المصطلحات والمفاهيم الثقافية وأنثروبولوجيا الجسد في الأنثروبولوجيا الأساسية

اقرأ في هذا المقال


علم الأنثروبولوجيا علم واسع يحتوي على مجموعة من المصطلحات ذات الأهمية والتي تعتبر أساسية كافة العلوم والميادين البحثية وفي هذا المقال سنبين مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافية ومصطلح أنثروبولوجيا الجسد.

مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافية:

(Cultural Anthropology) تعتبر الأنثروبولوجيا الثقافية هي المسيطرة في الأنثروبولوجيا في الولايات المتحدة، حيث تتضمن كل من الإثنوجرافيـا أو دراسة وتسجيل ثقافات محددة، والإثنولوجيا أو التحليل المقارن والتاريخي للثقافات. ولمصطلح “الأنثروبولوجيا الثقافية” معنيان: معنى واسع وآخر محدود.

فهي بالمعنى الواسع، تتضمن علم آثار ما قبل التاريخ وعلم اللغة الأنثروبولوجي، بالإضافة إلى الدراسة المقارنة للثقافات والمجتمعات الإنسانية. وهي بالمعنى الضيق، تقتصر على دراسة الثقافات والمجتمعات الإنسانية فقط. ويعرف هذا المجال في الأنثروبولوجيا البريطانية عادة باسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية طبقاً للاهتمام البريطاني التقليدي بالبناء الاجتماعي الذي يقابل الاهتمام الأمريكي بمفهوم الثقافة.

وتعد الأنثروبولوجيا الثقافية عموماً ميداناً مستقلاً عن الأنثروبولوجيا الفيزيقية. ونلمس في الممارسة انفصالاً واضحاً بين هذين الميدانين من ميادين البحث، رغم أن التطورات الحديثة قد ربطت بينهما في بعض مجالات البحث، كما حدث على سبيل المثال في التطورات التي تمت في علم الآثار ونبعت من الأنثروبولوجيا الفيزيقية والثقافية.

مصطلح أنثروبولوجيا الجسد:

(Anthropology of Body) تطورت أنثروبولوجيا الجسد البشري في نطاق دراسة عمليات تجميل الجسد التى اعتبرت طريقة يتبدل فيها الجسد البشري السوي إلى ظاهرة ثقافية. أما الوسائل التي يتم التنفيذ بها لهذه العملية فتحتوي على تغيرات بشكل مؤقت (مثل ارتداء الملابس والتزين وطريقة تصفيف الشعر، وتلوين الجسد وغيرها).

كما تتضمن تغيرات دائمة مثل الوشم، وغير ذلك مما قد تعده المعايير الغربية ضرباً من “التشويه الجسدي”. فبينما ينظر إلى تجميل الجسد في المجتمعات الحديثة على اعتبار أنه تعبير عن “موضة”، فإنه يتضمن في المجتمعات البسيطة ضرباً من الرمزية الاجتماعية والدينية فتجميل الجسد يجسد عضوية الجماعة كما يشير إلى المكانة وتغير الدور الذى يقوم به الفرد، ويتم ذلك في الغالب بالإشارة إلى خصائص حيوانية أو التأكيد على ملامح جنسية.

ولقد أوضح التحليل البنائي لاستخدام الجسد في الرمزية الاجتماعية، كيف تتأكد الفروق الطبيعية وتستخدم كلغة للتحدث عن الفروق والعمليات الثقافية الاجتماعية. ومن الميادين التى لم تتطور إلا بقدر ضئيل في نطاق أنثروبولوجيا الجسد الدراسة المقارنة للاتجاهات والحركات الجسدية، بالرغم من وجود بعض الإسهامات الجوهرية من الأنثروبولوجيا النفسية وأنثروبولوجيا الرقص فى هذا المجال.

إن الجسد البشري لا يجب اعتباره مجرد أداة للتعبير الرمزي كما في تجميل الجسد أو حركته أو رقصه، ولكنه يمكن أن يعتبر نموذجاً رمزياً كما يحدث عندما تفهم كل من الجماعة أو المنزل أو الوحدة الاجتماعية كما لو كان كل منها يشبه الجسد البشري، أو عندما تعد العمليات الجسدية البشرية نموذجاً على الرمزية الدينية.


شارك المقالة: