اقرأ في هذا المقال
- الهجرة والخروج من مأزق الفقر اقتصاديا وثقافيا في الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- نتائج الهجرة الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية على المهاجرين في الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- معاناة الفقير من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
- البعد الثقافي في مسألة الفقر من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية
يتناول هذا المقال مواضيع الهجرة والخروج من مأزق الفقر اقتصادياً وثقافياً في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، أحدثت الهجرة نتائجها الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية على المهاجرين في الأنثروبولوجيا الاجتماعية فالفقير يعاني من القلق والحرمان والتردد والملل من العمل وتكرار حالات البطالة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ويتناول البعد الثقافي في مسألة الفقر من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
الهجرة والخروج من مأزق الفقر اقتصاديا وثقافيا في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
لما كان من دوافع الهجرة الأساسية لأرباب الأسرة محاولة للخروج من مأزق الفقر، لذا سنحاول في السطور التالية الوقوف على مدى تحقق الفرضين الأول والثالث من فروض دراسة الفقر في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، والتعرف على مدى نجاح الأسر في محاولة الخروج من مأزق الفقر اقتصادياً وثقافياً، وبهذا يكون علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية قد أكدوا إطارها التصوري لموضوع الهجرة والخروج من مأزق الفقر اقتصادياً وثقافياً في الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
لو نظرنا لجميع أرباب الأسر قبل الهجرة وفيما يختص بالملكية في جيل الآباء والأجداد في الوطن الأم، نجد منهم من كان ذا ملكية في يوم من الأيام، وإن أضحى معدماً، والباقي وهو الغالبية كان معدماً، أباً عن جد. واستمر الحال بالنسبة للأبناء بعد الهجرة فهم بالفعل لا يملكون سوى قوة عملهم، وإن كانت أجورهم قد ارتفعت بعد الهجرة وتحسنت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بصفة عامة بالمقارنة بما كانت عليه في سابقاً.
إلا أنه حدث في الوقت ذاته تعقد في احتياجاتهم ومطالبهم، فظروف السكن مثلاً تغيرت في جانب منها لصالحهم وفي جانب آخر ضدهم وبرزت أمامهم مشكلات جديدة. فما هي المشكلات التي برزت أمام المهاجرين في الحضر؟
نتائج الهجرة الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية على المهاجرين في الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
لقد أحدثت الهجرة نتائجها الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية على المهاجرين في الأنثروبولوجيا الاجتماعية. فمن وجهتي النظر الديموجرافية والاجتماعية، نجد أن معظم المهاجرين من أرباب الأسر أصبح لديهم بعد سنين الهجرة الطويلة أبناء في الفئة العمرية الشابة، والتحق بعض هؤلاء الأبناء بأعمال حرفية حضرية، ذات عائد لا بأس به، مما حقق لهم استقلالاً اقتصادياً كبيراً عن آبائهم.
ومن ثم تقلص نمط السلطة الأبوية داخل الأسرة الريفية المقيمة في الحضرمن وجهة نظر الأنثروبولوجيا الاجتماعية، تلك السلطة التي كانت في الماضي في جيل الآباء والأجداد تتخذ مظاهر عديدة من بينها اختيار قرينات الأبناء ودفع المهور وتحديد موعد الزفاف. أما الآن فالحال قد تغير داخل بعض الأسر وأصبح الشاب يختار فتاته بنفسه، ويصر عليها أمام رفض الوالدين.
معاناة الفقير من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
أكدت عالمة الأنثروبولوجيا “أوني ويكان” أن الفقير يعاني من القلق والحرمان والتردد والملل من العمل، وتكرار حالات البطالة من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ومرات التوقف عن العمل، سواء برغبته نتيجة لتكاسله، أو تعطله نتيجة لطرده من العمل من قبل صاحب العمل. فالفقير ينظر للعمل على أنه شيء غير ذي قيمة، وليس ضرورياً. وطالما لديه بعض النقود فلم العمل؟ فالانتظار والتكاسل وعدم الجدية من سمات الفقراء الشخصية.
وليس لديهم أي إحساس أو وعي بقيمة العمل الذي يؤدونه. فإذا عمل أحدهم “شيالاً” أو “تباعاً” فهو ينظر إلى هذا العمل بكل الاحتقار وعدم الرضا ويضيف عالم الأنثروبولوجيا “أوسكار لويس” بعض الصفات ذات الطبيعة الاقتصادية، فيذهب إلى أن الفقراء يعانون من ارتفاع نسبة البطالة، وانخفاض المرتبات عندما يعملون وهم لا يدخرون للمستقبل، ويلجأون للاقتراض بالربا الفاحش ورهن بعض ممتلكاتهم التافهة. وفي مجال الاستهلاك يشترون احتياجاتهم بكميات قليلة وعلى فترات متقاربة، أو الشراء بأجل ويشترون الأشياء المستعملة والقديمة.
البعد الثقافي في مسألة الفقر من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية:
أما عن البعد الثقافي في مسألة الفقر من منظور الأنثروبولوجيا الاجتماعية، يذهب عالم الأنثروبولوجيا “أوسكار لويس” في دراسته على التأكيد على ظاهرة التصاق ظاهرة الخلود بظاهرة الفقر، فهو يؤكد أنه متى وجدت الفقر فإنها ظاهرة مستمرة تتدعم بمرور الوقت، ويظل الشخص الفقير خاضعاً لظروفها وآثارها ولا يستطيع التخلص منها، ولا يتمكن من تغيير واقعه حتى ولو واتته الفرصة لذلك.
فثقافة الفقر ذات إرث اجتماعي خاص لا يستطيع الفقير منها فكاكاً، ويضيف أوسكار لويس أن الطفل داخل الأسرة الفقيرة ينشأ في ظل هذه الثقافة، ويتطبع بها عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية، ويصل إلى تمثل تلك الثقافة في سن السادسة أو السابعة.