النظرية البنيوية

اقرأ في هذا المقال


نشأت البنيوية في فرنسا، في منتصف الستينات من القرن العشرين، وقد انتشرالاعتقاد بوجود بنيوية مطلقة خاصة في فرنسا. الأمر الذي دفع لفي ستروس إلى اتخاذ موقف مخالف على الرغم من أنه من أدخل مصطلح (البنيوية) إلى الحقل الأنثروبولوجي.
البنيوية في الانثروبولوجيا تتمحور حول مجموعة أبحاث تتحدد في تطبيق أنظمة محددة على أساس مقاربات وجدها منهج هو التحليل البنيوي. ويذهب بعض الأنثروبولوجيين أن هذه الوحدة تكمن في التعبير عن موقف نظري حول طبيعة الشأن الاجتماعي وبالتالي حول مادة الأنثروبولوجيا ذاتها.

كلود ليفي-ستراوس

هو  أنثروبولوجي فرنسي ولد في بروكسل سنة 1908. حصل على إجازة في الحقوق وشهادة الأستاذية في الفلسفة سنة 1931 من باريس، وكان أستاذ الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
ارتبط اسم كلود ليفي ستروس بالأنثروبولوجيا البنيوية. وضع المبادئ الأساسية للبنيوية في أحد أول مقالاته (التحليل البنيوي في الألسنية والأنثروبولوجيا). وقد تميّز أسلوب لفي ستروس بالصعوبة والغموض، كما أنه كان من الرواد في الفترة الحديثة في الأنثروبولوجيا. وقد كانت أهم أعماله: التفكير الجامع، الأسطورة، أنظمة القرابة.
حاول إثبات نقيض الفكرة القائلة أن الشعوب (البدائية) عاجزة عن التفكير المجرد من خلال استعمال الموجز والاستشهاد بالأدلة من المفاهيم الأخلاقية والميتافيزيقية المختلفة بشكل تفصيلي إلى حد ما لدى هذه الشعوب في جميع أنحاء العالم.

تفرّد لفي ستروس في بحثه عن غيره من علماء الأنثروبولوجيا في تحليل الأساطير من خلال ثلاث طرق وهي:

  • من حيث الهدف: كان يهدف خلال دراسة الرموز الثقافية إلى الوصول إلى طريقة في التفكير تشترك فيها كل المجتمعات بغض النظر عن الزمان والمكان.
  • الرموز لها عدد من التفسيرات المختلفة التي تكمل بعضها البعض، بالتالي فلفي ستروس لا يقتصر أي رمز من الرموز على تفسير واحد.
  • يهتم لفي ستروس بالعلاقات المنظّمة بين الرموز والمستوى المجرد للتفسير، وهو وسيلة لإقامة هذه العلاقات وليس هدفاً بذاته.

تفسير الرموز عند ستروس يخضع لكثير من الصفات التي يتحلّى بها، وترتبط بها مجموعة من الأشياء التي لها صفاتها الخاصة في تفسيرالرموز الذي يختلف من موقف إلى آخر.
كما ناقش موضوع الطوطمية عند المجتمعات البدائية حيث قال إن الذهن البشري قادر على فرض نظام معين يمثل طريقة للعالم. دراسة لفي ستروس للطوطمية من هذا المنظور أوجدت زوايا لدراسة نظر جديدة لمن بعده من الأنثروبولوجيين.

إن الأجزاء الأربعة التي ذكرها في كتابه مقدمة لعلم الأساطير. دعمت الفكرة الأساسية في كتاب العقل المتوحش، أي الفكرة القائلة بأن الأصناف المجسّدة يمكن أن تكون أدوات فكرية للتعبير عن أفكار وعلاقات مجردة من العواطف، وإن الفكرالجامح يتجه إلى تنظيم عالمه بهذه الطريقة.
قد انتقد الكثير من العلماء ليفي ستروس في دراسته للأساطير حيث قام بوصف الأساطير التي درسها وصف رائع لكن الانتقاد الذي وجّه له هو تجاهل بعض المعطيات، عن طريق وصف بقية المعطيات بطريقة مجازية مجردة تم اختيارها بعناية، ممّا أثر على محتواها ولغتها، وهذا ما يشير إلى أنه يتناول الأسطورة كنموذج لغوي وليس كمعنى.


شارك المقالة: