الوالي خزيمة بن خازم

اقرأ في هذا المقال


هو خزيمة بن خازم بن خزيمة التميمي، كان أحد العظماء والأقوياء في بداية الخلافة العباسية، هو ابن القائد العسكري المتميز خازم بن خزيمة، ورث منصب الامتياز والسلطة وعمل في وقت مبكر في المناصب العليا للدولة، كان حاسم في تأمين انضمام هارون الرشيد عام 786 ميلادي.

الوالي خزيمة بن خازم:

كان خزيمة بن خازم شخصية مؤثرة طوال فترة ولايته، خلال الحرب الأهلية بين عامي 811 و 813 ميلادي، انحاز إلى الأمين ولكنه انشق أخيراً إلى معسكر المأمون شقيق الأمين، كما لعب دور حاسم في إنهاء الحصار الذي دام سنة كاملة من بغداد في انتصار قوات المأمون.

يعتبر خزيمة بن خازم عربي خراساني أصبح من الأتباع الأوائل للعباسيين، كما أنه لعب دور فعال في صعودهم إلى السلطة أثناء وبعد الثورة العباسية، بسبب الخزيم كان للأسرة مكانة مرموقة بين الخراسانيين وجنودهم الذين ذهبوا غرباً أثناء الثورة وقاموا بتشكيل قاعدة للقوة الرئيسية للنظام العباسي المبكر.

في شباب خزيمة بن خازم شارك في الثورة إلى جانب والده، وفقاً للدينواري عُيِّن والي على طبرستان عام 760 ميلادي، بعد وفاة خازم ورث خزيمة موقعه ونفوذه في الغالب، خدم خزيمة بصفته صاحب الشرطة بغداد تحت حكم الخليفة المهدي، أيضاً ظهرت قوته عند وفاة الهادي عندما كان له دور فعال في تأمين انضمام شقيق الهادي الأصغر هارون الرشيد ضد الادعاءات.

في الليلة التي توفي فيها الهادي قام أنصار هارون بالهتاف به كخليفة من بعده، أما آخرون فقد أدّو يمين الولاء لجعفر بالرغم من أنّ خزيمة كان المؤيدين للهادي، إلا أنّ قرار الخليفة أنه أزال أخوه عبد الله من منصب صاحب الشرطة، قام خزيمة بجمع وتسليح 5 آلاف من أتباعه وسحب الأمير الشاب من سريره وأجبره على التخلّي عن مزاعمه لصالح هارون.

امتاز خزيمة بن خازم وأخوه عبد الله بنفوذ كبيرة وعملوا في مناصب كبيرة في العديد من المحافظات خلال عهد هارون الرشيد، كان لخزيمة ثروة كبيرة لدرجة أنه قام ببناء قصر جميل في بغداد، استُعمل خزيمة والي على البصرة وكذلك مرتين كمحافظ لأوستيكان ولأرمنية وفقاً لمصادر عربية.

تميزت فترة ولايته الأولى بحكومته السليمة لكن وفقاً للمصادر الأرمينية، شنّ اضطهاد متكرر ودامي للأمراء المحليين شبه المستقلين في كل من أرمينيا وإيبيريا، كذلك تنفيذ العديد من عددهم، بعد غزو الخزر عام للأرمينية تمّ تكليف خزيمة ويزيد بن مزيد بمواجهة الخزر.

قاد يزيد القوات ضد الغزاة الخزر بينما بقي خزيمة في الاحتياط بالقرب من نصيبين، في عام 808 ميلادي عندما سافر هارون شرقاً للتعامل مع تمرد رافي بن الليث في خراسان، تم تعيين خزيمة وصي ومعلم على ابن هارون الثالث وهو القاسم، الذي كان حاكم المنطقة الحدودية مع الإمبراطورية البيزنطية.

بعد وفاة هارون وصعود عرش الأمين تمّ تعيين خزيمة نائباً لقاسم للجزيرة، في عام 810 ميلادي عندما تم استدعاء قاسم إلى بغداد ووضع تحت الإقامة الجبرية الفعلية، أتى بعده خزيمة في منصب والي على كل من الحدود البيزنطية والجزيرة، في الفترة التي أتت قبل الحرب الأهلية بين الأمين وأخيه غير الشقيق المأمون.

في ذلك الوقت وريث وحاكم خراسان كان خزيمة من بين أولئك الذين نصح الأمين بتجنب قطع العلاقات علانية مع المأمون من خلال إبعاده عن خط الخلافة، في هذا الوقت كان خزيمة كبير في السن ولا يرى إلا القليل مثل أغلب الخراسانية والنخب العباسية التقليدية، حيث دعم هو وأخوته بدايةً الأمين الذي بنى مقره في بغداد ضد المأمون الذي كان مقره في خراسان.

لكن بعد انتصارات قوات المأمون تعرضت بغداد نفسها لحصار بقي عام، مع تقدم الحصار بدأ دعم النخب للأمين يتلاشى وتمّ الاتصال بخزيمة من قبل جنرال المأمون طاهر بن حسين، كان هناك ثمار للمحادثات؛ فقد قام خدم خزيمة بقطع الجسر الرئيسي الذي يقع فوق نهر دجلة والذي يقوم بالربط بين الأحياء الشرقية والغربية لمدينة بغداد.

استسلم الجزء الشرقي في اليوم التالي أما قوات طاهر فقد هجمت على المدينة الغربية واستولت عليها، مما أدى إلى هروب الأمين والقبض عليه وإعدامه على يد رجال طاهر، ظلّ خزيمة شخصية مهمة وشاركت في السياسة المضطربة لبغداد خلال السنوات القليلة التالية، حيث كان أحد قادة انتفاضة بغداد ضد محافظ المأمون الحسن بن سهل.


شارك المقالة: