هو عنبسة بن إسحاق الضبي، كان والي إقليمي للخلافة العباسية في القرن التاسع وشغل منصب والي الرّقة عام 833 ميلادي، أيضاً شغل منصب والي السند عام 840 ميلادي وولاية ومصر عام 852 ميلادي، كان عنبسة بن إسحاق آخر عربي يتولى حكم مصر في عهد الخلفاء العباسيين.
الوالي عنبسة بن إسحاق:
تمّ تعيين عنبسة بن إسحاق والي على السند للتركي إيتاخ الذي أعطاه الخليفة إدارة المحافظة، في وقت تعيينه كانت السند في حالة من الفوضى وقُتل واليها السابق عمران بن موسى البرماكي أثناء الحرب بين العرب المحليين، إلا أنّه عندما وصل عنبسة إلى المحافظة استسلم له العديد من الأعيان طواعية وتمكن في النهاية من تهدئة المنطقة.
خلال إدارة عنبسة لمدينة السند قام بتكسير برج ستوبا بوذي وبنا مكانه سجن، كما أخذ الحجر من الهدم وبدأ مشروع ليعيد بناء ديبل ولكنّه خرج من المحافظة قبل اكتمال العمل، يدعي المؤرخ اليعقوبي أنّه تمّ تعيينه من قبل إيتاخ أثناء خلافة الواثق وبقي والي لمدة 9 سنوات قبل أن يغادر منصبه ويعود إلى العراق بعد سقوط عتكة عام 849 ميلادي، من ناحية أخرى يذكر البلاذري أنه كان والي في عهد المعتصم.
في عام 852 ميلادي تم تعيين عنبسة والي على مصر وأصبح مسؤول عن الأمن والصلاة بالإضافة إلى منحه سيطرة مشتركة على الضرائب، كما تمّ تعيينه من قبل الأمير العباسي المنتصر كأحد أجزاء ترتيبات خلافة المتوكل، عمل عنبسة على الحد من تجاوزات جبات الضرائب وبنى مصلى جديد في الفسطاط، كما اعتبره المؤرخ المصري الكندي إداري عادل ورع.
في عام 853 ميلادي شن البيزنطيون هجوم مفاجئ على دمياط وقاموا بتدميرها وأسروا عدد كبير من الأسرى، كانت المدينة غير محمية في ذلك الوقت، حيث استدعى عنبسة القوات المحلية إلى الفسطاط للاحتفال بيوم عرفة، في أعقاب الغارة تلقى عنبسة أمر من المتوكل ببناء تحصينات حول دمياط لحمايتها من أي هجوم مستقبلي وبدأ البناء في العام التالي.
في الجنوب توقف البجا عن دفع الجزية التي كانوا يقدمونها عادة للسلطات المصرية وفي عام 855 ميلادي بدأوا في الهجوم على أطراف الأراضي الإسلامية، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا، هذه الأمور دفعت المتوكل لعمل حملات وصدرت تعليمات لعنبسة بتوفير جميع القوات المتاحة للحملة.