المسؤولية الاجتماعية في النمط الاجتماعي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المسؤولية الاجتماعية في النمط الاجتماعي في علم الاجتماع:

جاء النمط الاجتماعي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية كمحاولة لسد الثغرات التي كشفت عنها المواجهة بين مضمون النمط الإداري لها، والذي كان المقصود منه أساساً دعم النمط التقليدي ومعالجة عيوبه تحت ضغط الظروف والمتغيرات الاجتماعية التي دعت إليه، وقد جاء النمط الاجتماعي لكي يفسر بطريقة أفضل لسلوك المشروعات الصناعية في المجتمع الأمريكي المعاصر وخاصة في مجتمعاتها المحلية، وبمعنى آخر لقد جاء ليكون نمطاً يصمد في مواجهة حقائق العصر ولا تعصف به، ولذلك وصف بالنمط الاجتماعي.

ومن أهم ما يميز هذا النمط الاجتماعي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية، اعتراف بضرورة أن تكون تصرفات المشروعات الصناعية وسلوكها استجابة للظروف الاجتماعية والقوى السياسية كلية، على الرغم من أن هذه الظروف والقوى جميعها لها تأثيراتها على التكاليف والدخل والأرباح، وهي أمور تشكل المصالح الأساسية لكل مشروع.

وبذلك يوفق النمط الاجتماعي بين الاعتبارات المتصلة بالمصالح الخاصة المشروعات الصناعية والاعتبارات المتصلة بمسؤوليتها الاجتماعية ككل متكامل، بينما لم تكن المبادرات الاجتماعية من جانب المديرين ذوي الحساسية بالمسؤولية الاجتماعية لمشروعاتهم الصناعة، إلا استجابات شخصية ليس لها مكان في الإطار الأيديولوجي الذي تعتنقه هذه المشروعات.

ومهما كانت طبيعة الدوافع التي أدت إلى النمط الاجتماعي، فمن المؤكد أنه يعتبر أسلوباً تستطيع به المشروعات الصناعية أن تزيد أرباحها على المدى الطويل وأن تحافظ على أرباحها الحالية من التآكل ويساعدها على ذلك كبر حجمها الذي يعطيها بعد الأفق الذي لم يكن متوفراً للمشروعات الصغيرة في القرن التاسع عشر.

مفهوم المسؤولية الاجتماعية في علم الاجتماع:

وهناك من يقصر مفهوم المسؤولية الاجتماعية هنا على التأثيرات التي تترتب على العمليات المهنية والاقتصادية للمشروع ذاته، على أساس أنه جزء من المجتمع المحلي الذي ينتمي إليه، وبالتالي فإن هذا الإنتماء يفرض عليه التزامات اجتماعية تستهدف حماية حياة سكانية وتحسينها، تماماً كما له التزامات اتجاه مصالحة الخاصة.

بينما ينظر البعض إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية نظرة أوسع بحيث تشمل التزامات المشروعات الصناعية كل التغيرات الاجتماعية في مجتمعاتها المحلية، سواء أكانت مترتبة على عملياتها ذاتها أم تسببت فيها عوامل أخرى، على أساس أنه إذا كان السكان في هذه المجتمعات المحلية يتمتعون ببيئة نظيفة وحياة أفضل من جميع النواحي التعليمية والثقافية والصحية، فإنهم سوف يقدمون للمشروعات الصناعية عمالاً يمتازون بالكفاءة ومستهلكين أفضل مما لو حدث العكس.


شارك المقالة: