تاريخ إسبانيا في القرن الثامن عشر ميلادي

اقرأ في هذا المقال


كان الملك “كارلوس الثاني” آخر الملوك من عائلة آل هابسبورغ الذين حكموا الإمبراطورية الإسبانية، ولم يكن له وريث في الحكم من عائلة آل هاسبورغ، فطلب من الأمير فرنسي “فيليب دانجو” وهو حفيد شقيقته أن يتولَّى الحكم بعده، فثارت أوروبا لذلك؛ خوفاً من أن تصبح إسبانيا وفرنسا تحت حكم البوربون وأن يحدث منازعات على الحكم في إسبانيا.

إسبانيا في القرن الثامن عشر ميلادي:

اندلعت العديد من النزاعات بين فرنسا وإسبانيا ضد إنجلترا والبرتغال وهولندا والنمسا، وبعد العديد من الصراعات تم عقد معاهدة بين ملك فرنسا الملك “لويس الرابع عشر” والملك الإسباني “فيليب الخامس”، وقام فيليب الخامس بعد ذلك بالتخلي هو وعائلته بالمطالبة بالعرش، وتم بعد ذلك تقسيم الأراضي الإيطالية الإسبانية، وفي عام 1715 ميلادي قم الملك فيليب الخامس بالتوقيع على مرسوم تم فيه إلغاء جميع الحقوق والامتيازات لجميع الممالك الإسبانية التي يتكون منها التاج الإسباني.
وأصبحت إسبانيا فيما بعد تابعة ثقافياً وسياسياً لفرنسا، ومن ثم قام الملك فيليب الخامس بعد ذلك بعد إصلاحات وكما عَمل على تعزيز السلطة المركزية في إسبانيا، على الرغم من أن معظم المناصب العليا في إسبانيا كانت بيد الطبقة الأرستقراطية وقد كانت تتصف تلك الطبقة بالفساد وعدم الكفاءة، وقد بلغت الإصلاحات في إسبانيا قمة ازدهارها ونموَّها في عهد الملك الإسباني “كارلوس الثالث”.
وقد استمر حكم البوربون الإسبان في إسبانيا منذ حكم الملك “فرناندو السادس” حتى حكم الملك “كارلوس الثالث”، وقد كان للملكة “إليزابيث فارنيزي” زوجة الملك فيليب الخامس دور كبير في في التأثير في سياسة إسبانيا الخارجية، والتي كان هدفها الأهم استعادة الأراضي المستعمرة في إيطاليا، وقد قامت فرنسا وبريطانيا بدعم إسبانيا في استعادة تلك الأراضي المسلوبة.
وفي عهد الملك كارلوس الثالث انتعش الاقتصاد في إسبانيا، وقامت إسبانيا بمساندة فرنسا بحروبها؛ وذلك خوفاً من من انتصار بريطانيا على فرنسا؛ ممّا أدى ذلك إلى عدة هزائم عسكرية لإسبانيا، أدت إلى تنازلها عن فلوريدا لبريطانيا، إلا أن إسبانيا قامت باستعادة فلوريدا من بريطانيا في معاهدة “باريس” والتي عَملت على وقف الثورة الأمريكية وذلك في عام 1783 ميلادي، وخلال القرن الثامن عشر ميلادي تمكنت إسبانيا باستعادة الازدهار بشكل تدريجي في أراضيها، وبالرغم من ذلك بقيت إسبانيا متخلفة اقتصادياً وسياسياً عن باقي الدول الأوروبية.


شارك المقالة: