الهوية الثقافية ومقوماتها ومصادر تشكيلها:
لقد اشتهرت فكرة الهوية الثقافية منذ الماضي عند المجتمعات نتيجة الإختلاف ما أنتجته من فكر، وطورته من أدوات ونظمته من قوانين ومبادىء الإدارة أمورها، إلا أن مصطلح الهوية يعد من المصطلحات الحديثة التي ظهرت بعد الثورة الفرنسية وارتبط نشأته بنظريات علم الاجتماع التي ربطت الهوية بالانتماء للجماعة.
وبواسطة قراءة بعض المسببات المختصة بالهوية ، تبين أنه لا يوجد معنى محدد لمصطلح الهوية، وذلك بسبب كثرة المدارس الفكرية التى أخذته، وبالإضافة إلى سعته ومدى شمولة، حيث تشارك فى تكوينهم تغيرات كثيرة ومتنوعة، وخاصة المتغيرات الاجتماعية التى تحدث وتؤثر في الفكر، وعلى الرغم من أن لمصطلح الهوية الذي دلالته اللغوية ، واستخداماته الفلسفية والاجتماعية والنفسية والثقافية.
إلا أن بعض المجالات التي أخذته تكاد تتفق في تبني مصطلح متقارب للهوية عند تعريفه، وهو أنها تعنى الخصوصية والتميز عن الغير، حيث تمثل الهوية الخصوصية التى تميز جماعة بشرية عن غيرها كالعيش المشترك، العقيدة واللغة والتاريخ والمصير المشترك.
وقد تحدث عنها الباحث أحمد بن نعمان بأنها “مجموعة من الصفات والسمات التي تختص بالثقافة العامة التي تمثل الحد الأعلى المتشابه بين جميع الآف الأشخاص الذين ينتسبون إليها والتي تجعلهم ينفردون بصفاتهم تلك عن غيرهم مـن أفـراد الأمم.
وعرفها كذلك بعض علماء الاجتماع بأنها “مجموعة الخصائص والمميزات العقائدية واللغوية والمفاهيمية والاخلاقية والثقافية والعرقية والتاريخية، والعادات والتقاليد والسلوكيات التي تطبع شخصية الفرد والجماعة والأمة بطبع معين ينفرد به عن باقي الأمم حيث تشكل مرجعيته المعبرة عن ثقافته ودينه وحضارته”.
مصطلح الهوية الثقافية:
وتعد الثقافة من أكثر العناصر ارتباطاً بالهوية؛ ذلك لأنها تعتبر المجسد الفعلي لبعض الأجزاء المكونة لها بواسطة الفعل التاريخي وإن بقيت مستقلة، وبالتالي تصبح الثقافة مرادفة للهوية لذا لا يمكن أخذ مفهوم الهوية في معزل عن البُعد الثقافي، وهو ما يطلق عليه مصلح “الهوية الثقافية“.
كذلك لقد اختلفت المفاهيم التي ضمت مصطلح الهوية الثقافية تبعاً للرؤى والفلسفات المتعددة، فإن الباحث الاجتماعي محمد الإبراهيم يتحدث بأنها” الرمز أو الإشاراة المشتركة بينهم التي نميز فرداً أو مجموعة من الأفراد أو شعباً من الشعوب”.