المساهمات العملية والنظرية لأنثروبولوجيا الصحة

اقرأ في هذا المقال


لماذا نحتاج الأنثروبولوجيا الصحية؟

لماذا نحتاج الأنثروبولوجيا الصحية؟ الإجابة هي كالتالي؛ لأن علماء الأنثروبولوجيا الصحية يستخدمون طرق الانغماس التقليدية في الأنثروبولوجيا لدراسة حياة الإنسان عن قرب، بالإضافة إلى الصورة الشاملة للانضباط للوضع البشري، هو اهتمام تأديبي تقليدي بفهم الأشياء من وجهة نظر المطلعين لعرض وتدفق الخبرة، والتوجه التطبيقي لحل مشاكل الإنسان، حيث يمكن إحداث فرق مهم في العالم. فمن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن المساهمات العملية والنظرية لأنثروبولوجيا الصحة وتوضيح ثقافة الصحة والمرض وعدم المساواة الصحية.

المساهمات العملية والنظرية لأنثروبولوجيا الصحة:

إن التركيز الأساسي لهذا المقال هو المساهمات العملية للأنثروبولوجيا الصحية، والمساهمات النظرية للانضباط والتي تعتبر متساوية ومهمه وتوجه تطبيق الأنثروبولوجيا الصحية في معالجة قضايا معينة متعلقة بالصحة. حيث تتناول النظرية في الأنثروبولوجيا الصحية الأسئلة مثل ما يلي: ما الذي يحدد الصحة والمرض؟ كيف ولماذا تتنوع المجتمعات في أنظمة الرعاية الصحية ومعتقدات المرض وخبرات المرض؟ وما الدور الذي تلعبه الثقافة في نتائج العلاج؟

توضيح ثقافة الصحة والمرض في الأنثروبولوجيا الصحية:

إن الهدف الثاني للأنثروبولوجيا الصحية هو عرض الأهمية الأساسية للثقافة والعلاقات الاجتماعية في الصحة والمرض. من خلال مراجعة الأفكار والمفاهيم والأساليب والأطر النظرية الرئيسية التي توجه البحث والتطبيق في الأنثروبولوجيا الصحية، حيث أن ثقافة الصحة والمرض ينطويان على عمليات بيولوجية اجتماعية معقدة وأن حلها يتطلب الانتباه إلى مجموعة من العوامل خارج علم الأحياء، بما في ذلك أنظمة المعتقدات، وهياكل العلاقات الاجتماعية (غير المتكافئة في كثير من الأحيان)، وأيضاً الظروف البيئية.

حيث أن الثقافة كانت مفهوماً محوريًا للأنثروبولوجيا الصحية طوال فترة وجودها منذ 130 سنة أو نحو ذلك التاريخ. ففي الماضي، كان علماء الأنثروبولوجيا يميلون إلى التفكير في الثقافة كنمط ثابت للمعتقدات والممارسات والقواعد والقيم المؤثرة التي تم مشاركتها في مجموعة اجتماعية وتم نقلها وتعلمها عبر الأجيال لإنشاء تكوينات فريدة عن الصحة والمرض، ونوع من الاختلافات بين طرق الحياة وعلاج الأشخاص الذين يعانون من الأمراض أثناء زيارتهم لوجهات مختلفة.

ومن خلال هؤلاء تم العثور على الاختلافات ليس فقط في السلوك والأفكار، ولكن أيضًا في طرق العلاج والعادات والمعتقدات الثقافية للصحة والمرض وإحساسهم بالطبيعي أو المناسب للعلاج، وأكثر من ذلك بكثير. وبمرور الوقت، أفسحت وجهة النظر الثابتة نوعًا ما للثقافة الصحية أعلاه الطريق إلى المزيد من الفهم العملي للثقافة الصحية كهيكل قائم يمكن تمييزه ولكن يتم تجديده باستمرار وإعادة التفكير فيه وتعزيزه من خلال التفاعل الاجتماعي والثقافي.

وعلاوة على ذلك، فقد توصل علماء الأنثروبولوجيا الصحية إلى رؤية هذا الجانب الحيوي للثقافة وهو دورها في جعل الحياة ذات مغزى وهادفة ومفهومة للناس، على الرغم من أن المعاني والأغراض والتفاهمات يستمدها الناس من مختلف الثقافات عبر المجتمعات أو حتى عبر قطاعات نفس المجتمع (على سبيل المثال، الأغنياء مقابل الفقراء، الرجال مقابل النساء، المسيطر مقابل المرؤوس الإثني أو الجنسي أو المجموعات العرقية، المعاقون مقابل الأصحاء، الأطباء مقابل المرضى).

وذلك على نحو متزايد، في عالم معولم، حيث تنتقل الأفكار والصور والمنتجات العلاجية والتقنيات والشركات والأشخاص والأمراض بسرعة عبر الحدود الوطنية والمواقع المحلية وتغيير الثقافات. وهذا بدوره يؤدي إلى ساحات واسعة من المعتقدات المشتركة عن الصحة والمرض والتي يشار إليها أحيانًا بتسطيح الثقافة، وكذلك الناشئة من الاختلافات المحلية التي تعكس الطرق الثقافية العالمية المحددة ويتم التوسط على الأرض في المجتمعات المختلفة.

حيث أن فهم هذه التغييرات الاجتماعية والثقافية والقوى الدافعة لها هي قضايا عالية على رأس جدول أعمال الأنثروبولوجيا الصحية.

عدم المساواة الصحية في الأنثروبولوجيا الصحية:

من خلال فحص قضايا عدم المساواة الصحية في الأنثروبولوجيا الصحية، مثل التعرض الروتيني لمبيدات الآفات بين عمال المزارع، من ناحية، والتدهور البيئي الذي يسبب الأمراض المرتبطة بالبيئة، من ناحية أخرى، كل هذا يؤكد على الحاجة إلى تجاوز الثقافة أو حتى البيئة كنماذج من الصحة نحو أنثروبولوجيا صحية شاملة وثقافية حيوية.

حيث أن هذه نهج يدمج العوامل البيولوجية والثقافية والاجتماعية في بناء موحد للفهم النظري لأصل سوء الصحة مع المساهمة في تطوير أنظمة رعاية صحية ووطنية فعالة ومنصفة. ومن خلال هذه الطريقة، يسعى علماء الأنثروبولوجيا الصحية إلى أن يكونوا جزءًا لعملية جماعية تهدف إلى خلق عالم أكثر صحة لكل من الإنسانية والمحيط الحيوي وبالتالي خلق نظام سائد ينظم أنماط الصحة والظلم الاجتماعي وتدمير البيئة.


شارك المقالة: