المصادر التي يعتمد عليها المنهج التاريخي في البحث الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


المصادر التي يعتمد عليها المنهج التاريخي في البحث الاجتماعي:

  • المصادر الأولية: وهي تلك التي تمدنا ببيانات قامت بتدوينها أو تفريغها وتبويبها ثم نشرها نفس الجهة التي قامت بجمعها، والإشراف على مراحل إعدادها وهذه المصادر تتضمن المصادر والآثار التي تعبر عن حضارة سابقة، أو أحداث معينة وقعت في الماضي، ومن أمثلتها البيانات الخاصة بالإحصاء، والتعدادات العامة التي تقوم أجهزة الدولة المتخصصة بإجرائها ونشرها، ويدخل في هذه المصادر أيضاً القوانين واللوائح والنظم المستقرة، والتي يؤخذ بها في المجتمع بشكل عام، ومن أمثلتها ما كتبه الشخص عن نفسه إذا كنا ندرس شخصيته، وكذلك النقوش والكتابات والأحجار التي سجل عليها القدماء عناصر حضارتهم وتفكيرهم.
  • المصادر الثانية: وهي تلك المصادر التي تشتق من مصادر أولية، فكثيراً ما تعتمد الأبحاث الاجتماعية على مصادر ثانوية، كالبحوث السابقة والرسائل العلمية، والصحف والمجلات والدوريات، وما يكتبه بعض الأشخاص عن علماء أو زعماء، ومن الطبيعي أن تكون المصادر الأولية أعم وأشمل وأدق من المصادر الثانوية، فكثيراً ما تحدث اخطاء في النقل والتدوين والتحليل حينما تأخذ المصادر الثانوية عن الأولية، ولكن ليس معنى هذا أن نطرح جانباً كل المصادر الثانوية، بل يجب الإلتزام بالحذر والدقة عند استخدامها وعدم اللجوء إليها إلا إذا كانت الظاهرة التي ندرسها لا تتوافر عنها بينات كافية.
  • المصادر الميدانية: وهناك نوع ثالث من المصادر يتمثل في البيانات والمعلومات التي يقوم بجمعها باحث معين أو فريق من الباحثين ويتم جمع البيانات بهذا الأسلوب إذا لم تكن هناك بيانات مدونة عن الظاهرة وهذا الأسلوب يمثل ضرورة في بعض الدراسات مثل دراسات الرأي العام والاتجاهات نحو موقف معين، أو تنظيم معين، ومع ذلك فإن الباحث حينما يجري دراسته كثيراً ما يهتم بدراسة الآثار والرواسب الاجتماعية، والتراث الثقافي سواء عن طريق الإستعانة بالملاحظة والمشاهدة أو مذكرات الرحالة أو أقوال الرواة، وإذا كان المنهج التاريخي هو المنهج الذي يستخدم للوصول إلى المبادئ والقوانين عن طريق البحث في أحداث التاريخ الماضية وتحليل الحقائق المتصلة بالمشكلات الاجتماعية، والتي شكلت الماضي وحددت الظروف المحيطة بالمشكلة أو الظاهرة، فإنه من الضروري أن يستعين بكل المصادر السابق الإشارة في وقت واحد، فسواء كان المصدر أولياً أو ثانوياً فإن استخدام المنهج التاريخي يقتضي أن يبذل الباحث محاولة للتأكد من صدق مصدره ودقته، وبعض البيانات التاريخية قد تكون غير دقيقة ويشوبها قصور عن عمد أو عن غير عمد.

شارك المقالة: