المنهج التجريبي والأبحاث السوسيولوجية لابن خلدون في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المنهج التجريبي الذي يعتمد عليه ابن خلدون في ابحاثه السوسيولوجية في علم الاجتماع:

1- التشكيك في الآراء السابقة أو الشائعة بفحصها ونقدها وتحقيقها والتثبت منها.

2- ملاحظة الظواهر المجتمعية أو المجتمعات التي رآها وزارها وعايشها ملاحظة علمية دقيقة قائمة على الخبرة والواقعية والاستقراء والتأمل العقلي.

3- صوغ الفرضيات والقضايا الاجتماعية الكبرى في شكل عناوين فرعية للبرهنة عليها منطقاً واستدلالاً.

4- تفسير الفرضيات والقضايا الكبرى بشرحها وتوضيحها والاستدلال عليها تمثيلاً ومقارنة وموازنة وتعليلاً وتثبيتاً ومشابهة وتبايناً.

5- استنتاج القوانين والعوارض وتعميمها في شكل نظريات مجردة عامة مشتقاه من الواقع التجريبي الملاحظ والمرصود بالرؤية والخبرة والمعايشة.

6- تتبع الظاهر المجتمعية في مختلف مراحلها التاريخية المتعاقبة، وتفسير آثارها يعللها وأسبابها وحتميتها.

7- استعمال منهجية المقارنة والمماثلة والموازنة والمقايسة، لإيجاد أوجه التشابه والاختلاف بين الشعوب التي احتك بها أو التي لم يحتك بها.

8- ربط المتغيرات المستقلة والتابعة بعللها وأسبابها من أجل استخلاص القوانين، وتعميمها في شكل نظريات وقوانين.

9- الانطلاق من الجبرية أو الحتمية التاريخية في قراءة المجتمعات البشرية، وخاصة أثناء انتقالها من حالة البداوة إلى حالة الحضارة.

10- التأرجح بين الاستنباط والاستقراء في تحصيل النتائج أو تثبيتها والبرهنة عليها.

لكن محمد عابد الجابري ينظر  على غير ذلك، أن ابن خلدون لم يكن تجريبياً، بل كان فكره أساسياً أرسطياً على غرار أسلوب المتخلفين الذين كانوا يدمجون أسلوب الفقهاء والمتكلمين بالمنطق الأرسطي والمعاني الأرسطية، وفي هذا يقول محمد عابد الجابري في كتابه نحن والتراث، لم يكن صاحب المقدمة ذا منهج تجريبي بالمعنى الجديد للكملة، إن المنهج التجريبي إنما قام على أنقاض المعاني الأرسطية وكل القوالب السالفة التي حل محلها معاني حديثة تماماً انطلاقاً من جاليلو.

وبالرغم من أن ابن خلدون قد استند على الاستقراء، ولكن لا لاستنباط النتائج، بل لتأكيد النتائج التي يضعها أولاً، هناك ملاحظات جزئية يعبر عنها ابن خلدون في شكل حكم عام يضعه أولاً، والغالب ما يكون ذلك عنواناً لفصل، ثم تأتي بعد ذلك استقراءات جزئية أخرى تحاول أن تبرهن على صحة ذلك الحكم العام، إن الأمر يتعلق إذاً بالقياس الأصولي، الذي كان يستخدم الطريقة الاستدلالية السائدة في مختلف العلوم العربية الإسلامية.


شارك المقالة: