الحياة الاقتصادية في لبنان:
إنّ لبنان شهد طور جديد من أطوار التاريخ السياسي والاقتصادي، فقد أصبح بلداً مستقلاً ذاتياً، بحيث تم اعتراف الدول الخمسين باستقلاليته، وتلك الدول اشتركت في مؤتمر سان فرنسيسكو، الذي واضع دستور منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام العالمي.
إنّ ذلك الاستقلال يعتبر أساس لبداية عهد اقتصادي جديد، عهد تطور وشمول سياسة اقتصادية واعية، وهكذا ترتبط السياسة بالاقتصاد بشكل كبير، بحيث يساعد كل منها الآخر على تحقيق الاستقلال السياسي، مما ساعد على التقدم الاقتصادي، بالإضافة إلى أنّ التقدم الاقتصادي عمل على دعم الاقتصاد بالبلاد، ممّا ساعد على وجود القواعد التي تجعل من الاستقلال حقيقةً واقعيةً وحقق سبيل الرقي والتطور للشعب اللبناني في إطار التمدن.
تاريح الحياة الاقتصادية والزراعية في لبنان
إنّ الزراعة في لبنان هي المرتكز الأساسي لثروته، فالقسم الأكبر من السكان يعيشون من خلال الزراعة، فعملية الإنتاج الزراعي هي النواة الأولى للصناعة والتجارة، وعلى الرغم من أنّ لبنان بلد يتشكل أغلبه من الجبال ليس فيه سهول واسعة، فنلاحظ أنّ الزراعة تغطي دوراً بارزاً في حياته الاقتصادية، بحيث نرى القسم الأكبر من اللبنانيين يشتغلون بالزراعة ويستغلون الأرض للحصول على القسم الأكبر من دخلهم.
تقسيم الأراضي الزراعية في لبنان إلى قسمين أساسيين: الأولى تشكل الأكثر نسبة وهي الأراضي السهلة، تقع معظمها في الساحل سهل عكار في الشمال وسهل صيدا وصور في الجنوب وسهل البقاء في الداخل، والثانية وهي الأراضي الجبلية، والتي تتوزع في جميع مناطق الجبال، على الرغم من أن هذه الأراضي الجبلية أقل خصوبةً من أراضي السهول، بالإضافة إلى إنها تستغل بشكل جيد، وبالأخص في زراعة الأشجار المثمرة.
إنّ العامل الأساسي الذي دفع لبنانيين إلى عملية استغلال تلك الأراضي هو نظام ملكية الأراضي، حيث يمتلك أراضي السهول بشكل عام الإقطاعيون أصحاب الأراضي الشاسعة، بينما يمتلك الفلاحون أراضي الجبل، فقد يبذل الفلاحون جهداً كبيراً لاستغلال الأرض بأفضل الوسائل؛ لأنّهم يحصلون على جزءاً من عملهم في الأرض التي هي ملكهم الخاص.
إنّ الأراضي الصالحة للزراعة في لبنان تُقدر مساحتها بحوالي 200000 ألف هكتار، يتم زراعة ما يقارب 170000 ألف هكتار منها، بحيث تقع أكثر المساحة التي تم زراعتها في السهول، وبالأخص في سهل البقاع وأكثر أراضي السهول تزرع حبوباً وبقولاً، بينما تزرع الأراضي الجبلية بالمزروعات الشجرية والخضرية.