المسؤولية الاجتماعية في النمط التقليدي للصناعة في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المسؤولية الاجتماعية في النمط التقليدي للصناعة في علم الاجتماع:

يتشكل النمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية على يد إقطاع المدرسة التقليدية في الاقتصاد البريطاني، التي بدأها آدم سميث وتطورت بعد ذلك بجهود دافيد ريكاردو وحون استيوارت مل وألفرد مارشال، ولقد تأثرت كتاباتهم بالسمات التي كانت تميز البناء الاقتصادي للصناعة الإنجليزية وعملياتها خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومن هذه السمات المميزة صغر حجم المشروعات الصناعية وإدارتها بواسطة الأسر التي أنشأتها أو ورثتها، وإنتاجها لمنتجات بسيطة وغير معقدة.

ويرى أصحاب هذه المدرسة التقليدية، أن قوة السوق تلعب دورها في تطوير المشروعات الصناعية إذا تخلصت هذه المشروعات من الاحتكارات والمؤامرات غير المشروعة، لأن أصحابها سوف يديرونها بالكيفية التي تتناسب مع حالة السوق والأسعار السائدة فيه، لأن إمكاناتهم المحدودة تجعلهم يحاولون دائماً تحقيق أعلى ربح ممكن على المدى القصير، ويمكن أن نحدد الخطوات العريضة للنمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية في النقاط التالية:

خطوات النمط التقليدي للأيديولوجيات في علم الاجتماع:

1- التدخل الحكومي لتنظيم المشروعات الصناعية وعملياتها والعلاقات بينها غير مرغوب فيه، ولذلك يشعر رجال الصناعة بحساسية شديدة تجاه أية تشريعات حكومية، خاصة إذا كانت متصلة بالضرائب، حيث يعتبرونها معوقة لتقدم الصناعة كما أنها لا تصرف فيما يفيدها ولعل ثورات رجال الصناعة ضد ما يصفونه بطغيان الحكومة الاتحادية تمثل مواقفهم العدائية اتجاهها.

2- قدرة المشروعات الصناعية على المنافسة الحرة هي محك اختبار لها وإذا تركت هذه المنافسة حرة بدون تدخل من الحكومة وبدون تقييد لها من الاحتكارات، فإنها سوف تؤدي بالعلاقة بين المشروعات الصناعية إلى التوافق والانسجام، كما أنها سوف تؤدي إلى فوائد جمة للمجتمع كله، وهناك تحذيرات كثيرة يتضمنها النمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية من الأضرار التي يمكن أن تترتب على التدخل الحكومي أو العمالي في عمليات المنافسة، ولا يزال رجال الصناعة الذين يعتنقون هذا النمط التقليدي يتكلمون عن القوة الخفية للسوق والتي لا يسيطرون عليها.

3- المساومة بين رجال الصناعة والعاملين ينبغي أن تكون على أساس فردي بدون تدخل من الحكومة أو الاتحادات العملية، وهذا المبدأ هو مضمون شعار حق العمل الذي طالما نادوا به، ومع ذلك يقبل كثير من رجال الصناعة اليوم حق العاملين في الانضمام إلى الاتحادات أو النقابات والمساومة الجماعية وضمان العمل.

ومن ناحية أخرى يقبلون أيضاً حق العاملين في الاضراب ولكن دون مساس بحقوقهم الأخرى، وهذا يعني أن أعمال العنف والمقاطعة وغيرها من الأنشطة المماثلة الاتحادات العمال ينبغي أن تمنع وتحرم، فهم يعتبرون الاتحادات العمالية نوعاً من الاحتكارات وينبغي خضوعها لقوانين منع الاحتكار التي تفرضها الحكومة.

4- المشروعات الصناعية عليها أن تستخدم قدرات العاملين بها إلى أقصى درجة ممكنة لزيادة الإنتاج، والمدير الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل العاملين يبذلون كل طاقتهم بمساعدتهم على تلافي نقط الضعف فيهم وتقوية النقط القوية، ويربط هذا النمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة بين زيادة أجور العاملين وزيادة الإنتاج، ولذلك فإن القيود التي تفرضها الاتحادات العمالية على الإنتاج تعتبر أمراً مؤسفاً ومحزناً بالنسبة لهؤلاء الذين يعتنقون هذا النمط التقليدي، لأن زيادة الإنتاج في رأيهم هي الطريق الوحيد لرخاء الجميع.

5- يعتبر الربح وزيادته أبرز نقطة في الفكر التقليدي للصناعة الأمريكية والمدير الناجح عليه أن يعمل باستمرار على زيادة أرباحه، فالربح المتزايد مؤشر قوي على أن المدير يبذل جهداً مشكوراً لمصلحة المروع ولمصلحة المساهمين فيه، ويقدم النمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة الأمريكية مبررات قوية لهذا الهدف ويرى فيه مصلحة المجتمع كله.

وتقدم المنافسة الحرة هنا أفضل الظروف التي تنتج بكفاءة أكبر وبتكاليف أقل وتوزيع سلعها بأسعار تغطي هذه التكاليف إلى جانب الأرباح المطلوبة وبالدرجة التي تسمح لها بأن تتقدم وتتنافس.

6- يحتل المستهلكون والخدمات التي ينبغي أن تقدم لهم مركزاً مرموقاً في الفكر التقليدي للصناعة الأمريكية، وينظر إلى المستهلك هنا على أن له قوة عظيمة يستطيع بها أن يتحكم في مصير رجل الصناعة، فإذا استطاع رجل الصناعة أن يشبع طلبات المستهلكين فإنه سوف ينجح، وإذا لم يستطع ذلك فإنه سوف يفشل، ولذلك فإن الإعلانات ضرورية وتخدم مصالح المجتمع لأنها تنشط المستهلكين والمنتجين، وتجعل الحياة أفضل للجميع.

7- تتمثل القيم التي يدعو إليها الفكر التقليدي للصناعة الأمريكية في الفردية والحرية والمسؤولية، فلكل فرد الحق في أن يعمل وأن يقبل نتائج عمله، كما أن لكل فرد الحق في أن يختار الطريق الذي يحقق مصالحة الخاصة، وهذه القيم تحقق في نظر أصحاب هذا الفكر التقليدي العدالة في توزيع الدخل.


شارك المقالة: