النظرية كنظام للملفات الوظيفية البنائية عند بارسونز:
سيطر بارسونز على النظرية الاجتماعية باللغة الإنجليزية، منذ آواخر الحرب العالمية الثانية إلى أواسط الستينات، ولقد أنشأ إطار نظرياً كبيراً، يدّعي من حيث المبدأ جهوده على إدراكه بكافة نواحي الحياة الاجتماعية.
وقد وضعت أسس هذه النظرية عن طريق النكبة الاقتصادية في الثلاثينيات، ويرى ألفن جولدنر في كتابه “الأزمة القادمة لعلم الاجتماع الغربي”، أن نظرية بارسونز قد ازدهرت في واقع الأمر رداً على تحديات الماركسية، فإن كانت الماركسية نظرية عامة عن المجتمع تدين الرأسمالية، فقد أصبحت الوظيفية البنائية نظرية عامة عن المجتمع، لا تبرر الرأسمالية (كما يعتقد في العادة)، بقدر ما تقدم تفسيراً وفهماً لمصاعب الرأسمالية دون أن تدينها.
إن نظرية بارسونز معروفة بصعوبتها على الوضوح، وذلك بسبب غموضها أكثر منه، بسبب عمقها نستطيع أن نكوّن الموضوعات الرئيسية عند بارسونز، فهو يرى أولاً الحياة الاجتماعية عن طريق أفكار الإنسان، خاصة عن طريق معاييرهم وقيمهم.
فالمعايير هي تلك القواعد غير المرفوضة اجتماعياً التي يستخدمها الإنسان في تقرير أفعالهم؛ أما القيم فأنسب وصف لها هو أنها ما يعتقده الإنسان عما ينبغي أن تكون عليه الحياة.
ويركز ثانياً بارسونز على انتظام عمل الأفراد طبقاً للأنظمة من الأعمال، أي بتنفيذ الاتجاهات النظرية العمومية والأحادية مع بعضها البعض.