اقرأ في هذا المقال
- المشكلات التربوية والتعليمية
- مشكلة التسرب من المدرسة
- مشكلة تدني التحصيل الدراسي
- مهام الأخصائي الاجتماعي المدرسي في دراسة المشكلات المدرسية
- مواجهة التحديات أبرز المشكلات المدرسية وسبل التغلب عليها
- استراتيجيات للتغلب على المشكلات المدرسية
المدرسة هي الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات، وهي المكان الذي يتعلم فيه الفرد مهاراته ومعارفه وقيمه. ولكن، تواجه المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم العديد من التحديات والمشكلات التي تؤثر على جودة التعليم ونتائجه. فيما يلي سنتناول أبرز هذه المشكلات التي تؤرق المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وسنحاول استكشاف أسبابها وبعض الحلول المقترحة.
المشكلات التربوية والتعليمية
تُعَدُّ المشكلات المدرسية عوائق تعترض سير الحياة ونجاحها، ومنها المشكلات التربوية التي يعاني منها الطالب مثل: نظام الامتحانات، وطرق التدريس، ونظام العقوبات المُتَّبَع في المدرسة، أو يعاني منها المعلم كالسياسة المدرسية، والنظام الإداري وصِغَر حجم المدرسة، وازدحام الصفوف وقلّة الساحات التي يُمارُس فيها الطلبة أنشطتهم، وهناك مشكلات سلوكية مثل: التسرب من المدرسة، والتأخّر عن الدوام المدرسي، والعدوانية لدى الطلبة … فإنها إذا لم تُعالَج بموضوعية، ستحول دون تحقيق النظام التعليمي لأهدافه، وهناك أيضاً المشكلات الاقتصادية، وسوء التكيف الاجتماعي في المدرسة، وتدني مستوى التحصيل الدراسي.
مشكلة التسرب من المدرسة
إنَّ التسرب نوع من أنواع الإهدار المدرسي؛ لأنه يُشَكِّلُ أحد العوائق التي تُهدد نظام التعليم بأكمله، تُعَرِّف منظمة اليونسكو التسرب بأنه: ” انقطاع الطلاب عن المدرسة، أو وضع حدّ لها في مُختلف الظروف، وعند فترة معينة من التعليم الابتدائي أو الثانوي”. وهناك من يُعَرِّف المُتَسَرّب بأنه: ” كلُّ طالب يترك المدرسة لسبب من الأسباب قبل نهاية السنة الدراسية الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سَجَّل فيها”. وبناءً على هذين التعريفين يمكن عرض وجهتي النظر التاليتين في التسرب:
- تسرب الطالب من المدرسة في مرحلة تعليمية معينة قبل نهاية هذه المرحلة، وهنا يكون التسرب عملية إراديّة باختيار الطالب المُتَسرّب.
- تسرُّب الطالب بين المراحل التعليمية المختلفة؛ أيّ أنه تسرٌّب مرحليٌّ يحدث بعد انتهاء الطالب من مرحلة تعليمية معينة، وقبل البدء بمرحلة تعليمية جديدة، ولا تتدخَّل الإرادة في هذا النوع من التسرُّب؛ إذ يحدث قهراً وقسراً لسبب من الأسباب كالرُّسوب مثلاً، ويترتب على التسرُّب تبعات سلبية تتعلَّق بالطالب نفسه فقد يتشرّد وينحرف، فضلاً عن أن التسرب يظل مشكلة في حدّ ذاتها فهو إهدار مدرسي وله آثار اقتصادياً سلبية في جهاز التربية والتعليم.
مشكلة تدني التحصيل الدراسي
يحكم بعض الباحثين على تحصيل الطالب الدراسي بأنه متدنٍ إذا كان أقل من من تحصيل أقرانه الذين هم في مثل عمره، ويربط آخرون بين تدني التحصيل الدراسي والإعاقة العقلية مُعتَمدين على معامل الذكاء الذي يقع بين 75- 90 فمن كان معامل ذكائهم كذلك فإنه ليس بإمكانهم مُجاراة زملائهم في الصفّ المدرسي نفسه.
ويعزو فريق ثالث من الباحثين مشكلة تدني التحصيل الدراسي إلى العوامل البيئية وليس إلى القدرات العقلية فإذا تحسَّنت ظروف البيئة المحيطة بالطالب فإنه سيحصل على نتائج أفضل، وقد تسبب مشكلة تدني مستوى التحصيل الدراسي التي قد تُسمّى التأخر الدراسي أو التخلُّف الدراسي وشعور الطالب بالإحباط، أو فقدانه الثقة بالنفس وقدّ تأخذ أبعاداً أخرى كأن يتحول سلوكه إلى سلوك عدواني أو ينطوي على نفسه فيصعب عليه التكيّف مع مجتمع المدرسة فيتهدَّد مستقبله الدراسي.
وتجدر الإشارة إلى أن درجة التحصيل الدراسي ليست دليلاً على مستوى الذكاء العالي أو المنخفض عند الطالب، أو على توافر القدرات والمواهب أو عدم توافرها فالتحصيل يُحسَب عادةً على أساس مجموع درجات الامتحان وهي وحدها لا تقرر درجة الفهم والاستيعاب.
مهام الأخصائي الاجتماعي المدرسي في دراسة المشكلات المدرسية
من مهام الأخصائي الاجتماعي دراسة المشكلة واكتشاف الأسباب المؤدية إليها كالعوامل الوراثية، أو بطء التَّعلُّم، أو عدم التركيز والمتابعة، أمّا فيما يَخص العوامل البيئية فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالظروف الأسرية مثل: سِعَة المَسكَن، وشكل السُّلطة الأبويَّة، والعلاقات الأسرية، وبخاصة علاقة الوالدين ببعضهما، والأساليب التربوية المُتَبَعة، والوضع الاقتصادي للأسرة، ومستوى تعليم الوالدين، ومهنة كل منهما.
تُشير آخر الدراسات التي أُجرِيَت في الأردن عن أثر الخلفية الأسرية في مشكلَتي التسرب وتدني مستوى التحصيل الدراسي إلى وجود علاقة بين التفكّك الأسري وكل من هاتين المشكلتين، فنسبة الطلبة المُتَسربين الذين ينتمون إلى أُسَر مفكَّكة أعلى بكثير من نسبة الطلبة المُتَسربين الذين ينتمون إلى أُسَر عادية كما أن نسبة الطلبة الذين يواجهون سلطة أبوية متشدّدة أعلى من أولئك الذين يُعاملون معاملة مُتسامحة أو ديموقراطية، ويؤثر الشجار والنزاعات اليومية بين الوالدين سلبياً في الأبناء فيفقدهم الدافعية للاجتهاد والانتظام في المدرسة.
مواجهة التحديات: أبرز المشكلات المدرسية وسبل التغلب عليها
تتعرض المدارس إلى مجموعة متنوعة من التحديات والمشكلات التي تؤثر على البيئة التعليمية وتجربة الطلاب. في هذا السياق، نلقي نظرة على أبرز المشكلات المدرسية وكيف يمكن تحديدها والتغلب عليها.
1. التحديات الاقتصادية: مع تزايد الضغوط الاقتصادية على الأسر، يواجه العديد من الطلاب تحديات مالية تؤثر على استعدادهم للتعلم. تتضمن هذه التحديات نقص الموارد الأساسية، وصعوبة الوصول إلى المواد التعليمية، وتأثيرات الفقر على الصحة والتغذية.
2. التنمر والعنف: يعد التنمر والعنف في المدارس تحديات كبيرة تؤثر على البيئة التعليمية. قد يواجه الطلاب التنمر اللفظي أو الجسدي، مما يؤثر على صحتهم النفسية والعاطفية، وقد يؤدي إلى تراجع في الأداء الأكاديمي.
3. التحديات التكنولوجية: مع التقدم التكنولوجي السريع، تواجه المدارس تحديات في تكامل التكنولوجيا في العملية التعليمية. يشمل ذلك التحديات مثل توفير البنية التحتية اللازمة، وتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا، وضمان وجود محتوى تعليمي مناسب.
4. الاختلافات الثقافية واللغوية: يواجه العديد من الطلاب تحديات ناتجة عن الاختلافات الثقافية واللغوية. يمكن أن تؤثر صعوبات التواصل والفهم الثقافي على تجربة الطلاب في المدرسة وتعيق تحقيق أقصى استفادة من التعلم.
5. التحديات الصحية: يسهم الوضع الصحي للطلاب في تحديات إضافية. تشمل هذه التحديات الصحية النفسية والجسدية، مثل اضطرابات التوتر، ونقص التغذية، والمشاكل الصحية العامة التي قد تؤثر على تحصيل الطلاب الأكاديمي.
6. الضغط الأكاديمي: قد يتعرض الطلاب لضغوط كبيرة نتيجة التوقعات العالية وضغط الأداء في الامتحانات والاختبارات. يمكن أن يؤدي الضغط الأكاديمي إلى تدهور في الصحة النفسية والرفض للمواد التعليمية.
استراتيجيات للتغلب على المشكلات المدرسية
برامج التوعية والتثقيف: إطلاق حملات توعية لتعزيز فهم الطلاب والمجتمع حول مختلف التحديات، مثل التنمر والاختلافات الثقافية.
تكنولوجيا التعلم عن بعد: تطبيق استراتيجيات تكنولوجيا التعلم عن بعد للتغلب على التحديات التكنولوجية وتحسين الوصول إلى الموارد التعليمية.
برامج الدعم النفسي: تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب لمساعدتهم في التغلب على التحديات الشخصية والعاطفية.
التنسيق بين المدرسة والأهل: تعزيز التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور لضمان تقديم الدعم الشامل للطلاب.
تنمية مهارات التحدث والفهم الثقافي: توفير برامج تطوير مهارات التحدث وتعزيز الفهم الثقافي للتعامل مع التحديات اللغوية والثقافية.
التفاعل مع الأزمات الصحية: وضع خطط استجابة للتعامل مع الأزمات الصحية وتوفير الدعم الصحي اللازم للطلاب.
تواجه المدارس تحديات متعددة، ولكن من خلال التفهم العميق والتعاون الشامل، يمكن تحديد هذه المشكلات وتقديم حلول فعّالة لتحسين بيئة التعلم وتحفيز نجاح الطلاب.