلدون عمر الدولة بعمر الفرد من النشوء إلى سن الوقوف إلى سن الرجوع، حيث أن كل مرحلة من المراحل تمثل 40 سنة وبالتالي فإن عمر الدولة على هذا الأساس هو مئة وعشرين عام.


شارك المقالة: