حكم الإمبراطور رودولف الأول للنمسا
في عام 1291 ميلادي قام الإمبراطور رودولف الأول بتولي الحكم في الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتم توليه ملكاً لألمانيا، وكانت “أراضي النمسا من ضمن الأراضي التابعة لحكمه، كما أنّه يعتبر من اول حكام عائلة “آل هابسبورغ” الذين حكموا النمسا، وكان له دور كبير في مساعدتها في النهوض وجعلها من أهم العائلات الحاكمة في النمسا.
بداية حكم الإمبراطور رودولف الأول للنمسا
عند تولي الملك رودولف الأول الحكم في ألمانيا والنمسا كانت تعاني من اضطرابات ومشاكل دينية وسياسية، وكان يتم حرق الكنائس، كما خاضت النمسا في تلك الفترة الكثير من الحروب الصليبية، وخلال مشاركته في الحروب كان يقوم بدعمها من ماله الخاص، حيث أنه ورث الكثير من الأموال من عائلته وكما لديه الكثير من المباني التي كان يقوم بوضعها تحت إمرة الجنود، خلال خوضه للحرب كان يتم منحه الأراضي والأموال؛ وذلك لإنجازاته الكبيرة في الحروب والنهوض في النمسا.
اتبع الملك رودولف الأول سياسة خاصة وذكية في التعامل مع الأساقفة الذين كانوا ضد حكم الإمبراطور وتمكن من كسبهم إلى جانبه ووقف الصراعات والثورات التي كانوا يقومون بها، في تلك الفترة كانت ألماني تعاني من صراعات داخلية، الأمر الذي ساعد الإمبراطور رودولف الأول واستغل ذلك الوضع وعَمل على توسعة أراضيه من خلال تلك الصراعات، كما قام بشراء الكثير من الأراضي من سويسرا وإنجلترا، ليصبح بذلك من طبقة النبلاء وتصبح النمسا من بين الدول التي تملك أكبر الأراضي.
حصل الملك رودولف الأول على دعم مملكة صقلية وسردينيا وتم وعده بعملية قيادة الحملات الصليبية، وتمكن خلال قيادته من تحقيق الانتصار، ومن ثم أخذ اهتمامه بالاتجاه إلى تحسين وضع دوقية النمسا وجعلها من أهم الدوقيات، لكنه واجه صعوبات في التعامل؛ وذلك بسبب الصراعات بين الأمراء لتولي الحكم فيها، وعلى الرغم من ذلك تمكن من جعل دوقية النمسا من أقوى الدوقيات في أوروبا.
حسب الدراسات تميزت فترة حكم رودولف الأول بالتطور والازدهار الاقتصادي والصناعي، حيث أصبحت النمسا من أهم الدول وأقواها وتمكن من إبرازها كدولة لها حضورها، كما كان له دور كبير في إظهار وجود عائلة “أل هابسبورغ.