اقرأ في هذا المقال
قد نتساءل في كثير من الأحيان لماذا لا يبالي بعض الأشخاص بخطورة انتشار أحد الأوبئة؟ على الرَّغم من وجودها بالفعل وسرعة انتشارها، هل هذا يرجع إلى قلَّة الوعي الاجتماعي والفردي؟ أم عدم الثقة بالأنظمة الموجودة في المجتمع وخاصةً الأنظمة الصحية، والأغلب أن يكون السبب الرئيسي بعدم المبالاة هو الهروب من الواقع وعدم التصديق لِمَا يحدث.
سبب اللامبالاة عند حدوث الوباء في المجتمع:
قد يتعامل بعض الأشخاص مع انتشار وباء معين في المجتمع بالامبالاة، فنجدهم يتعاملون مع هذا الوباء بعدم الاهتمام والاكتراث لِمَا يحدث نتيجة هذا الوباء، والالتزام بإجراءات السلامة الاجتماعية والصحية يكاد يكون معدوماً لديهم، ولا يصل إلى حجم الخطورة الحقيقية لهذا الوباء.
قد يرجع السبب الرئيسي لهذا هو فقدان الثقة في المجتمع، وخصوصاً فقدان الثقة بالأنظمة الموجودة في المجتمع ومؤسساته. كما أنَّ غياب الشفافية والمعلومات الحقيقية حول الوباء قد يخلق نوعاً من الضبابية حول المرض، وتخبّط في نوع المعلومات عنه، ممَّا يقود الناس إلى عدم تصديق أي معلومة تخص هذا الوباء، وبالتالي عدم المبالاة بأي إجراءات للحدّ منه أو اتخاذ قرار بشأنه.
كيف نزيد من الوعي المجتمعي لمكافحة الوباء؟
يمكننا القول أنَّ الوعي الاجتماعي هو الفهم والإدراك الواعي لكون الفرد جزءًا من المجتمع الواحد المتماسك والمترابط مع الآخرين، وهذا يعني أيضاً أن يؤثر الفرد بالآخرين، ويتأثر فيهم، وعندما يصل كلُّ فرد في المجتمع إلى إدراك هذا المعنى الواسع وفهمه بالشكل الصحيح، يصبح أفراد المجتمع أكثرَ تماسكاً، والقيام بأدوارهم بشكل إيجابي في مجتمعاتهم، ومواجهة أي مشكلة تواجههم بما فيها الوباء. ويعتبر الوعي الاجتماعي مقياس لتطوُّر المجتمعات، لأنَّه عن طريقه نستطيع إصدار أحكام واتخاذ قرارات صائبة على المستوى الفردي والمجتمعي، وهذه القرارات والإجراءات تكون ناتجة من الشعور بالمسؤولية.
يرتكز الوعي الاجتماعي على مدى الوعي الفردي للأشخاص، وتأتي أهمية الوعي الفردي في أنَّه يُكوّن أول خطوة لحركة المجتمع في طريق التقدم والحضارة والتنمية، فالفرد كائن اجتماعي يتكوّن وعيه عن طريق البيئة التي تحيط به، وبذلك ندرك أنَّ الوعي الفردي يدفعنا إلى الوعي المجتمعي لذلك ينبغي تحمل المسؤولية ونشر الأفكار الإيجابية قَدر الإمكان.