المحكات الاجتماعية المحددة للمشكلة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


هناك بعض المَحكّات الاجتماعية التي تُحدّد مَعالِم المشكلة الاجتماعية بعيداًعن كلام الناس وأحكامهم الذاتيّة وهي الدين والقانون والصحافة والآداب الفنية.

المَحكّات الاجتماعية المُحدّدة الاجتماعية:

1- الدّين: مثلاً يُحدّد الدين المُحرّمات والمَسموحات في السلوك والعلاقات الاجتماعية والجنسية. أي يُوَضّح ما هو مُحلّل ومُحرّم. أي أنَّ الدين يُمثّل المِصفاة التي تُصفّى فيها الأفعال المَسموح بها والمَمنوع منها وكلّ فرد يَخترق الممنوعات تَتسبب له مشكلة اجتماعية أمام مجتمعه ودينه فضلاً عن دعم الدّين للشعور الجَمعي لأنَّه هوالذي يُقرِر ما هو خير وما هو شرّ.

وما هو خَلقِي وما هو غير خَلقِي. وما هو رباني وما هو غير رباني. ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي وما هو الشيء الذي يُمثّل الخطيئة وما يُمثّل الإحسان وما تُقرّه السماء وما لا تُقرّه. لذلك إذا حاول الفرد القيام بأعمال مُحرّمة في الدين فإنَّه يَخلق له مشكلة اجتماعية لأنَّه يُخالف تعاليم دينه وهذا يعني أنَّ التعاليم الدينية تُقدّم للفرد التمييز بين ما هو مشكلة وخِلافها. أي يتم تحديد المشكلة من خلال معايير ومحكّات دينية. فما يُعَدّ مُنحرفاً حسب المعايير الدينية يعني خروج الفرد عنها أو اختراقها وحدوث مشكلة معيارية حُدّدت من قِبَل المعايير الدينية واعتبارها خطيئة أو عمل ضِدّ قُدسية المعيار وأنَّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى عليه ولا تُقرّها حِكمة السماء وأنَّ عقابه نار جهنّم والعذاب في الآخرة.

2- القانون: غالباً ما يَستمد القانون بعضاً مِن بنوده من الدّين السائد في المجتمع إذ يعمل على مَنع وتوّسّع الخروقات القانونية أكثر من كَونه قانوناً عقابياً. أي يَمنع الناس من الانحراف أو الوقوع في انحرافات وجرائم يَعاقب عليها القانون أي أنَّه يُعزّز النظام الأخلاقي والأدبي في المجتمع.

3- الصحف: تَكشف الصُّحف اليومية والأسبوعية العديد من المشكلات الاجتماعية التي تَحدث في المجتمع سواء كان ذلك على شَكل رسوم كاريكتيرية أو عرض وتحليل أحداث اجتماعية تكشف الفساد الأخلاقي أو لَفت نظر الناس إلى حالة الفقراء والعاطلين عن العمل والذين يعيشون في مناطق مليئة بالجريمة أو الأحياء السَكنية الفقيرة والبِغاء والانحرافات السُلوكية وجنوح الأحداث لإبراز معاناة الناس وهمومهم وشجونهم والمُطالبة بمعالجتها وإيقاع العقوبات على المُسببّين لها. إنَّه محك إعلامي لا عقابي. هدفه لَفَت نظر النّاس نحو المُشكلات الاجتماعية الدائرة في المجتمع.

4- الأدب الفني: الذي يتَمثِّل في الرسوم والمسرحيات الدراسيّة والشِعر والنَثر المُعبّر عن الظلم وعدم العدالة الاجتماعية وفقدان المساواة بين فئات الناس. ففي القرن الثامن عشر مثلاً كان يُعبّر عن مُعاناة الطَبقة الفقيرة التي أفرزتها الثورة الصناعية مثل كتابات “اميل زولا” و “جارلس دكنس” و “السيدة جاسكل” و”جارلس كناكزلي” لاطلاع القرّاء على ما يَقع من مشكلات اجتماعية عند الفقراء.


شارك المقالة: