يعتبر حاكم بولندا بدأ في الحكم في العقد الأخير من القرن ال 11 عندما فشلت الحكومة المركزية بصورة واسعة، حيث وقع بوليسلاف تحت التبعية السياسية للكونت بالاتين الذي أصبح الحاكم، وبتشجيع من أباه طرد بوليسلاف وأخاه زبيجنيف بالاتين من الدولة بعد عدة سنوات من القتال.
لمحة عن بوليسلاف الثالث
تسبب حصول بوليسلاف على مدينة بوميرانيا في نزاع مسلح بين الأخوين، مما أجبر أخاه على الهروب من الدولة وطلب المساعدة العسكرية من هنري الخامس ملك ألمانيا، حيث هو الأمر الذي أدى إلى أزمة سياسية وحصل بوليسلاف على تعزيز رعاياه بالتكفير عن الذنب وقام بالحج إلى دير في المجر.
لقد بنى بوليسلاف سياسته الخارجية على الحفاظ على علاقات جيدة مع المجر المجاورة وكييفان روس التي أقام معها علاقات قوية من خلال الزواج والتعاون العسكري؛ من أجل وقف اتكال بولندا السياسي على ألمانيا وتبعه هنري ملك بوهيميا الذي أجبر في أوقات ضعف السياسة البولندية على دفع الجزية.
دفعت هذه التحالفات لبوليسلاف بالدفاع عن الدولة بطريقة وأسلوب فعال من الغزو في سنة 1109، حيث بعد عدة سنوات فقد استغل بوليسلاف بمهارة صراعات الأسرة الحاكمة في بوهيميا لتأمين السلام على الحدود الجنوبية الغربية.
حياة بوليسلاف الثالث
كرس بوليسلاف النصف الثاني من حكمه لغزو بوميرانيا فغزا المعاقل الشمالية، مما رسخ الحدود مع مدينة بوميرانيان، حيث سمح حل الصراع مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة لبوليسلاف بإخضاع بوميرانيا، وانتهت الحملات بتحقيق نجاحات عسكرية وسياسية وأتاح دمج الأراضي التي تم ضمها حديثاً ببناء الكنائس والشروع في تنصير بوميرانيا.
لقد تزوج بوليسلاف مرتين منحه زواجه الأول ذريعة للتدخل عسكرياً في الشؤون الداخلية لروسيا، حيث بعد موىها تزوج من نبيلة ألمانية كانت بطريقة ما سبب التغييرات في السياسة الخارجية البولندية، وسعى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جاره الغربي.
وفي نهاية ذلك فقد كان عمله الأخير والأهم هو إرادته ووصيته المعروفة باسم قانون الخلافة الذي قسم فيه الدولة بين أولاده، مما أدى إلى التشرذم الإقطاعي للمملكة البولندية، حيث أظهر التاريخ بوليسلاف الثالث كرمز للتطلعات السياسية البولندية وأنه حقق نجاحات لا شك فيها إلا أنه ارتكب أخطاء سياسية خطيرة.