اقرأ في هذا المقال
- المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
- نموذج المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
- المهارات الأساسية في المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
يناقش علماء الاجتماع موضوع المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية على مبدأ أنها طريقة لحل المشاكل الاجتماعية بأسلوب عملي أكاديمي يتناول جوانب الحياة البشرية بشكل عام.
المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية تعتبر مصطلح أكاديمي لعملية بشرية، فقد يفكر المرء في أن المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشكلات الاجتماعية بالنماذج المعروفة، تبدو كمحاولة أكاديمية لتحديد العمليات البشرية الطبيعية جدًا، وربما هذا يبدو ملخصًا غير معقول، ومع ذلك فإن كسر عملية معقدة بهذه الطريقة لا يساعد الأكاديميين على دراستها فحسب، بل يساعد أيضًا على تطوير مهارات بطريقة أكثر استهدافًا، من خلال النظر في كل عنصر من عناصر العملية على حدة، ويمكن التركيز على العناصر التي يتم إجادها أكثر صعوبة.
قد يُطلق على المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية أيضًا أسم حل المشكلات في الحياة الواقعية، بمعنى آخر إنها طريقة أكاديمية إلى حد ما لوصف الأنظمة والعمليات التي يستخدمها علماء الاجتماع لحل ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية.
ولا تعني كلمة اجتماعي أنها تنطبق فقط على المشكلات التي يتم حلها مع أشخاص آخرين أو بالفعل تلك التي يتم الشعور أنها ناتجة عن الآخرين، بل يتم استخدام الكلمة ببساطة للإشارة إلى طبيعة الحياة الواقعية للمشكلات، والطريقة التي يتم التعامل بها معها.
ويُنظر إلى المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية عمومًا على أربعة أنواع مختلفة من المشكلات:
1- مشاكل غير شخصية، على سبيل المثال نقص الأموال.
2- المشاكل الشخصية، على سبيل المثال المشاكل العاطفية أو الصحية.
3- المشاكل الشخصية، مثل الخلافات مع الآخرين والمشكلات المجتمعية والمجتمعية الأوسع، مثل القمامة أو معدل الجريمة.
نموذج المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
تم طرح أحد النماذج الرئيسية المستخدمة في الدراسات الأكاديمية للمعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية من قبل مجموعة من قادة علماء الاجتماع أمثال توماس دزوريلا، ويتضمن هذا النموذج ثلاثة مفاهيم أو عناصر أساسية:
معالجة المشاكل
يتم تعريف هذا على إنه العملية التي يستخدمها فرد أو زوج أو مجموعة لإيجاد معالجة فعالة لمشكلة معينة، كما إنها عملية ذاتية التوجيه مما يعني ببساطة أن الفرد أو المجموعة ليس لديهم أي شخص يخبرهم بما يجب عليهم فعله، وتتضمن أجزاء من هذه العملية توليد الكثير من الحلول الممكنة واختيار الأفضل من بينها.
المشكلة
تُعرَّف المشكلة على أنها أي موقف أو مهمة تحتاج إلى نوع من الاستجابة إذا كان يجب إدارتها بفعالية ولكن لا توجد استجابة واضحة لها، وقد تكون الطلبات خارجية أو من البيئة أو داخلية.
معالجة هيكلية واجتماعية
المعالجة الهيكلية والاجتماعية هي آلية استجابة أو مواكبة خاصة بالمشكلة أو الموقف، كما إنها نتيجة عملية لمعالجة وحل المشكلات، وبمجرد تحديد المعالجة، يجب بعد ذلك تنفيذه.
أجزاء المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
ويميز نموذج علماء الاجتماع بين معالجة المشكلات والمعالج الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية بالعملية التي تحدد الحل وتنفيذ الحل عملية وضع هذا الحل موضع التنفيذ، ويلاحظ أن المهارات المطلوبة للاثنين ليست بالضرورة هي نفسها، كما إنه يميز بين جزأين من عملية المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية، هما: التوجه نحو المشكلة ومعالجة المشكلات الفعلي.
اتجاه المشكلة: التوجه نحو المشكلة هو الطريقة التي يتعامل بها الناس مع المشكلات الاجتماعية، وكيف يضعونها في سياق معرفتهم الحالية وطرق النظر إلى العالم، إذ لاحظ علماء الاجتماع أن كل شخص يرى المشاكل بطريقة مختلفة، وذلك عتمادًا على خبرته ومهاراته، وهذا التوجه هو المفتاح لمعرفة المهارات التي سيتم احتياجها لحل المشكلة.
المهارات الأساسية في المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
تتضمن المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية أربع مهارات أساسية:
1- عرف المشكل.
2- الخروج بحلول بديلة.
3- اتخاذ قرار بشأن الحل الذي يجب استخدامه، وتنفيذ هذا الحل.
بناءً على هذا الانقسام بين التوجيه ومعالجة المشكلات الاجتماعية، حدد علماء الاجتماع مقياسين لقياس كلتا القدرات، فقد حددوا بعدين للتوجه: إيجابي وسلبي، وثلاثة أنماط لمعالجة المشكلات الاجتماعية: عقلاني اندفاعي أو مهمل وتجنب.
ولاحظوا أن الأشخاص الذين يجيدون التوجيه ليسوا بالضرورة جيدين في المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية والعكس صحيح، على الرغم من أن الاثنين قد يتعاونان أيضًا، ومن المحتمل أن يكون واضحًا من هذه الأوصاف أن علماء الاجتماع نظروا إلى التوجه الإيجابي ومعالجة المشكلات العقلاني على أنهما سلوكيات وظيفية، وعرّفوا كل الآخرين على أنهم مختلون مما يؤدي إلى ضائقة نفسية.
والمهارات المطلوبة للتوجيه الإيجابي للمشكلة هي:
1- القدرة على رؤية المشكلات على أنها تحديات، أو فرص لكسب شيء ما بدلاً من النظر إلى الصعوبات التي لا يمكن التغلب عليها والتي لا يمكن إلا أن تفشل فيها.
2- الإيمان بأن المشاكل قابلة للمعالجة، بينما يمكن اعتبار هذا أيضًا جانبًا من جوانب العقلية، من المهم أيضًا استخدام تقنيات التفكير الإيجابي.
3- الاعتقاد بأن المرء شخصيًا قادر على معالجة المشكلات بنجاح، والذي يعد جزئيًا على الأقل جانبًا من جوانب الثقة بالنفس.
4- فهم أن المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية بنجاح سيستغرق وقتًا وجهدًا، الأمر الذي قد يتطلب قدرًا معينًا من المرونة، وتحفيز النفس على معالجة المشكلات على الفور بدلاً من تأجيلها.
حيث يميل أولئك الذين يجدون صعوبة في تطوير توجه إيجابي للمشكلة إلى النظر إلى المشكلات على أنها عقبات لا يمكن التغلب عليها، أو تهديد لرفاههم ويشككون في قدرتهم على معالجة المشكلات، ويصابون بالإحباط أو الانزعاج عندما يواجهون المشاكل.
5- كما تشمل المهارات المطلوبة لمعالجة المشكلات الاجتماعية بشكل منطقي القدرة على جمع المعلومات والحقائق من خلال البحث.
6- القدرة على تحديد أهداف مناسبة لمعالجة المشكلات الاجتماعية.
7- تطبيق التفكير العقلاني لتوليد الحلول الممكنة للمشكلات الاجتماعية، فقد وجد علماء الاجتماع بعض الأفكار الموجودة كالتفكير الإبداعي بالإضافة إلى تلك المتعلقة بالتحقيق في الأفكار والحلول.
8- مهارات جيدة في اتخاذ القرار لتحديد الحل الأفضل، كمهارة صنع القرار ومهارات التنفيذ، والتي تشمل القدرة على التخطيط والتنظيم والقيام، كتخطيط العمل وإدارة المشاريع وتنفيذ حلول مفيدة.
الصعوبات المحتملة في المعالجة الهيكلية والاجتماعية للمشاكل الاجتماعية
يقول علماء الاجتماع أن أولئك الذين يكافحون من أجل إدارة معالجة عقلانية للمشكلات الاجتماعية يميلون إلى إما:
1- استعجال الأشياء دون التفكير فيها بشكل صحيح أي النهج الاندفاعي أو الإهمال.
2- أو تجنبهم من خلال التسويف أو تجاهل المشكلة أو محاولة إقناع شخص آخر بحل المشكلة أي وضع التجنب، وهذا التجنب ليس هو نفسه التفويض النشط والمناسب لشخص لديه المهارات اللازمة.
وبدلاً من ذلك فهي عبارة عن تجاوز للمسؤولية، وتتميز عادةً بعدم اختيار أي شخص لديه المهارات المناسبة أو محاولة لتجنب المسؤولية عن المشكلة.