القياس الاجتماعي السوسيومتري في البحث الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


القياس الاجتماعي السوسيومتري في البحث الاجتماعي:

يهدف البحث الاجتماعي من وراء استخدام هذا المنهج إلى الكشف عن طبيعة ودرجة التفاعل داخل الجماعة، وعن العلاقات المتشابكة بين الأفراد وأنماطها، وجوانب تمركزها، كأن تحاول البحث أو الكشف عن الدور أو المركز الذي يحتله فرد معين في جماعة معينة.

وهذا المنهج يعتبر من أنسب المناهج في قياس الظاهرة الاجتماعية، ﻷن هذه الظاهرة نتاج لتفاعل اجتماعي، ويحتوي على عناصر تتبادل التأثير فيما بينها فالقياس الاجتماعي يطلق على طريقة العلاقات الاجتماعية داخل جماعة معينة خلال فترة زمنية معينة للكشف عما يحدث داخل الجماعة من جذب أو تنافر، وتماسك أو تفكك وكذلك الكشف عن التنظيم غير الرسمي للجماعة والمكانة الاجتماعية للأفراد.

ورائد السوسيومترى هو مورينو الذي ابتدع هذا المنهج وعين شروطه.

شروط القياس الاجتماعي السوسيومترى في البحث الاجتماعي:

  • أن تكون الجماعة محددة المعالم واضحة الحدود.
  • أن يسمح للأشخاص بإختيار أو نبذ أي عدد من الأشخاص دون تحديد.
  • ضرورة تحديد نوع النشاط الذي يطلب من الفرد المشاركة أو عدم المشاركة مع غيره من الأفراد فيه.
  • ومن المفيد أن يدرك الأشخاص أن نتائج القياس سوف تستخدم في إعادة بناء الجماعة.
  • أن تكون الأسئلة المستخدمة في متناول أعضاء الجماع وملائمة لمستواهم الفكري.

ومثالاً على استخدام المنهج أو الاختبار السوسيومتري، فإذا كنا نريد فهم العلاقات المتبادلة بين تلاميذ فصل أو مدرسة، ومعرفة أكثر الطلاب تفضيلاً لدى زملائه، فإنه من الممكن أن نطلب إلى كل طالب أن يكتب في ورقة مستقلة اسم الزميل الذي يفضله أكثر عن غيره.

وهذا المنهج يستخدم في مجال دراسات الشخصية، وتكوين الجماعات والقيادة وفي نهاية استعراض أهم مناهج البحث في علم الاجتماع، تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب أن يقتصر باحث على استخدام منهج معين بالذات دون غيره، ولكن أصبح الاتجاه السائد هو استخدام أكثر من منهج وأكثر من مستوى من مستويات التحليل.

فنجد المنهج الإحصائي مثلاً يتداخل مع غيره من المناهج، ويستخدم في معظم الدراسات، وكذلك الحال بالنسبة للمنهج المقارن، وأيضاً فإن التحليل التاريخي يمثل ضرورة ملحة في جميع البحوث الاجتماعية، أي أن تحقيق الموضوعية والدقة في الدراسات الاجتماعية كثيراً ما يتطلب استخدام أكثر من منهج ، ولكن يجب أن تتوافر في الدارس الدراية والوعي بدور كل منهما وتوظيفه لصالح أهداف الدراسة وخدمتها على أكمل وجه.


شارك المقالة: