العصر الخالكوليثي: هو عصر كانت إيطاليا تستخدم فيه معدن النحاس والحجر في صنع الأدوات لديها، حيث لم يكن لديها في ذلك الوقت الكميات الوفيرة من معدن النحاس، وكما أنها كانت تستخدم الحجر لأنه أكثر ملاءمة في صنع بعض الأدوات، لذلك أطلق عليها العلماء عصر الخالكوليثي؛ أي عصر الحجر والنحاس.
العصر الخالكوليثي في إيطاليا:
لم يلبث سكان إيطاليا بالعصر الحجري كثيراً، إلى أن توصلوا بفضل الاتصالات بالعالم الخارجي إلى معرفة النحاس، ويعتبر النحاس أول معدن استخدمه الإنسان كبديل أفضل من الحجر، وقامت إيطاليا بإحضاره لأول مرة من جزيرة قبرص، والتي كانت غنية بمعدن النحاس، وكانت تأتي به عبر طريق تجاري من خلال جزيرة كريت وجزر البحر الإيجي، ومن ثم يتم توصيله إلى جنوب إيطاليا ومن ثم إلى مدينة صقلية ومدينة سردينيا ومدينة ليغوريا وكورسيكا، وكما كان يتم إحضار النحاس من وادي الدانوب المتصل بشمال إيطاليا.
كما كان يأتي من إسبانيا، حيث كانت تلك الدولتين غنيات بمعدن النحاس، حيث كان معدن النحاس المحلي في إيطاليا غير مستغلة، رغم دخول معدن النحاس إلى إيطاليا واستخدامها له، إلا أن ذلك لم يمنع إيطاليا من بقائها من استعمال الحجر، وقد كانت إيطاليا تستخدم النحاس لصناعة الخناجر والإزميل وغيرها من الأدوات المعدنية، التي كانت تصنعها من معدن النحاس الخالص، وقد استمرت أيضاً في استخدام الحجر في صناعة المطارق.
ولم تكن عمليات الهجرة إلى إيطاليا في ذلك العصر واسعة، حيث كانت بطيئة، وكذلك لم تتقدم الحضارة في إيطاليا في ذلك العصر بشكل كبير، بل كانت ضعيفة النمو، وقد كان هناك اختلاف في جنوب إيطاليا وفي شمالها، حيث كان سكان جنوب إيطاليا ما زالوا في ذلك العصر يستخدمون الحجارة في حفر قبورهم وبناء كهوفهم، والتي كان يتم بناؤها بشكل كبير وكأنها قاعة وسقفها عبارة عن كتلة حجرية ضخمة واحدة، والتي كان يتم بناؤها في مدينتي صقلية وسردينيا، حيث كان يتم بناء مقابر كبيرة منحوتة من الصخر، وكان يتم بناؤها كمقابر جماعية، حيث أطلق على تلك المقابر اسم “الدولمن”، وكما اشتهرت مدينة سردينيا بالمقابر العملاقة، والتي كانت مقابر ذات حيطان حجرية وأسقف من ألواح حجرية مستوية.