الوالي أحمد بن كيغلغ

اقرأ في هذا المقال


هو أحمد بن كيغلغ أحد الضُّباط العسكريين العباسيين من أصل تركي، تم وضعه والياً على بلاد الشام ومصر وقد أطاح به من ولاية مصر محمد بن طغج في 935 ميلادي، فكان آخر الولاة العباسيين على مصر.

الوالي أحمد بن كيغلغ

في نوفمبر عام 903 قام أحمد بن كيغلغ بالمشاركة في معركة حماة المنصورة مع القرامطة مع أخوه إبراهيم، كما كان يقودهم محمد بن سليمان الكاتب، التي بسببها أخذ الإخوان وكذلك ضباط آخرون بالجيش عباءة الشرف من الخليفة المكتفي في مايو عام 904.

بعد أن استعاد العباسيون بلاد الشام ومصر من الطولونيين، تمّ تعيين ابن كيغلغ والياً على ولاية دمشق وولاية الأردن، إلا أنّه سرعان ما أُرسِل لمواجهة تمرد طولوني يقوده محمد بن علي الخلنجي، الذي استطاع أن يستولي على الفسطاط وأعلن عودة حكم الطولونيين، بينما انسحب الوالي العباسي إلى الإسكندرية.

انتصر الخلنجي في أول اشتباك مع ابن كيغلغ في العريش في ديسمبر عام 905، إلا أنّه انهزم في آخر الأمر وتمّ حبسه في مايو عام 906 وسُيِّر إلى بغداد، عندما غاب أحمد بن كيغلغ قام القرامطة بالهجوم على الأردن وقاموا بقتل يوسف بن إبراهيم نائب حمد، كما أنهم لم ينسحبوا إلا عند اقتربت تعزيزات من بغداد بقيادة الحسين بن حمدان.

في 22 أكتوبر عام 906 قام أحمد بن كيغلغ، بقيادة الغزوة السنوية على الإمبراطورية البيزنطية من طرسوس وانضم إليه واليها رستم بن بردو وحسب الطبري، فقد انتصرا على البيزنطيين في سلندو وبلغوا نهر هاليس، آخذين 4,000 إلى 5,000 أسير والكثير من الخيل والماشية كغنائم، بالإضافة لذلك يقال أنّ أحد القادة العسكريين البيزنطيين قد استسلم واعتنق الإسلام.

بعد تمرُّد حسين بن حمدان الحمداني عام 914، كان حمد بن كيغلغ أحد القادة المعيَّنين من أجل قيادة حملة لإخضاع حسين واستعادة النظام في الجزيرة، إلا أنّ حسين لاقى وانتصر على جيش الخلافة الذي أُجبر على الانسحاب، واصل حسين البقاء منشقاً على العباسيين حتى أسره القائد العباسي مؤنس المظفر.

في يوليو عام 923 تمّ تعيين أحمد بن كيغلغ والياً على مصر، لكنه سرعان ما واجهه تمرد من جنود الحامية لعدم تلقيهم رواتبهم، فحل محله تكين الخزري في أبريل عام 924، بعد 4 سنوات تمّ إرساله إلى قصر عمر بن هبيرة لأنّ القرامطة قاموا بالتمرُّد على البلدة، إلا أنه عندما وصل كان القرامطة قد انسحبوا ورجع الجيش إلى بغداد بدون أن يشتبك معهم.

في عام 931 عمل أحمد والياً على إصفهان حين هاجمها لشكري الديلمي، الذي هزم ابن كيغلغ واحتل المدينة، قام أحمد بن كيغلغ بإنقاذ الموقف من خلال مبارزة زعيم المتمردين بشكل فردي وقتله، بسبب ذلك هرب أتباع الديلمي واستعاد العباسيون أصفهان.

في مارس عام 933، توفي تكين الخزري في مصر ولكن ابنه وخليفته محمد فشل في فرض سلطته والي دمشق محمد بن طغج الذي سُمِّي والياً في أغسطس، لكنّ التعيين تم إيقافه في الشهر التالي قبل وصوله إلى مصر وتمّ تعيين ابن كيغلغ بدلاً منه.

عندما تمّ إرسال شخص يسمى بـُشري ليوضع مكان ابن طغج في دمشق، قام ابن طغج بمقاومة استبداله وتهجم بشري وحبسه، فقام الخليفة بتكليف ابن كيغلغ بإجبار ابن طغج على أن يستسلم، لكن على الرغم من أنّ حمد قد زحف للوصول إلى ابن طغج، إلا أنّهما اتفقا على الدعم المتبادل، مع المحافظة على الوضع كما هو.

لم يستطع أحمد بن كيغلغ أن يستعيد النظام في مصر واستمرت الاضطرابات فيها، كذلك تمرد الجنود بسبب رواتبهم المتأخرة ورجوع غارات البدو، في الوقت نفسه قام محمد بن تكين ومساعده المالي أبو بكر المذرعي باستغلال جهود أحمد بن كيغلغ من أجل الاستيلاء على منصبه، حصلت حرب داخلية في الجيش بين المشارقة وأغلبهم من لجنود الأتراك الذين دعموا محمد بن تكين والمغاربة.

لتجنب أي احتمالات مناوئة نظّم محمد بن طغج غزو على مصر عن طريق البر والبحر، بالرغم من أنّ أحمد بن كيغلغ كان يستطيع تأخير تقدم جيش ابن طغج، إلا أنّ أسطول الأخير استولى على تنيس ودلتا النيل، كما حف على الفسطاط، بعد أن حوصر وهـُزم في الميدان هرب ابن كيغلغ إلى الفاطميين ودخل محمد بن طغج المنتصر الفسطاط في 26 أغسطس 935 لا يُعرف شيء عن ابن كيغلغ بعد ذلك.


شارك المقالة: