حدثنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم؛ قال: “خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي بعد عمر وبعث إليها بمائة ألف، فدخل عليها أخوها الحسين وقال: “لا تزوجيه”، فقال الحسن: “أنا أزوجه واتعدوا لذلك”، فقال سعيد: وأين أبو عبد الله؟ فقال الحسن: أكفيك، قال: فلعل أبا عبد الله كره هذا، قال: نعم، قال: لا أدخل في شيء يكرهه ورجع ولم يأخذ من المال شيئ” .
الوالي سعيد بن العاص:
هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، يُكنّى بأبي عبد الرحمن، توفي والده فيس عزوة بدر في جيش قريش، هو أحد الصحابة الصغار وتوفي رسول الله محمد وكان عمره تسع سنوات، كان من أهم أشراف قريش وأجوادها والفصحاء الممدّحين، توفي سعيد في قصره على بعد 3 أميال من المدينة ودفنوه في البقيع وفق وصيته عام 59 هجري
كان لسعيد بن العاص ذكر في كتب الحديث، حيث قام بالرواية عن عمر بن الخطاب وعائشة زوجة رسول الله وابنة أبي بكر الصديق، أيضاً روى عنه الحديث أولاده عبد الرحمن وعثمان والأشدق، كما روى عنه عروة بن الزبير وسالم بن عبد الله، قام عثمان بن عفان حين جمع القرآن بعرض عليه القرآن؛ لأنّ قراءته كانت تشبه قراءة النبي محمد.
استلم سعيد بن العاص ولاية الكوفة في خلافة عثمان بن عفان 5 سنوات تقريباً، كما أنّه قام بغزو طبرستان وفتحها، عندما حدثت فتنة الخلافة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قام سعيد باعتزال الفتنة وأقام في مكة المكرمة، قدّمه معاوية من بين رجالات قريش واستعمله والياً على المدينة المنورة عام 42 هجري بالمناوبة مع مروان بن الحكم.
قال سعيد بن العاص: “لجليسي عليّ ثلاث خصال، إذا دنا رحبت به وإذا جلس أوسعت له وإذا حدث أقبلت عليه”، كما قيل أنه استسقى من دور المدينة المنورة فقاموا بسقايته، كما أنّه إذا صاحب الدار عرضها للبيع ب4000 دينار كانت عليه، قام سعيد بإطعام الناس في سنة مجدبة حتى أنفق ما في بيت المال فعزله معاوية بسبب ذلك.