المدرسة البنيوية في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


كان أتباع بوا روث بنديكت ومارجريت ميد مؤسسي مدرسة البنيوية. هم من سلطوا الضوء على هذه  المدرسة، حيث أن أنماط البنيوية تعتمد على ممارسات التنشئة الاجتماعية المختلفة. وتعتبر الثقافة هي انعكاس لشخصيات أعضائها.

المدرسة البنيوية في الأنثروبولوجيا:

مدرسة أخرى مؤثرة في الأنثروبولوجيا هي المدرسة البنيوية. وفقًا لكلاجيس، فأن البنيوية هي طريقة تفكير تعمل على إيجاد الوحدات أو العناصر الأساسية التي يكون أي شيء فيها مصنوع. ويذكر Barry أن “جوهرها هو الاعتقاد بأن الأشياء لا يمكن فهمها بمعزل عن غيرها ويجب رؤيتها بشكل أكبر كسياق الهياكل الأكبر التي هم جزء منها ومن هنا جاء مصطلح البنيوية” في الأنثروبولوجيا.

والباحث الرئيسي في البنيوية هو عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي الشهير كلود ليفي شتراوس. حيث درس علم القرابة. واقترح أنه إذا حاول أي شخص فهم القرابة فلا يمكن فهمها من خلال دراسة أسرة واحدة تتكون من الأب والأم وأطفالهم. وبدلاً من ذلك، دراسة هذه الأسرة المكونة من وحدة واحدة هي وحدة من نظام القرابة الأكبر والذي يعتبر بشكل عام ثانوي. وبخلاف الأقارب مثل الأب والأم والابن و الابنة، هناك أقارب آخرين مثل الجد والجدة والأعمام والعمات وأبناء العم وابن الأخ وابنة الأخت وغيرهم.

ويجب تحليل القرابة في سياق هذا الهيكل الأكبر. ولا يمكن فهم القرابة إلا عندما تكون كذلك، حيث تُعامل كجزء من الكل الأكبر. كما عمل على الأساطير. وعلق تايسون قائلاً “إن وجود أوجه تشابه بنيوية بين إصدارات الأساطير التي بدت مختلفة عن الثقافات المختلفة، حيث تعتبر واحدة من مجالات اهتمام ليفي شتراوس الخاصة”. وهو حلل السمات والموضوعات المشتركة للإصدارات المختلفة من الأساطير وصنفها في مجموعات.

مدرسة الثقافة والشخصية في الأنثروبولوجيا:

حللت روث بنديكت في تحفتها الشهيرة بعنوان “أنماط الثقافة” التي نُشرت في عام 1934 السهول ومجتمعات بويبلو أي المجتمعات الهندية الأمريكية الأصلية. ووصفت شعب “Dionysian” بأنه يمثل الحرب والعنف وتعاطي الكحول والمخدرات وتعذيب الذات، وشعب بويبلو “Apollonian” بأنه يمثل اللطف والتعاون والوئام والهدوء والسكينة.

وعلق سكيبن ديكورس قائلاً: “في تحليل بنديكت، أن ثقافة شخص معين تمكن من دراسة المجتمع من خلال دراسة شخصية حامليها، حيث تعكس الثقافة التصميم والتشكيل في شخصية الفرد”.

وعملت الكاتبة الغزيرة الإنتاج والباحثة الشهيرة مارجريت ميد على شعب ساموا وغينيا الجديدة. وكان العمل المعنون “Coming of Age in Samoa” الذي نُشر عام 1928 عملاً ثوريًا لخلص أن يعتمد تطور الفرد على التوقعات الثقافية بدلاً من السمات البيولوجية. وفي بلدها مساهمة مشهورة أخرى بعنوان “الجنس والمزاج في ثلاثة مجتمعات بدائية”.

ودرست فيها ثلاث قبائل. ومن خلال تحليل سلوكيات الأجناس المختلفة في هؤلاء الثلاثة القبائل، وجدت ميد أن السمات الإنسانية ليست محددة بيولوجيًا ولكن ثقافيًا. ووجدت أن أرابيش كانوا سكان الجبال وفي مجتمعهم يمتلك كل من الرجال والنساء ما يسمى بالصفات الأنثوية مثل التعاون والحساسية والسلبية.

ومرة أخرى، في مونداغمور قبيلة آكلي لحوم البشر ورأس الصيادين كلاهما رجال ولدى النساء خصائص متشابهة ولكن في هذه الحالة كان كلاهما يتمتع بما يسمى المذكر، ولها خصائص مثل العدوانية وعدم الحساسية والحزم والغيرة. وأخيراً في تشامبولي الرجال تستخدم لامتلاك سمات أنثوية مثل الخضوع والعاطفة وما إلى ذلك، بينما تتمتع النساء بصفات ذكورية مثل الهيمنة والحزم والصفات الإدارية.


شارك المقالة: