المظاهر الاجتماعية والاقتصادية في العصر الحديث في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


تميزت العصور الوسطى بالإقطاع والتي أخذت بالتلاشي في العصر الحديث، وقد كانت الأرض أساس الثروة الزراعية والاقتصادية، وانعدمت وجود الحركة الصناعية والطبقة الوسطى، وكان المجتمع الأوروبي عبارة عن طبقتين؛ طبقة الفلاحين وهي كانت لا تملك أي شي، وكانوا عبارة عن عبيد، وطبقة الأشراف والتي كان بيدها كل الامتيازات.

المظهر الاقتصادي والاجتماعي في أوروبا

مع بداية العصر الحديث بدأت الأوضاع الاقتصادية في أوروبا تتغير، ففي فرنسا كان النظام الإقطاعي هو النظام السائد، وكان الملك هو الذي يحكم الإقطاع في باريس، وليس له إي حكم خارج باريس، ومع ضعف الإشراف بسبب الحروب المتكررة، لتقوية مكانة الملوك الحاكمة، وسيطروا على المناطق في خارج باريس، وقد حدث صراعات كثيرة بين الأشراف والملكية، والذي انتهى بهدم الإقطاعية، والذي نتج عنه تحرير الفلاحين من العبودية، وأعطاهم الحق في ملك الأرض.
وأصبح الناس في العصر الحديث يشعرون بأن الأرض ليست هي مصدر الثروة، وانتعشت التجارة والصناعة في أوروبا، وظهرت الطبقة الوسطى، وقامت حينها الطبقى الوسط بالعمل بالتجارة والصناعة، وحصلوا على الثروة والمال، وخاصة مع العلاقات التجارية بين أوروبا والعالم الجديد، وزدات علاقة اوروبا التجارية بالعالم الشرقي المليء بالثروات.
وانتعشت الحالة الاقتصادية في أوروبا، مع انتعاش الطبقة الجديدة فيها، والتي كانت تسعى إلى دعم نفوذ الملكيات، وساسية الاستقرار والأمن ومضاعفة الثروة، وقد ارتبط ذلك مع مصلحة الملوك في الصراع ضد الأشراف، ورأت الطبقة المالكة ضرورة الاستعانة بمواهب الطبقة الوسطى وضروروة الاستفادة من أموالهم، وقام الملوك بتعيين أعضاء من الطبقة الوسطى في البرلمان وحكاماً للأقاليم وقضاة مشرعين.
وظهر في العصر الحديث روح جديدة، وهي التفكير الحر أو الفردية، إي انفصال الفرد عن ما يعتقد به داخل نفسه، والتي ظهرت في التفكير الديني، ونتجت عنها ظهور حركة الإصلاح في أوروبا، حيث قاموا المصلحين بتغيير ما يرونه ضد العقيدة والدين الصحيح، ولا يعني ذلك أن الفرد كان حراً، بل أنه كان مقيداً بحكومة دولتهم كما كان له حرية الهجرة، بحثاً عن الحرية والفكر الحر.
ولم تأتي فكرة روح الفردية فجاة، بل أنها احتاجت أجيال متعاقبة في النمو والتطور، وبقيت حتى الثورة الفرنسية، حتى تم الإعلان عن الحرية والمساواة وإعلان حقوق الإنسان والإخاء، وبدأت الفكرة تنتقل من أوروبا إلى دول أخرى، إلا أنها بقت عقود طويلة لكي تتحق على أرض الواقع.

المظهر العسكري في أوروبا

شهد المظهر العسكري في العصر الحديث في أوروبا، تحولاً في نظرة الملوك للحكم والسياسة، فبعد أن حكموا في السابق معتمدين على الأشراف، التي كانت تقوم بتجهيز الجيوش لحمايتهم، عملوا على تجهيز جيش ثابت في حالة السلم زالحرب، لحمايتهم من الأشراف ومن الأعداء من الخارج، وقد تقدمت تلك الجيوش في الغزوات والحروب التي كان يجهز لها الملوك، وظهر في ذلك التاريخ البارود والمفرقعات التي عملت على تدمير معاقل الأشراف وحصونهم في نهاية العصور الوسطى.

المدن الأوروبية في العصر الحديث

ظهرت المدن الأوروبية في أوائل القرن الحادي عشر، نتيجة نمو الصناعة والتجارة، والتخلص من سيطرة الأشراف الزراعية، وتم تضعيف النظام الإقطاعي، وتم دعم المدن الإيطالية والألمانية، حتى أصبحت جمهوريات حرة منفصلة عن الدولة الإقطاعية التي كانت جزءًا منها، وقامت بعض المدن في فرنسا وإنجلترا في مساعدة الملك لتدعيم قوته ضد النبلاء، حيث أن كان رأيهم أن الحكومة المركزية القوية، والتي يكون على رأسها الملك، تعمل على الأمن والاستقرار في المدن، أفضل من التقسيم الإقطاعي، الذي كان يقف حجر عثرة في سبيل حري التجارة، ويعمل على إضعافها.
وعملت المدن الأوروبية على تدعيم الملكية، وخاصة في أوروبا الغربية، وأصبحت المدن الأوروبية مراكزاً للثقافة والفكر، وتجمع المفكرون والمثقفون فيها، وعملوا على الإصلاح والنمو في المدينة لصالح الشعب، وتبادلوا الأفكار.

النهضة التجارية والصناعية في أوروبا

نمت الصناعة والتجارة في عصر النهضة في أوروبا، وقد تميزت المدن الإيطالية، عن غيرها من المدن الأوروبية من الازدهار، والتي كانت لها تقاليدها التجارية الخاصة، منذ العصر الروماني، وذلك عندما كانت المدن التجارية مركزاً لتجارة العالم، وقد ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي في حوض البحر المتوسط، والذي جعلها على مر العصور الوسطى والنهضة، من أعرق الدول في أوروبا.
حيث أن الإيطاليين قد استفادوا من اتصالهم بالعرب والمسلمين والدولة البيزنطية، ممّا عمل ذلك على تقدمهم التجاري في الهند والصين، حيث كان الإيطاليين يريدون الحصول على ثروات ونفائس الشرق، وقاموا بعقد صداقة مع العرب لتصبح وسيطاً بين الهند والصين والدول الأوروبية.


شارك المقالة: