تاريخ إمبراطورية ياغان

اقرأ في هذا المقال


تعد إمبراطورية بأغان من أوائل الإمبراطوريات التي قامت بتوحيد المناطق التي أطلق عليها فيما بعد باسم بورما وتم وضع حجر الأساس لإمبراطورية باغان في بر جنوب شرق آسيا وانتشرت المجموعات العرقية في بورما العليا.

إمبراطورية باغان

مع بداية القرن التاسع قبل الميلاد ظهرت مملكة باغان وكانت في البداية عبارة عن مستوطنة صغيرة ومع بداية عام 1050 ميلادي بدأت الإمبراطورية بالتوسع وأصبحت تشمل المناطق المجاورة لها، وكان بداية تأسيس الإمبراطورية في عام 1060 ميلادي على يد الملك اناوراتا وكانت تلك الفترة هي أول عملية لتوحيد أراضي إيراوادي، كان شعب البورميون هم من أوائل السكان الذين سكنوا فيها.

مع بداية القرن الثاني عشر ميلادي قام الحكام الذين تولوا الحكم بعد الملك أنوراتا بتوسيع الأراضي التي تقع تحت حكمهم حتى شملت معظم أراضي جزيرة الملايو وسطروا على الحدود الشمالية لحدود الصين  ومعظم الأراضي الغربية حتى شملت الإمبراطورية كلاً من تلال تشين والمناطق الشمالية من أركان، ومع بداية القرن الثالث عشر ميلادي أصبحت إمبراطورية بأغان من أهم الإمبراطوريات هي وإمبراطورية الخمير.

في البداية سيطرت الثقافة واللغة البورمية على معظم المناطق المرتفعة في وادي إيراوادي ومن ثم ثم بدأت البوذية بالانتشار بين سكان المنطقة وقام أغنياء إمبراطورية باغان التبرع بجزء كبير من أراضيهم لبناء معبد بوذي، مع بداية عام 1280 ميلادي انتشرت الثروة لدى رجال الدين التي تم إعفائها من الضرائب، الأمر الذي أدى إلى دخول الإمبراطورية بحالة من عدم الاستقرار وتمرد الجيش وحدوث خلافات داخلية وخارجية، كما حدثت انقسامات سياسية؛ ممّا أدى كل ذلك إلى انهيار إمبراطورية ياغان.

قام علماء التاريخ بالرجوع إلى السجلات التاريخية لبورما والتي تم من خلالها إعادة بناء التاريخ القديم لإمبراطورية يوغان وقد وجدوا الكثير من الاختلافات بين الدراسات وبين الأحاديث عن تاريخ الإمبراطورية،وصلت السجلات التاريخية البورمية للقرن الثامن عشر ميلادي والتي تحدثت عن الإمبراطورية وذكر التاريخ أنّه في القرن التاسع عشر ميلادي أنّ الإمبراطورية كانت ترتبط بالحكم بالعائلات البوذية.

ذكر الملك همانان بانّ تاريخ إمبراطورية ياغان إلى القرن التاسع قبل الميلاد وكانت فترة تأسيسها قبل ولادة بوذا بقرابة ثلاثة قرون، وقام بعد ذلك مجموعة من أمراء البوذا بترك أراضيهم والاستقرار في شمال بورما في منطقة تاغونغ وقاموا في عام 850 قبل الميلاد بتأسيس مملكة خاصة بهم، ومن ثم قام الملك هامان بتأسيس أول مملكة خاصة به في أراضي أراكان، وفي عام 483 قبل الميلاد بدأ ملوك تانجونغ بتأسيس عدد من الممالك والتي امتدت حتى أسفل نهر إيراوادي.

حسب الدراسات البورمية القديمة التي تم ذكرها فأنّ عملية الهجرة البورمية التي تمت إلى إمبراطورية ياغان كانت تتم بشكل تدريجي وانّ الإنسان قد سكن فيها في عام 870 قبل الميلاد ولم يتم العثور على آثار الحروب والعنف قبل ذلك التاريخ، وخلال القرن التاسع والعاشر ميلادي بدأ الانسان البورمي بالاقامة فيها، فقد كانت ياغان في تلك الفترة غير محصنة وحسب الدراسات فأنّ الإشعاع الكربوني في المنطقة يعود تاريخه إلى 980 ميلادي ويعتقد العلماء بأنّ ذلك التاريخ هو فترة تأسيس إمبراطورية ياغان.

يقول العلماء فأنّ كان هناك منطقة يسكن فيها الإنسان وتم تحصينها فانّ معظم المنازل فيها كانت من الطين، كما تم العثور على مجموعة من الرسومات والنقوشات التي تعود إلى ملوك باغان ويعود تاريخ تلك النقوشات إلى عام 956 ميلادي، مع بداية القرن العاشر ميلادي قام البورميون بتوسعة النظام الزراعي في أراي باغان وكانت تلك الأراضي تعتمد على نظام الري، فقد استفادوا من الأنظمة الهندية التي كان يتبعها البوذيون في أعمالهم الهندسية.

كما تم العثور على النقوشات والتي يعود تاريخها إلى الشعب البورمي ولم يتم العثور على فروقات كبيرة بين نقاشاتهم والنقوشات البوذية، فقد كانت الثقافة مشتركة بين الطرفين، وكان كلا الطرفين يتنافسان على حكم باغان والتي كانت في البداية عبارة عن مدينة صغيرة والتي بدأت بالاتساع وتصيح مدينة ذات قوة وسيطرة أكبر خلال حكم الملك أنواراتا وذلك في عام 1044 ميلادي وأصبحت تشمل أراضيها المناطق الشمالية والغربية وشملت عدد كبير من المقاطعات في جنوب شرق آسيا.

في عام 1044 ميلادي تولى الملك أنواراتا الحكم وخلال فترة حكمه تمكن من تحويل مدينة باغان من مدينة صغيرة إلى أول إمبراطورية بورمية، خلال تلك الفترة بدأ الحديث عن التاريخ البورمي القديم، كان الملك أنواراتا من الملوك الأقوياء وتمكن خلال فترة توليه الحكم من جعل إمبراطورية بأغان من الإمبراطوريات القوية عسكرياً واقتصادياً، حيث قام خلال فترة حكمه من تحويل أراضي بوغان من أراضي قاحلة غير صالحة للزراعة إلى أراضي زراعية غنية بزراعة الأرز، كما قام ببناء السدود وقنوات المياه.

أدت الأمور التي قام بها الملك أنوارتا إلى زيادة شعبيته وأصبح محبوباً، ومن أهم الأعمال التي قام بها هو تقسيم المدن والقرى حسب قدرة كل منها حسب قدرتها الاقتصادية والضريبية، وقد أدى ذلك إلى زيادة قوة الإمبراطورية اقتصادياً، مع منتصف القرن العاشر ميلادي بدأ الملك أنوارتا بتوسيع عملية الإصلاحات وتمكن بعد ذلك من تأسيس إمبراطورية باغان والتي تم تأسيسها على وادي إيراوادي وكانت محاطة بعدد من المقاطعات.

لم يكتف الملك أنوارتا بتلك الأراضي لإمبراطوريته ليبدأ بعد ذلك بشن عدد من الحروب على تلال شان ومن ثم أخذ بالتوجه إلى بورما السفلى ومن ثم إلى ساحل تينا سيرم وشمال أراكان، واختلفت الآراء عن مساحة إمبراطورية باغان ويقول بعض المؤرخون أنّه خلال فترة حكم أنوارتا أنّ الإمبراطورية شملت أراضي مملكة الخمير وشمال أراضي تايلاند، على الرغم من القوة التي حققته إمبراطورية باغان خلال فترة قيامها، إلا أنّه لم يتم العثور على أدلة قليلة عن تلك الإمبراطورية.

على الرغم ما تم الحديث فيه عن إمبراطورية باغان وعلى اختلاف أراء العلماء، إلا أنّ العلماء اتفقوا على إمبراطورية باغان سيطرت على بورما العليا وبورما السفلى خلال القرن الحادي عشر ميلادي، وكان لتأسيس إمبراطورية باغان أثر كبير في تاريخ جنوب شرق آسيا البري وتاريخ بورما القديم، حيث شكلت نقطة اتصال بين الهند وسيلان وبورما السفلى وساهمت في انتشار الثقافة بين تلك الدول، كما كان لها دور كبير في عودة البوذية إلى سيلان بعد أنّ انقطعت عنها لفترة طويلة.

بدأت إمبراطورية باغان بعد ذلك بالدخول إلى العصور الذهبية لتبني لها مكانة مهمة في التاريخ، وعلى الرغم من أنّها كانت تعاني من عدد من التمردات، إلا أنّها عاشت في حالة من السلام والاستقرار، كما تم دمج الثقافات فيها والذي ساعد ذلك شعبها للعيش في حالة من الانسجام، ومع وصولها درجة القوة تم الاعتراف فيها من قِبل أسرة سونغ الصينية وأسرة تشولا الهندية بأنّها إمبراطورية ذات سيادة في جنوب شرق آسيا.


شارك المقالة: