حكم الملك رودولف الرابع للنمسا
ينتمي الملك رودولف الرابع إلى عائلة “آل هابسبورغ” الملكية والتي حكمت الكثير من الدول الأوروبية منذ بداية تأسيس الإمبراطورية الرومانية وألمانيا وإسبانيا، كما كان لها دور كبير في حكم النمسا، في عام 1358 ميلادي تم تعيين الملك رودولف الرابع دوقاً للنمسا ودوقية كارينثيا ودوقية ستيريا ودوقية تيرول، تمت ولادة رودولف الرابع في مدينة فيينا وتعلم وعاش فيها.
بداية حكم الملك رودولف الرابع للنمسا
في بداية حكم رودولف الرابع تم تزويجه من ابنة امبراطور مملكة بوهيميا وكانت في تلك الفترة من أكبر الممالك وأقواها، واستفاد رودولف الرابع من حكم حماه، لكنه لم يتبع خطواته وكان هدفه الأول لعمل على تحسين مدينة فيينا وجعلها من أهم المدن في ذلك التاريخ، كما عَمل على تطوير مدينة براغ وجعلها مدينة الثقافة و عاصمة للإمبراطورية الرومانية المقدسة، كما منع وجود البابوات في فيينا، الأمر الذي أثار غضبهم وطالبوا بأنّ يعاد لهم مكانتهم وأهميتهم في المدينة، وذلك بعد أنّ كانوا مسيطرين عليها بشكل كامل.
في العصور الوسطى كان الحكم في أوروبا يتصف بالصراعات والثورات، كما كان هناك الكثير من الصراعات الدينية، وتعرضت النمسا أيضاً للصراعات بين المذاهب المسيحية، الأمر الذي دفع رودولف الرابع إلى اتخاذ قرارات بحق الباباوات وسيطرتهم على الكنائس، حيث جعل سيطرتهم محدودة وجعل أموال الكنيسة تعود إلى الدولة، وكان من أبرز أعماله العمل على توسعة الكنائس؛ وذلك لكي تتمكن من استيعاب معظم السكان من كافة المذاهب وعدم التمييز بينهم والسماح للجميع بدخول الكنيسة.
كما قام بتأسيس جامعة فيينا والتي تعد من أهم الجامعات في أوروبا، لم تكن اهتمامات الملك رودولف الرابع خوض الحروب أو الدول في صراعات مع باقي الدول، وإنما كانت اهتماماته العمل على توسعة النمسا والعمل على جعله من أهم الإمبراطوريات في العالم وتحسين وضع شعبها وجعل التسامح الديني منتشراً في الأراضي النمساوية، ومن أهم إنجازاته تحويل النمسا منطقة حدودية وإقليم إلى دوقية، وذلك بعد أنّ قام بتزوير بعض الأوراق.
في نهاية حكمه حصل صراع بين عائلة “آل هابسبورغ” على الحكم، ليتم اقسم دوقية النمسا بين العائلة المالكة، وكانت وفاة رودولف الرابع في إيطاليا.