تاريخ الأفكار الأنثروبولوجية

اقرأ في هذا المقال


تاريخ الأفكار الأنثروبولوجية:

الأنثروبولوجيا هي دراسة الجنس البشري المعروف باسم الإنسان العاقل أو الرئيس الحكيم، حول تاريخ البشر وعصور ما قبل التاريخ قبل السجلات المكتوبة وبيولوجيا البشر ولغتهم، وتوزيع الشعوب في جميع أنحاء الكوكب، والجوانب الاجتماعية والثقافية للوجود، والأساليب التي تستخدمها هذه الرحلة متنوعة وانتقائية كنظام غير عادي، وربما يكون الشيء الفريد في الأنثروبولوجيا هو جودتها العالمية، وإمكانياتها المقارنة وإمكانياتها التكاملية الناتجة عن دراسة التاريخ وعلم الأحياء واللغات والاختلافات الاجتماعية والثقافية.

والأنثروبولوجيا كنظام غير عادية لأنها ناعمة وصلبة بما في ذلك العلوم والإنسانيات بين الطبيعة والثقافة والماضي والحاضر، والبحث عن طرق جديدة لفهم حالة الإنسان، فهي هيئة أكاديمية ذات حدود يسهل اختراقها ورفضت التخصص ونتيجة لذلك يمكن أن تدعي امتلاكها لمساهمات هائلة لفهم ما يعنيه أن يكون المرء إنسانًا، فالأنثروبولوجيا أحد أوائل العلوم الجديدة إلى جانب علم البيئة، ففي القرن التاسع عشر تحدى علم الآثار التسلسل الزمني القصير للأصل التوراتي لفترة أطول من ناحية العمق، بينما تساءلت الأنثروبولوجيا البيولوجية والثقافية عن التفكير النمطي حول العرق والهوية.

وانتقلت الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من تنظير الكراسي إلى العمل الميداني المباشر، وبمفهوم النسبية الثقافية تم تحدي النظريات السائدة اليوم بما في ذلك النظريات العلمية، فالأنثروبولوجيا تعلم أن العلم من صنع البشر لذلك لا بد أن يكون له حدود بشرية، وجعلت هذه الإدراكات العلماء بالتفكير في كيفية إنشاء المعرفة وتتحدى فكرة أن طرق التفكير الغربية هي المصدر الوحيد للحقيقة، إذ كانت التنبؤات المناخية المبكرة متوفرة في بيرو قبل وصول المستعمرين الأوروبيين.

كما كان فرانز بواس الذي أسس النظام في أربعة مجالات وأسس الجمعية الأنثروبولوجية الأمريكية قد حدد المجالات الأربعة للأنثروبولوجيا الأثرية والثقافية واللغوية والفيزيائية، وأكثر من غيرها لأقسام في الولايات المتحدة وحتى وقت قريب عندما أصبحت الأربعة منهم خمسة مع الأنثروبولوجيا الطبية، وطوال فترة تطور الأنثروبولوجيا كان هناك خوف من التجزئة للمفكرين الجامعيين، كما أشار فرانز بواس في عام 1905 إلى أن هناك دلائل على تفكك الأنثروبولوجيا.

فالأساليب البيولوجية واللغوية والاثنولوجية الأثرية متميزة للغاية ويجب ملاحظتها، كما قام فرانز بواس بتدريب العديد من عالمات الأنثروبولوجيا مثل مارجريت ميد وروث بنديكت، وهي كان يعلم أن تنويع العاملين الميدانيين من خلال تضمين الأشخاص من جميع الأجناس أمرًا مهمًا للعمل الميداني الناجح.

مفهوم مراقبة المشترك في الأنثروبولوجيا:

مع الاستعمار الأوروبي للشعوب في جميع أنحاء العالم، كان هناك المزيد من البحوث الأنثروبولوجية حول العالم وما يحدث في الكوكب، حيث تمت الإشارة إلى جمع البيانات على إنه مراقبة المشاركين مما يعني أن علماء الأنثروبولوجيا شاركوا في الحياة اليومية للأشخاص الذين درسوا، وتعلموا لغاتهم وأصبحوا منغمسين في الأعمال العادية لمجتمعات الآخرين، فغالبًا ما يُنسب إلى عالم الأنثروبولوجيا البولندي برونيسلاف مالينوفسكي وضع معيار الإثنوغرافيا مع رؤية واسعة الزاوية.

إذ درس برونيسلاف مالينوفسكي في لندن وخلال الحرب العالمية الأولى وجد نفسه في جزر تروبرياند، وعلى الرغم من إنه كان بولنديًا إلا إنه سُمح له بالبقاء وكان عليه أن يتعلم اللغة وكان عليه أن يفعل ذلك لأن السكان المحليين كانوا رفاقه الوحيدين، وانتقل بين السكان الأصليين، وتحدث معهم بلغتهم ودرس حدائقهم وسحرهم وعلمهم وقانونهم وكل ذلك بأدوات مراقبة المشاركين، وكتب عددًا من الدراسات الأنثروبولوجية القائمة على عمله هناك حول التجارة والاقتصاد وتتضمن مواقع متعددة.

ومن هذه الدراسات الحياة الجنسية للمتوحشين عام 1929 حول القرابة والجنس، وحدائق المرجان وسحرهم عام 1935 حول الحدائق والزراعة، والجريمة والعادات في مجتمع متوحش عام 1926، ومشاكل القانون والنظام الاجتماعي، ووضع برونيسلاف مالينوفسكي معيارًا عاليًا جدًا للأنثروبولوجيا التشاركية والعمل الميداني الذي لا يزال قائماً حتى هذا اليوم، وهو المعيار الذي كانت فيه الأنثروبولوجيا نظرية، وليس مجرد وصف، فالأنثروبولوجيا نفسها وكذلك استخداماتها التفسيرية هي مسعى نظري ومزيج من التفكير الصارم.

ويسهل اختراع التقنيات الجديدة آفاقًا جديدة للأنثروبولوجيا، ففي الأنثروبولوجيا اللغوية ظهور مسجل شريط الكاسيت وميكروفونات البندقية في أوائل السبعينيات من الفيديو والكاميرات في أوائل الثمانينيات، والإنترنت والاختراعات الإلكترونية الأخرى في السنوات الخمس والعشرين الماضية سمح للناس بالبحث عن اتصالات وحتى الآن دون أن يلاحظها أحد، وبالمثل نظم المعلومات الجغرافية مهمة لعلماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا البيئية، ويستخدمونها أيضًا لتحديد الأشخاص الذين يدرسونهم.

وفي هذه العملية فقد العاملون الميدانيون إمكانية الانغماس في ثقافات أخرى مع القليل من الاتصال من مواقع المنزل، فالابتكارات التكنولوجية تربط الجميع في السراء والضراء.

مفهوم الليونة في الأنثروبولوجيا:

كان الحديث عن الأجناس المتفوقة والأدنى بيولوجيًا أمرًا شائعًا لدى المستعمرين الذين حملوا مفهوم عبء الرجل الأبيض، حيث كانت مهمتهم هي حضارة المتوحشين أو بعض المجموعات لتصنيف المجموعات وفقًا لفتحاتها المتصورة، على سبيل المثال فكرة أن بعض الأجناس كان يُعتقد أن المقصود بيولوجيًا أن يكونوا خدمًا فقط، وكانت الدراسة العلمية للعرق في كثير من الأحيان تعثرت في الارتباك وسوء الفهم على مدى 200 سنة الماضية على الرغم من علماء الأنثروبولوجيا أكدوا مرارًا وتكرارًا على ملاحظة إنه يمكن منح الناس على قدم المساواة دون أن يكونوا متشابهين.

وعلى الرغم من جهود علماء الأنثروبولوجيا المتعصبون العرقيون على قيد الحياة وبصحة جيدة ويبدو إنه من المريح الاعتقاد لهم بأنهم هم الأفضل، وهو اعتقاد لا يقتصر على الأمريكيين الأوروبيين، وبعد كل شيء نافاجو تعني الناس والعديد من المجموعات الذين يعتقدون أنهم متفوقون على الآخرين، وهكذا كان تقييم فرانز بواس أن جميع الأفراد الأصحاء من الإنسان البشري والأنواع العاقل لديها القدرة على تعلم أي لغة أو ثقافة، وهذه اللدونة هي جزء من الجنس البشري.

وفي العالم المعاصر يتم التعامل مع الاختلاف كما لو كان مشكلة، إذ يقول البعض أن حركة العمالة الرخيصة والنقاشات حول العنصرية والتسامح في خضم أزمات اللاجئين هي السبب، وبعبارات أخرى للغة وإدارة الدولة للتنوع والسياسات المتطرفة والعنصرية المؤسسية أولوية في الاختلاف، ففي أوائل عام 2001 تم نشر مجلد للمؤرخ إليزابيث لاش كوين عن خبراء العرق وآداب السلوك والتدريب على الحساسية وعلاج العصر الجديد، وثورة الحقوق المدنية، ودرس صناعة المشكلة العرقية وصناعة الحلول العرقية التي ازدهرت بصعوبة.

والاعتراف بأن أي اختلافات بين الناس قد تكون سطحية مقارنة بماذا لديهم من قواسم مشتركة، ويتجنب مفهوم العرق أيضًا مناقشة الطبقة وعدم المساواة المرتبطة بالفقر، وهذه الهندسة الاجتماعية مهتمة بشدة بالاختلاف كمشكلة، حيث إن السعي وراء التجانس من خلال هياكل الدولة هو أمر تمت ملاحظته في جميع أنحاء أوروبا والعالم الغربي، خاصة في اللحظة المعاصرة عندما يتدفق اللاجئون على البلدان الغربية من شمال أفريقيا والشرق الأوسط.


شارك المقالة: