المجتمع المحلي والمجتمع العام عند تونيز في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المجتمع المحلي والمجتمع العام عند تونيز في علم الاجتماع:

يمثل مبدأ العلاقات الإنسانية، أو الحقائق الاجتماعية المجردة الأساس لنظرية تونيز، ويقوم هذا المبدأ التمييز بين مفهومين أساسيين هما المجتمع المحلي والمجتمع العام، وهذان المفهومان يشكلان موضوعاً أساسياً للمناقشة بين الفلاسفة الاجتماعين منذ عهد أرسطو.

ويعتبر كل منهما صورة من جانب واحد لواقع الحياة الاجتماعية، ولقد قصد تونيز بهذين المفهومين الإشارة إلى التباين الشكلي أو التصوري الواضح بين نمطين أساسيين من أنماط الحياة الاجتماعية وهما نمطان متعارضان لصور اجتماعية واقعية ملموسة، وقد لاحظ أن من يكتب عنهما بتناول أحدهما فقط دون الآخر.

يمكن القول أن هوبز ميّز بين الدولة الطبيعية، والدولة السياسية، وكان هذا تمهيداً لظهور مفهومي المجتمع المحلي والمجتمع العام، كذلك أسهمت المعلومات التي أتيحت نتيجة الدراسات الانثروبولوجية الثقافية، وفقه اللغة، والقانون المقارن في بلورة مفهوم المجتمع المحلي والمجتمع عند تونيز.

ونجد تونيز يعترف بفضل السير هنري مين خاصة في فكرته عن انتقال المجتمعات الإنسانية من المنزلة أو المكانة الاجتماعية إلى التعاقد.

ومن الواضح أن التمييز بين المجتمع المحلي والمجتمع العام كمفاهيم أساسية للجماعات الاجتماعية يتطلب التمييز بين الكيانات الاجتماعية العضوية، والكيانات الآلية أو الميكانيكية، أو بين العلاقات التي تنشأ طبيعياً من عواطف المشاركة الوجدانية، والعلاقات التي تتكون بطريقة شعورية مقصودة ومن أجل غرض محدد.

ويشير تونيز هنا عدداً من القضايا على النحو التالي:

  • ينبغي أن ننظر إلى كل العلاقات الاجتماعية باعتبارها من خلق الإدراة الإنسانية، وتظهر كوقائع اجتماعية من خلال طريق واحد هو إرادة الأفراد في الارتباط معاً.
  • هذه الإرادة وما ينشأ عنها من علاقات داخلية بين الأفراد المترابطين مع بعضهم البعض، هي من طبائع متنوعة، فقد تكون الجماعة أو العلاقات أموراً مرغوباً فيها من أجل تحقيق غاية محددة تتمثل في اللامبالاة التامة، أو النفور من الشركاء كما هو الحال في الشركة التجارية مثلاً، أو قد تكون العلاقة ذات قيمة في حد ذاتها كالصداقة بسبب المشاركة الوجدانية القائمة بين الشركاء.

وهنا ميز تونيز بين نوعين من الإدارة هما الإرادة العاطفية، والإرادة الرشيدة أو الإرادة الرئيسية، والإرادة الرشيدة هي التي تميز بين الغاية والوسيلة والإرادة العاطفية ليست بالضرورة إرادة غير رشيدة، على العكس قد يستطيع المرء التمييز بين درجات من الرشاد في الإدراة العاطفية، والمجتمعات المحلية المشتقة منها.


شارك المقالة: