المنظور المحافظ في تفسير الجريمة عند المرأة

اقرأ في هذا المقال


يرى المنظور المحافظ أن النساء من الممكن تقسيمها إلى فئتين مختلفتين وهما: الفئة الطبيعية وهي الفئة التي ليس عندها أي استعداد أو قبول للجريمة، والفئة السيئة أو غير الطبيعية وهي الفئة التي ليس لديها معايير أخلاقية لهؤلاء النساء أو الفئة المجرمة.

المنظور المحافظ في تفسير السلوك الإجرامي عند المرأة:

إن العلماء في المنظور المحافظ في تفسير السلوك الإجرامي عند المرأة يعتمدون على المحددات البيولوجية والاجتماعية، وكلا المحددين يَفترض بأن المرأة لها حرية اختيار النشاط الإجرامي والنشاط غير الإجرامي.
كما أن المنظور المحافظ في تفسير السلوك الإجرامي لدى المرأة، تأثر بمجموعة من النظريات الكلاسيكية التي قامت بممارسة دور واضح وكبير على علماء علم الاجتماع وعلماء علم الجريمة وعلماء علم النفس والتحليل النفسي مثل نظريات لومبروزو ونظريات فرويد ونظرية دوركايم.
ومن وجهة نظر لومبروزو في كتابه المرأة الجانية حيث قام لومبروزو بتفسير السلوك الإجرامي عند المرأة بأنه اتجاه فطري وهو ينتج من الأفراد أو المرأة التي يكون لديها ارتداد أخلاقي ومن الممكن أن يكون ظاهر على شكل الجمجمة وملامح الوجه، كما أن لومبروزو يرى لولا وجود هؤلاء الأفراد من المتوقع أن تختفي الجريمة.
كما أن لومبروزو يعتبر وجود الأفراد المرتدين هو دليل على وجود واستمرار الخصائص والصفات البدائية لدى بعض الفئات وبشكل خاص النساء والملونين وعندما لاحظ لومبروزو أن نسبة السلوك الإجرامي منخفض لدى المرأة مقارنة بنسبة السلوك الإجرامي عند الرجل وذلك بسبب نقص الذكاء عند المرأة.
ومن وجهة نظر لومبروزو المرأة التي تقوم بالتورط في السلوك الإجرامي فإنها تتمتع بمجموعة من الخصائص الذكورية أكثر من الخصائص الأنثوية التي تمتع بها المرأة العادية

، أما المرأة التي تتورط في الجريمة فإنها تتمتع بخصائص ذكورية أكثر من الخصائص الأنثوية التي تتمتع بها المرأة العادية ، كما رأى أن المرأة المجرمة تحمل جمجمة رجالية ، وشذوذاً فسيولوجياً مثل غزارة شعر الجسم وغيرها من الصفات التي تتشابه فيها مع الرجال.
وأما تفسير فرويد لسلوك الإجرامي عند المرأة فلم يخرج فرويد عن التفسير الجنسي لسلوك الإنساني الإجرامي الذي قامت عليه نظرية فرويد في التحليل النفسي واعتبر فرويد أن الفروق التشريحية بين الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة وهو العامل المسؤول عن المشكلات والاضطرابات التي من الممكن أن تعاني منها المرأة، كما أن شعور المرأة بالغيرة من الرجل لعدم امتلاكها العضو التناسلي الذكري.
وفسر فرويد السلوك الإجرامي للمرأة التي تقوم بارتكاب الجرائم بأنها غير قادرة على التكيف مع النقص الذي يعتبره فرويد قدر المرأة التشريحي وبالتالي فإن المرأة تصبح غير قادرة على تحقيق دورها الجنسي والأمومي وأن المرأة غير متوافقة مع طبيعتها وبالتالي فإن المرأة تلجأ إلى أسلوب التمرد على وضعها البيولوجي الطبيعي وذلك من خلال اشتراك المرأة في ممارسات إجرامية.
كما قام دوركايم بالتمييز بين ثلاث مستويات من التكامل الذي يرتبط بكل من هذه المستويات نمط معين من أنماط السلوك المنحرف والسلوك الإجرامي ويرى دوركايم أن المستوى الأول وهو المستوى الذي يتوفر فيه درجة عالية من التكامل والتجانس حيث يشترك أعضاء هذا المجتمع في مجموعة من العواطف والتي تقوم بتشكيل القيم الاجتماعية وتشكيل الضمير الجمعي في داخل المجتمع.
المستوى الثالث عند إميل دوركايم فهو المستوى الذي يقوم بتفقد البناء التكاملي والكلي ويتحول فيما بعد هذا النسق إلى حالة من الفوضى والدمار حيث يجد الفرد نفسه في داخلها غريب عن كل المعايير والقيم الموجودة في داخل النسق الاجتماعي وبالتالي تزداد الجريمة والانتحار والسلوكات الإجرامية والسلوكات المنحرفة في وجود وظل اللامعيارية أو ما يعرف بالأنومي.
حيث مارس دوركايم ونظريته في تفسير السلوك الإجرامي والمنحرف عند المرأة تأثير واضح وكبير وواسع النطاق والمجال في علم الاجتماع الأمريكي وبدأ هذا التأثير واضح في نظريات تالكوت بارسونز وروبرت ميرتون في النظرية البنائية الوظيفية وتفسر هذه النظرية للسلوك المنحرف والجريمة في داخل المجتمع.
مع فارق أساسي في نظرية إميل دوركايم مع أصحاب النظرية البنائية الوظيفية والتي تقوم على تأكيد الوظيفيتين على اللامعيارية الفرد وإهمال الفرد لحالة اللامعيارية التي من الممكن أن تصيب البناء الاجتماعي وبالتالي الارتداد مرة أخرى إلى عملية التفسير الفردي الذي يعتمد بشكل أساسي على العوامل النفسية والثقافية لدى الفرد الذي تجعل من الفرد غير قادر على الالتزام بالمعايير والقيم الموجودة في داخل المجتمع.


شارك المقالة: