المشاكل التي واجهها نظام التيمار وانهياره

اقرأ في هذا المقال


زيادة الطلب على نظام التيمار:

بحلول الوقت الذي حكم فيه السلطان محمد الثاني (1451-1481) على الإمبراطوريّة العثمانيّة، انخفض عدد المرشحين المؤهلين للحصول على منح التيمار بشكل كبير، كان هناك توقع متزايد بين الجنود الإنكشاريّة وغيرهم من الرجال الذين حول السلطان لهذه المنح كمكافأة للمشاركة في العدد المتزايد من الحملات.

علاوة على ذلك، تمّ تقديم التيمار للمتطوعين وأعضاء الطبقة العسكرية من قِبل الدولة العثمانية لولائهم وخدمتهم للسلطان، من أجل تلبية هذا الطلب الجديد، تم تحويل التيمار (Timars) الحالية إلى وحدات ملكية مشتركة، أو تقسيمها إلى أسهم، أجبر الطلب المتزايد على التيمار، السلطان العثماني على الانخراط في حروب وفتوحات جديدة في البلدان المجاورة وبالتالي توسع نظام التيمار؛ ممّا أدى إلى زيادة عدد المرشحين لمنح التيمار (Timar).

كيف واجهت الدولة العثمانية مشاكل التيمار؟

اتخذ حل هذه الأزمة طريقتين، كانت السباهي (Sipahi) تمتلك نظام تيمار (Timar) واحدًا وبدلاً من استلام قرية كاملة، تمّ منح (Sipahis) حصصًا في العديد من القرى من أجل تكوين تيمار (Timar)، من المحتمل أنّ يكون لهذه الحلول تداعيات أُخرى أكثر من مجرد تلبية مطالب الديموغرافية المتزايدة.
اتبعت الحكومة العثمانية سياسة الحفاظ على التيمار المسجلين من قبل، حتى مع زيادة عدد السباهيين، علاوة على ذلك، منعت (Sipahis) من الحصول على سيطرة كاملة ومستقلة على الفلاحين والأراضي داخل الإقليم، تمّ تقديم مؤسسة أرباليك لتسهيل عبء المسؤولين الحكوميين من خلال تعويض خسائر كبار المسؤولين فيها، كان أرباليك عبارة عن عقار كبير (أي سنجق) يُعهد إلى شاغل منصب رفيع، أو إلى بعض المارجريف، كترتيب مؤقت قبل تعيينهم في منصب مناسب.
لقد كان نوعًا من الإذن الممنوح لعدد متزايد من أعضاء النخبة العثمانية للزراعة الضريبية، بدلاً من حل مشاكل الباب العالي، أدخلت مؤسسات أرباليك مشاكل جديدة أكبر، لم تحدد الحكومة العثمانية واجبات أصحاب أرباليك بدقة، ممّا تسبب في توترات متكررة بين الباب العالي والمقاطعات، ومن المحتمل أن تكون هذه التوترات قد ساهمت بالإضافة إلى اضمحلال نظام (timar) التقليدي لأنه ترك (sipahis) خارج التسلسل القيادي الواضح.

انهيار نظام التيمار:

بحلول نهاية القرن السادس عشر، بدأ نظام تيمار لحيازة الأراضي في الانحدار الذي لا يمكن استرداده، في عام (1528)، وشكلت التيماريوت أكبر فرقة منفردة في الجيش العثماني، كان (Sipahis) مسؤولين عن نفقاتهم الخاصة، بما في ذلك التزويد أثناء الحملات، ومعداتهم، وتوفير الرجال المساعدين (cebelu) وخدم الجيوش (gulam).
مع ظهور التقنيات العسكرية الجديدة، ولا سيما البندقية أصبح (Sipahis)، الذين كانوا يشكلون ذات يوم العمود الفقري للجيش العثماني قوات قديمة، كانت الحروب الطويلة والمكلفة التي شنها السلاطين العثمانيون ضد آل هابسبورغ والإيرانيين قد طالبت بتشكيل جيش حديث دائم ومحترف، لذلك كانت هناك حاجة إلى الأموال للحفاظ عليها في الأساس.
بحلول العقود الأولى من القرن السابع عشر، تم جلب الكثير من إيرادات تيمار إلى الخزينة المركزية كبديل للنقود (bedel) للإعفاء من الخدمة العسكرية، نظرًا لأنه لم تعد هناك حاجة إليها، عندما توفي حاملو التيمار، لن يتم إعادة تخصيص ممتلكاتهم، ولكن تم إخضاعها للملكية الإمبراطورية، وبمجرد السيطرة المباشرة، سيتم تحويل الأرض الشاغرة إلى مزارع ضريبية (المقاطعة) من أجل ضمان عائد نقدي أكبر للحكومة المركزية للدولة العثمانيّة.


شارك المقالة: